* القاهرة مكتب الجزيرة طه محمد:
أكد جونتر مولاك مفوض وزير الخارجية الألماني للحوار مع العالم الإسلامي أن الإصابات التي لحقت بالمدنيين في الحرب ضد الإرهاب بأفغانستان والأزمة المتناهية في العراق والأوضاع في الأراضي الفلسطينية وراء اتساع الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي.
وقال في محاضرته بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مؤخرا إن الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين والسياسة الأمريكية تجاه العراق تعد بمثابة دلائل واقعية عن وجود صراع حضارات بين الإسلام والغرب وهو شيء يجب علينا أن نتجنبه بأي ثمن وفق تعبيره.
وأضاف أن النتيجة السابقة نابعة من سياسات الغرب التي تتسم بازدواجية المعايير وتسبب شعوراً عاماً بالمرارة وخيبة الأمل بين العرب والمسلمين في العالم الذين يتساءلون عما إذا كان حقوق الإنسان هي حق للإنسان الغربي فقط وما إذا كان الغرب يستخدم خطاب حقوق الإنسان للضغط على بلادهم وليس لتحسين أوضاعهم وحياتهم.ولذلك دعا جونتر إلى ضرورة تكثيف الحوار بين الحضارات على جميع المستويات وتحديد الالتزامات بإيجاد حقول سلمية للخلاف والالتزام بالتسامح والحوار المتبادل بين الطرفين وقال هنا يبدو اختلاف كبير بين الرؤية الأمريكية ونظيرتها الأوروبية.وقال إن أوروبا لم تعد تهتم بلعبة القوى وما تصبو إليه هو إيجاد عالم يتسم بسلام دائم قائم على العدل وحكم القانون بينما يميل الأمريكيون إلى النظر للعالم كونه منقسماً بين الخير والشر والأصدقاء والأعداء.
وشدد على إجراء حوار جاد بين الحضارات يساهم في إقامة علاقة تتسم بالثقة والاحترام المتبادل ومواجهة التحدي النابع من عالم تسوده الصراعات الاثنية والثقافية وتوفير مناخ للفهم المشترك الذي يحكم العلاقات في القرن الحالي في قضايا الحرية الفردية والحقوق السياسية الأخرى وتشجيع جهود إقامة وتنمية ثقافة الحوار والتعددية في المجتمعات الإسلامية.ودعا الدول العربية إلى محاربة الفقر والارتفاع بمستوى التعليم والمعيشة وتشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة في الحياة الاجتماعية وأن تسعى الدول الغربية إلى التوصل لفهم أفضل الآراء وتطلعات الشعوب الإسلامية في ظل وجود رغبة حقيقية في توفير العدل لدى تلك الشعوب.
| 
