* بغداد - باريس - واشنطن - الوكالات :
قال كبير مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة العراق في باريس أمس الجمعة «إننا نواجه في الوقت الحالي وضعاً شديد التوتر» بالنسبة للأزمة العراقية، في ختام لقائه مع الرئيس جاك شيراك.
وأكد بليكس ان المفتشين الدوليين يريدون ان يتبنى العراق «موقفاً أكثر صراحة وان يبدي تعاوناً تاماً».وأعلن هانس بليكس انه يرغب في الحصول «على المزيد من التفسيرات» من بغداد حول الرؤوس الكيميائية التي عثر عليها خبراء الأمم المتحدة أمس.
وأضاف بليكس انه ليس متأكداً من ان هذه الرؤوس مدرجة على لائحة الأسلحة التي قدمتها بغداد في كانون الأول ديسمبر.
وقال انه يجب تدمير هذه الرؤوس التي عثر عليها فارغة.
ودعا جاك شيراك من جانبه العراق إلى «إعطاء أدلة لا تدحض على تعاونه الحثيث» مع مفتشي الأمم المتحدة، مطالبا في الوقت نفسه بإطالة فترة التفتيش. من جهة أخرى أعلن المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية العراقية حسام محمد أمين في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان الرؤوس الكيميائية الفارغة التي عثرت عليها أمس الأول الأمم المتحدة في العراق ليس لها علاقة ببرامج أسلحة الدمار الشامل وتحدث عن «صواريخ» وليس رؤوساً كيميائية.وأكد أمين من جهة أخرى ان الهدف من الاعلان عن هذا الاكتشاف هو «إفشال» محادثات العراق مع رئيس المفتشين هانس بليكس الذي يصل يوم الأحد إلى العراق.
وقال «هذه قصة مختلقة لافشال المحادثات مع رئيس المفتشين هانس بليكس»، مؤكدا ان «العثور على رؤوس فارغة لا يعني وجود أسلحة دمار شامل في العراق».
وكان الناطق باسم مفتشي الأمم المتحدة في العراق هيرو يواكي أعلن ان أحد فرق المفتشين عثرت على «11 رأساً كيميائياً فارغاً» خلال عملية تفتيش مستودع ذخائر. ولم يحدد ما إذا كانت هذه الرؤوس تشكل انتهاكاً لالتزامات العراق على صعيد نزع السلاح.
وقد تم العثور على هذه الرؤوس في مركز للتخزين يبعد 170 كلم جنوب بغداد، وسبق للمفتشين ان زاروا هذا الموقع في السابع من كانون الثاني يناير.
وقال أمين «إنها فقط صواريخ مدفعية تم استيرادها في العام 1986 ولهذا السبب انتهى مفعولها ولا يمكن ان تستعمل بعد» مضيفا «لقد انتهى مفعولها منذ زمن طويل وعلى الأقل منذ سبع سنوات».
وأضاف ان «إثارة هذا الموضوع وبهذه السرعة وبدون ان يسألوا دائرة الرقابة الوطنية وبدون ان يسألوا الجانب العراقي عن سبب وجود هذه الصواريخ وما هي قصتها وكأنهم كانوا يفتشون عن ذريعة ضد العراق فقط».وأوضح «أنها لا تمثل أي شيء ولا تشكل أي خطورة وأنا استغرب هذه الضجة الإعلامية وهذا الاهتمام الامريكي».وأكد «هي ليست كيميائية ولا بيولوجية انها رؤوس فارغة (...) وقد نسيت في مركز تخزين وهي موجودة في صناديق مقفلة ومختومة دون أي نية لاستخدامها».وأوضح أمين ان المفتشين «عثروا على صناديق (...) قديمة ولكنها لم تكن مفتوحة، صناديق مقفلة ومختومة وطلبوا فتحها».وقال أيضا «ظهر انها صواريخ مدفعية من عيار 122 ملم وهي ليست أسلحة دمار شامل ولا أسلحة كيميائية أو بيولوجية».
وبثت شبكة التلفزة الامريكية «سي.ان.ان» صوراً التقطها موظفون عراقيون كانوا يرافقون فريق الأمم المتحدة كما يحصل في كل عمليات التفتيش.
ويبدو في تلك الصور مفتشون يفتحون صناديق خشبية ثم يعمد أحدهم إلى فك رأس صاروخ بيديه وتقريب وجهه منه. ولا يرتدي أي من هؤلاء المفتشين ألبسة وقائية من الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو قفازات أو أقنعة.
من ناحية أخرى قال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة فشلت في اقناع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء الخميس بتغيير مواعيد تقديم مفتشي الأسلحة الدوليين تقاريرهم التي تخشى واشنطن انها قد تؤدي إلى تأخير أي مواجهة مع العراق.
وقال مسؤولون امريكيون انهم أرادوا فقط التأكيد على ان قرار الأمم المتحدة الذي صدر في نوفمبر تشرين الثاني الماضي له أولوية على قرار صدر عام 1999 .
ويطالب قرار عام 1999 كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس بأن يوضح في نهاية مارس اذار المقبل «القضايا الرئيسية المتبقية» التي لا يزال على العراق الإذعان بشأنها.
وقال المبعوث الامريكي جون نجروبونتي للصحفيين «لدينا بعض الأسئلة بشأن ما اذا كان 27 مارس هو الوقت المناسب لعرض مهام نزع الاسلحة الرئيسية المتبقية».وأضاف انه لم يتخذ قرار لكن الجميع اتفقوا على «مواصلة الضغط على العراق للتعاون على الفور ودون شروط وبمبادرة منه مع نظام التفتيش».وقال الدبلوماسيون ان وراء الجدال المثار خطط إدارة جورج بوش لاتخاذ قرار بشأن مهاجمة العراق أو عدم مهاجمته فيما يؤمل بأن يكون بدعم من مجلس الأمن خلال ما يقرب من شهر وعدم تشتيت الانتباه بقرارات قد تؤدي إلى تمديد عملية التفتيش.
وفي موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف الموجود في بغداد مساء الخميس ان مفتشي الأمم المتحدة لنزع السلاح يحتاجون إلى مزيد من الوقت للقيام بمهمتهم في العراق على اكمل وجه، مردداً بذلك صدى تصريحات وزير الخارجية ايغور ايفانوف. ونقلت وكالة أنباء ايتار- تاس عن سلطانوف قوله «من الضروري إتاحة الوقت الضروري للمفتشين لحل المشاكل وتبديد الشكوك» المتعلقة بإمكانية حيازة العراق أسلحة دمار شامل.
الرئيس الفرنسي جاك شيراك يلقي خطابه أمس خلال اجتماعه برئيس لجنة المفتشين هانز بليكس ومساعده المصري محمد البرادعي.
صحفيون عراقيون ينددون بالحضور الدولي وفرق التفتيش في بغداد أمس.
|