* بكين - سيول - الوكالات :
وصل إلى بكين أمس الجمعة نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف مبعوثاً للرئيس فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الكورية الشمالية مع المسؤولين الصينيين قبل أن ينتقل اليوم السبت إلى كوريا الجنوبية، حيث يقدم مقترحات لحل الأزمة القائمة بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وقد تفجرت الأزمة مع واشنطن بعد إعلان بيونغ يانغ استئناف العمل في برنامجها النووي إلا أن البلدين أظهرا بعض المرونة خلال الأيام الماضية للخروج من المأزق.
وتدعو المقترحات التي ينقلها المبعوث الروسي إلى قيام شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية والعودة إلى اتفاق 1994 الذي ينص على تجميد البرنامج النووي الكوري الشمالي مقابل إمداد الولايات المتحدة بيونغ يانغ بالطاقة وخصوصا النفط.
وقال لوسيوكوف للمراسلين «إننا نرحب بكل الجهود ليعود الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية».
وأضاف قبل بدء محادثاته مع المسؤولين الصينيين «إننا حالياً في مرحلة ناشطة لتبادل المعلومات بين البلدان المعنية بحل للازمة (..) ومن الضروري إعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح».
ويأتي وصول المبعوث الروسي إلى بكين غداة مغادرة جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية الامريكية للعاصمة الصينية بعد مباحثات أجراها مع كبار المسؤولين الصينيين بشأن الأزمة النووية في كوريا الشمالية.
وكان كيلي الذي يتولى الملف الآسيوي في إدارة بوش قبل مغادرته «لقد أجرينا محادثات جيدة.. لكن مسألة بهذا التعقيد لا تحل خلال دقائق».
يشار إلى ان الصين وروسيا تعد أقرب الحلفاء لكوريا الشمالية.
وكانت بكين عرضت استضافة أي محادثات محتملة بين الامريكيين والكوريين الشماليين.
وتزور بيونغ يانغ حاليا بعثة استرالية في محاولة لإقناع كوريا الشمالية بالعودة عن قرار الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واستئاف برنامجها النووي الذي تشك الولايات المتحدة بأنه يهدف إلى صنع أسلحة نووية.
من جهة أخرى حثّ الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون الولايات المتحدة أمس الجمعة على بدء محادثات مع كوريا الشمالية لمحاولة حل الازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وفي كلمة أمام حشد من رجال الاعمال الامريكيين والاوروبيين اذاعتها شبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الاخبارية قال روه «هناك حاجة إلى حوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة».
وأعرب روه عن القلق من تكهنات صحفية تتوقع هجوما امريكيا على كوريا الشمالية الشيوعية وقال انه «لا حاجة إلى المبالغة في القلق» بشأن المسألة النووية.
وقال روه ان التحالف مع الولايات المتحدة أساسي وان المظاهرات المناهضة لأمريكا التي شهدتها كوريا الجنوبية مؤخرا تمثل دعوة إلى علاقة أكثر نضجا.
من ناحية أخرى قال مسؤول امريكي بارز أمس الجمعة انه يرى أملا لحل دبلوماسي للأزمة الناتجة عن الطموحات النووية لكوريا الشمالية معززا بذلك دلائل على ان واشنطن تريد نهاية للمواجهة التي تشتت تركيزها في حملتها لنزع سلاح العراق.
وسُئل جيمس مورياريتي المسؤول عن شؤون آسيا بمجلس الأمن القومي الامريكي انه كان متفائلاً بشأن تسوية الأزمة فقال لرويترز «نعم، نأمل ان نصل إلى حل دبلوماسي وسلمي للمشكلة».
وقال مورياريتي الذي كان يتحدث عقب محادثات مع مسؤولين كبار بوزارة الخارجية اليابانية ان آراء طوكيو وواشنطن متطابقة بشأن الأزمة التي تفجرت في اكتوبر تشرين الأول وتصاعدت الأسبوع الماضي بعد ان أعلنت بيونج يانج انسحابها من معاهدة دولية لوقف انتشار الاسلحة النووية.
وأضاف قائلا «أجرينا محادثات جيدة مع المسؤولين اليابانيين، إننا على اتصال دائم ووثيق مع حلفائنا اليابانيين، ومع التطورات الجارية حاليا في جنوب شرق آسيا فإن من المهم بشكل خاص الابقاء على اتصال وثيق... لا توجد أي خلافات على الاطلاق في مواقفنا من المسائل الرئيسية».
وجاءت تعليقات مورياريتي مماثلة لتعليقات صدرت عن مسؤولين امريكيين آخرين قالوا مراراً انهم يريدون تسوية سلمية للمواجهة مع كوريا الشمالية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية في تصريحات منفصلة انه إذا أحيل موضوع البرنامج النووي لكوريا الشمالية إلى مجلس الأمن الدولي فإن اليابان ترغب في ان تشارك طوكيو وسول في المحادثات مع الدول الخمس الدائمين في المجلس.وقال المتحدث هاتسوهيسا تاكاشيما «أثناء زيارتها لفرنسا وكوريا الجنوبية قالت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي ان اليابان وكوريا الجنوبية وهما بلدان مهمان فيما يتعلق بالتطورات النووية في كوريا الشمالية يجب ان يتشاورا دائماً مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن عندما يحين الوقت يحال هذا الموضوع إلى المجلس».
وقال المتحدث للصحفيين «أعلنت فرنسا الرئيس الحالي لمجلس الأمن انهم سيجرون مشاورات عن كثب مع اليابان وكوريا الجنوبية إذا احيلت القضية إلى مجلس الأمن».
|