* لندن /رويترز:
أفاد استطلاع اجرته رويترز ان الاقتصاديين خفضوا توقعاتهم للنمو الاقتصادي في الدول الكبرى في عام 2003م متوقعين ان تدفع المخاوف من الحرب وفقد الوظائف المستهلكين الى خفض انفاقهم.
واظهر احدث استطلاع ربع سنوي شمل اكثر من 150 اقتصاديا من دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى ونشر امس الخميس ان توقعات النمو خفضت منذ اكتوبر/تشرين الاول بنحو نصف نقطة مئوية في اليابان والمانيا وكلتاهما تعتمدان على الصادرات للولايات المتحدة.
وفي الولايات المتحدة من المتوقع ان يبلغ نمو اجمالي الناتج المحلي7 ،2 في المئة في المتوسط انخفاضا من 8 ،2 في المئة في الاستطلاع الذي اجري في اكتوبر.
وقال الاقتصاديون المشاركون في الاستطلاع الذي اجري بين يومي الثامن و15 يناير كانون الثاني ان قرارات الاستثمار تعطلت بسبب الشكوك التي تكتنف احتمال شن حرب على العراق.
وقالت سوزانا جارسيا سيرفيرو من دويتشه بنك في لندن «الحرب ظرف استثنائي جدا لا يمكن ان تتأكد من كيف يمكن ان تتطور الامور في هذه الحالة».
وأضافت «انها تضر بالاستهلاك والاستثمار...الناس يحجمون عن الدخول في التزامات لانهم لا يعرفون ما الذي يمكن ان يحدث». كما ان ضعف الطلب العالمي سيجبر الشركات كذلك على خفض العمالة لخفض الطاقة لزائدة والتكاليف وهو ما كانت تفضل الشركات تجنبه حتى بضعة اشهر.
وخفض العمالة يعني نقص الدخل والانفاق الذي تدعم في الولايات المتحدةلاسباب منها انخفاض اسعار الفائدة الى ادنى مستوياتها منذ 40 عاما الى 25 ،1 في المائة.
وقال الاقتصاديون ان الاتجاه سيظل ضعيفا حتى يتبدد عدم التيقن بشأن العراق على الارجح عن طريق الحرب ونصر سريع وحاسم للولايات المتحدة.
وتبنى اغلب التوقعات الاقتصادية على افتراض ان الحرب ستبدأ في يناير كانون الثاني او فبراير شباط وتستمر لفترة تقل عن ثلاثة اشهر. واذا تأخرالصراع او امتد لفترة اطول فان توقعات النمو قد تعدل بخفض شديد.
وقال ماريز بوجود زينسكي من جيه بي مورجان في ندن «لكن شن حرب خاطفة اذا لم يكن لها اثر مستمر على اسعار النفط سيكون بداية النمو في الولايات المتحدة... ومنطقة اليورو هي الحلقة الضعيفة في الاقتصاد العالمي...فالمؤشرات الاقتصادية لم تكن مشجعة في الفترة الاخيرة».
في منطقة اليورو تتضررالثقة والطلب من محاولات الحكومات الحد من عجز الميزانية بمقتضى قواعد تهدف لحماية اليورو.
وقال ادولف روزنستوك من نومورا انترناشيونال في فرانكفورت «هذا ما يفرق بين اوروبا والولايات المتحدة... في الولايات المتحدة هناك تحفيز مالي وفي اوروبا هناك تقشف مالي... يبلغ اسوأ درجاته في المانيا». ومن المشاكل الاخرى التي ستواجه منطقة اليورو تراجع الصادرات للولايات المتحدة مع ضعف الدولار امام اليورو الذي يجعل السلع الاوروبية غالية الثمن.
واظهر الاستطلاع ان فرنسا ستحقق اعلى معدل نمو في منطقة اليورو هذا العام عند مستوى6 ،1 في المئة بالمقارنة مع تقدير بان يبلغ 9 ،1 في المئة في اكتوبرت تليها ايطاليا بمعدل نمو 3 ،1 في المئة بالمقارنة مع 6 ،1 في المئة في اكتوبر.
وفي المانيا من المقدر ان يبلغ معدل النمو 9 ،0 في المئة بالمقارنة مع 3 ،1 في المئة في اكتوبر.
واسعار النفط عامل مهم بالنسبة للمستهلكين في الولايات المتحدة التي تستورد نحو نصف احتياجاتها اليومية من الطاقة وبالنسبة لمنطقة اليورو التي تستورد اغلب احتياجاتها من النفط.
وارتفعت اسعار النفط في الاسابيع القليلة الماضية الى نحو 30 دولارا للبرميل وسط التهديدات الامريكية بالحرب واضراب في فنزويلا خامس اكبر مصدرللنفط في العالم.
ويتوقع ان تحقق كندا افضل اداء داخل مجموعة الدول السبع. فتوقع الاقتصاديون ان ينمو اجمالي الناتج المحلي الكندي في عام 2003م بمعدل 1 ،3 في المئة بانخفاض طفيف عن تقديراته في اكتوبر البالغة 2 ،3 في المئة.
وفي بريطانيا مازال المستهلكون يتبعون سياسة التقشف وقدر الاقتصاديون النمو بنحو 5 ،2في المئة استنادا الى ارتفاع في الانفاق الحكومي بالمقارنةمع 6 ،2 في المئة قدرت في اكتوبر.
وفي اليابان التي تجاهد منذ اكثر من عشرة اعوام للخروج من الكساد من المتوقع ان ينمو الاقتصاد بنسبة 4 ،0 في المئة مع تراجع اسواق الصادرات وارتفاع البطالة. وقدر الاقتصاديون في أكتوبر الماضي ان اقتصاد اليابان سينمو بمعدل 9 ،0 في المئة.
|