أكد معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقاوي مدير عام معهد الإدارة العامة أن المتابع لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة على امتداد سنينه الثماني عشرة الماضية يشعر كمواطن بالفخر والاعتزاز تجاه السياسات التي ترسم أبعاد هذا المهرجان والتخطيط الواعي الذي يجدد فعالياته ، حيث تميز المهرجان بالاستجابة الفعَّالة والعاجلة لهموم الإنسان المعاصرة، إذ تنقل في نسق فكري متصاعد وعبر دوائر الاهتمام التي بدأت بالهم المحلي وانتقلت إلى العربي وصولاً إلى الهم العالمي.
لقد تم هذا العام اختيار الإسلام بوصفه قضية ملحة ومحوراً ثقافياً وفكرياً معاصراً ترتكز عليه فعاليات المهرجان الفكرية تحت عنوان (هذا هو الإسلام)، وهي استجابة حضارية نابهة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة والواعية لكل الفعاليات المحيطة التي تعصف بالأمة، كما أنها دعوة عاجلة من مهبط الوحي لتصحيح المفاهيم والعودة إلى المنابع الفكرية الأصيلة للإسلام، وحمل لواء الرسالة الحضارية النبيلة التي عرفت عن الإسلام وأهله دون الانكفاء على الذات، وذلك بمشاركة فكرية فاعلة من علماء الأمة الإسلامية من مختلف الدول.
وأضاف د. الشقاوي إن الأحداث العالمية الأخيرة وما صاحبها من تطورات فكرية وسياسية أسهمت -ولاشك- في تدويل همومنا البشرية، وليس أدل على ذلك مما يواجهه الإسلام وقضاياه المصيرية في هذا القرن من هجمة شرسة وغير عادلة أصبحت حديث الجميع في كل أصقاع الأرض وها هو المهرجان يجيء فرصة حضارية لإعادة التذكير بالقيم والمضامين الروحية النبيلة التي يحملها الإسلام، والتي تسعى لإنقاذ البشرية من أوزارها وهمومها حتى أصبح المهرجان حدثا ثقافيا عالمياً يقصده المفكرون وقادة الرأي.
وامتداداً لإشادتنا بالفكر النيّر للقيادة الحكيمة في بلادنا الغالية فإنه لا يفوتنا التأكيد على الأسلوب الرفيع المنيع من قبل المسؤولين عن المهرجان في إدارة منظومة الفعاليات الفكرية والثقافية للجنادرية، والتي يتم توجيهها بحكمة وروية تجاه همومنا اليومية والعالمية دون ازدواجية أو انفصال عن الواقع.
كما لا يفوتنا تأكيد الخطى المباركة التي يقوم المهرجان من خلالها باستضافة قادة الفكر، من باحثين ورجال إعلام وقادة رأي من الذين تشهد لهم إبداعاتهم الفكرية وإمكاناتهم العلمية المتسمة بالتخصص الدقيق والموضوعية العميقة، التي يؤطرها الاعتدال وحب الثقافة العربية والإسلامية وخدمة قضايا الأمة في تناول يسعى إلى تأصيل المحبة والبعد عن الغلو مما يعكس صورة حضارية راقية للمهرجان والقائمين عليه، حتى أصبح المهرجان حالة حضارية شفافة وفضاء عالميا يتوق إليه الجميع.
|