إن كنا نصدق القول مع شوقي وهو يقول - قم للمعلم وفه التجبيلا - فنحن لسنا إلا خريطة مكررة من وهم شاعر ولى قفا الحياة وترك لنا المحابر الباكية وقصيدة سرنديب نتباكى الحنين والتشوق لموطن العشق الأول المسمى.. بالتعليم..!!!!
يا الله كم نحن بائسون!!
تخيلوا معي ونحن نزداد أرتالاً موجعة من الحصص نرتاد منذ الصباح الباكر صروحنا التعليمية المكتظة بالطالبات!!
وأكوام من الحصص التي تجعلنا آلات صماء نعمل.. دون أصوات تعبر عمّاً نعيشه مع مناهج ثقيلة كلها حفظ!!!
طالبات متكاسلات يسعين للتلخيص..
والتقليل..
والاختصار الموجع للعلم.. إلى اختصار قاتل للعقل..
حاضر تعيس لمعلمات هذا الجيل..
مناهج متراكمة..
غرف دراسية متراصة تقنيتها ضعيفة..
سبوراتها ممحلة.. طباشيرها مهمشة..
طالبات يفوق العدد بهن حمل الفصل!!!
ومعلمات يملأهن الأسى في جداول مكتظة وحصص متناسلة..
وأعباء تفوق الحد نلهث والفصل الدراسي لا ينقضي.. وأعباء تتزايد وأصواتنا مكممة..
وكيف يرتقي عقل متعلمينا ونحن لا نجد الفائض لنقول شيئاً!!!
كيف ننمي لغة الخطاب وروح التخاطب ونحن لا نملك مكبرات صوت منشدة لا مصارخة من أجل أن يصل صوتنا في وقتنا.. المحدد له.. المشغول أبداً في تعبئة استمارات ورصد درجات في آلية مقيتة ومضيعة لكل الوقت لنصل وقد لقنا بشكل مذهل ورصصنا بأكثر ذهول..
كيف نبني في متلقينا ونحن لا نستطيع ألا نعبئ دفتر التحضير ونرسم الدوائر ونعلن الرسوب في كل ذلك التحصيل!!!!!
ويحسدون المعلمة أنها أمست معلمة!!!
***
بين طالبات هذا الجيل.. بين صور فنان الجيل ومطربة تجيد فن التطبيل.. بين القدوة والاقتداء المعلمة ليست إلا حاضراً تعيساً يمثل سياسة قمع لا تقبل الحضور في ذهن الطالبة ولا اختيارها إن هذه الماثلة أمامها تسقيها صفو الكلمة وروعة العلم وخلاصة التجربة تركت كل شيء من أجل أن تقول شيئاً فلا المال كل الدوافع إن خلت من أرواحنا المطامع فنحن نعّلم ليصعد غيرنا ونتنامى لينمو أكثرنا.
ذا هدف بات باليا ممحل القدم.. بين جيل تعيس وحاضر لا يسعف بآلية جديدة لمناهجنا المكرورة لنبقى كما نحن..!!!
|