الذي يريد أن يتحدث عن تطور التعليم في مملكتنا الحبيبة - حرسها الله - يتحدث عن أمر مشاهد عياناً ومعلوم ضرورة، ثم إن الذي يريد أن يكتب عن هذا التطور في عجالة كهذه أنى له أن يفي الموضوع حقه ويعطيه ما يستحقه.
ولذا فإنني في هذه الوقفة العجلى سأشير مجرد إشرة ليس إلى تطور التعليم في بلادي، بل ولا في منطقة الحدود الشمالية كلها، إنما سأشير إلى تطور التعليم في جزء من هذا الجزء العزيز من مملكتنا ألا وهو كلية المعلمين في عرعر، ذلك الصرح التربوي، وتلك المنارة العلمية التي تقف شامخة في مدخل عرعر الشرقي لتجسد للداخل إلى هذه المدينة والخارج عناية هذا الوطن المعطاء بالتربية والتعليم حتى أقصى جزء منها، نعم إنَّ كلية المعلمين في عرعر أنموذج جلي على تسارع تطور التعليم في بلاد الحرمين الشريفين، فبعد أن كانت هذه الكلية يحويها مبنى مدرسي متواضع لم تمض عليها إلا سنوات قليلة حتى هيىء لها مبنى مستقل، بل مبنيان متجاوران يحويان أكثر من (133) قاعة، إضافة إلى المرافق الأخرى المساندة.
وبعد أن كان أعضاء هيئة التدريس في الكلية لا يكادون يصلون إلى العشرة، إذا بهذا العدد يزداد زيادة تلو زيادة حتى تضاعف هؤلاء العشرة إلى مائة أو يزيدون، وبعد أن كان أعضاء هىئة التدريس الوطنيون لا يكاد يوجد منهم إلا واحد أو إثنان إذا بالكلية تستقطب مجموعة منهم معيدين و محاضرين وأساتذة مساعدين حتى زاد عددهم على الثلاثين عضواً، وأما الطلاب والدارسون فما زالت الكلية تؤتي ثمارها اليانعة منهم، وتخرج مخرجاتها القيمة من معلمين أكفاء يساهمون في بناء هذا الوطن المعطاء ويشاركون في تربية أجياله، فبعد أن كانت باكورة مخرجاتها عام 1412هـ (52) طالباً إذا بهذه المخرجات تزداد سنة بعد سنة حتى خرجت الكلية في عامها الماضي (218) طالباً ويتوقع أن تخرج هذه السنة (258) طالباً.
إنها خطوات رائدة، وإنجازات متسارعة، واستثمار رائع، يدل بجلاء على دعم منقطع النظير من أولي الأمر - حفظهم الله - ودأب مستمر من قيادات تربوية طموحة في وزارة لا تعرف للتطوير حدوداً، ولا للتميز قيوداً.
والله ولي التوفيق
(*) وكيل كلية المعلمين في عرعر لشئون الطلاب
|