هللت واشنطن للاكتشاف «الخطير» الذي توصل إليه المفتشون الدوليون في العراق، فبعد إعلان الناطق الإعلامي الرسمي هيرو يويكي بأن المفتشين الدوليين عثروا على ضالتهم في مستودع للأسلحة في منطقة «الأخيضر» وهي منطقة تبعد عن بغداد قرابة 280 كيلومتراً وتقع جنوب محافظة كربلاء بـ120 كيلومتراً ولا تبعد عن الحدود مع المملكة العربية السعودية كثيراً حيث لا تزيد المسافة عن 200 كيلومتر عن هذه المنطقة التي تضم حصن الأخيضر التاريخي الذي يشير بناؤه إلى ماض عربي تليد، كونه كان يشكل حاضرة إحدى الممالك العربية التليدة.
وحصن الأخيضر الذي جدده العراقيون وجعلوا منه مزاراً تاريخياً كان يؤمه السياح قبل حرب الخليج الثانية، أقيم بمكان غير بعيد عن مستودع للأسلحة العراقية، وفي هذا المستودع وجد المفتشون صناديق مقفلة، وعندما طلبوا فتحها وجدوا في داخلها 11 صاروخاً من عيار 122 ملم مركبة عليها رؤوس حربية فارغة.
ما أن تم الإعلان عن «اكتشاف هذا الكنز» حتى علت الأبتسامات في واشنطن ولندن، إذ اعتبرت الدوائر الأمريكية والبريطانية العثور على هذه الصواريخ الدليل الذي كانوا ينتظرون العثور عليه بفارغ الصبر..!!
إذ إن هذه الصواريخ تحمل رؤوساً حربية في حالة ممتازة تماثل ما أستورده العراق في الثمانينات تستعمل لحمل مواد كيماوية.
ومع أن العثور على هذه الصواريخ الحاملة للرؤوس الحربية التي يمكن تعبئتها بالمواد الكيماوية لا يشكل قرينة أساسية ولا يمكن أن يؤخذ بها لإدانة العراق، ولا تعد دليلاً دامغاً، إلا أن العثور على صواريخ تحمل رؤوساً حربية يعزز الشكوك حول وجود مثل هذه الرؤوس الحربية متناثرة في مستودعات الأسلحة في مناطق على الحدود مع الدول المجاورة، وهذا يوفر حجة لأمريكا وبريطانيا بأن هناك أسلحة مدفونة أو موضوعة في مستودعات لم يبلغ عنها العراق، ولا أحد يعرف عنها، لأن مستودع الأخيضر لم يكن من المواقع التي حددتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمفتشي الأسلحة الدوليين.
العراق من جانبه اعتبر الأمر «زوبعة في فنجان» إذ يقول خبراؤه بأن الأسلحة المكتشفة انتهى عمرها الافتراضي وأن الرؤوس الحربية فارغة، ولا توجد بها معلقات لمواد كيماوية أو بيولوجية أو أسلحة دمار شامل أي لا علاقة لها بالأسلحة التي يفتش عنها فريقا الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية... وأنها موضوعة في صناديق خشبية وتم نسيانها..!!
في واشنطن هناك من يعضد أقوال العراقيين، ويرون أن عملية الاكتشاف «ضخمت إعلامياً» لأهداف تتعلق بالحشد للحرب، إذ إن العثور على رؤوس حربية كيماوية فارغة ليس الدليل الدامغ الذي تبحث عنه أمريكا لإثبات أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية، فالرؤوس الحربية الفارغة ليست دليل تلبس.. والدليل المطلوب هو العثور على مخزون كبير من الكيماويات..!!
|