* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
ضمن أنشطة إدارة تعليم جدة الثقافية لهذا الموسم ممثلة بقسم الثقافة والمكتبات، نظمت أمسية قصصية مساء الأحد بقاعة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بالمكتبة العامة بجدة للقاصين عبده خال، وعبدالله التعزي وإدار الأمسية سحمي الهاجري.
شرّف الأمسية مدير الإشراف التربوي أ. حامد السلمي.
- بداية قدم الأستاذ سحمي الهاجري توطئة للأمسية حيث قال إن القصة ضاربة الجذور في الأدب العربي، وقد كانت أعظم وسائل القرآن الكريم في الدعوة والتربية، فالقرآن الكريم سما بأسلوبه إلى آفاق الفطرة السامية.
وعندما نهتم بالقصة فإنه لا يغيب عن هذا التراث العريق. القصة بمفهومها الحديث بدأت في الغرب ، القصة القصيرة هي الشكل المناسب لإيقاع العصر وتحولاته وقد استفادت من الشعر والسينما والفنون التشكيلية. تتيح للكاتب الأخذ بمبدأ الاختيار، تتحول فيها المفردة إلى أداة أخرى جديدة، وكثير من الناس يستسهل كتابتها، ولكنها مهمة شاقة وهو ما يميزها عن الصورة والخبر وهي تجاوز الفنون الأدبية الأخرى، والسؤال الذي يبرز هل القصة كتبت لتقرأ فقط أم أنها تبرز في المنابر، وهذا أمر اختلف فيه النقاد.
إن قراءة القصة تتيح الاستفادة من تقنيات القصة وفي نفس الوقت لا ضير في إلقائها على المنابر والقصة القصيرة سيدة الساحة في المملكة.
ثم بدأت الأمسية الأدبية على النحو التالي:
* عبده خال بدأ بقراءة قصة «رعشة»
* عبدالله التعزي قرأ قصتين «مشي - استمرار» ثم اتبعها بقصة «يأتيك الغناء».
عبده خالد قرأ قصة من مجموعة قصصية بعنوان «لا أحد» وعنوان القصة «الإرث».
* عبدالله التعزي أعقبها بقصة «أنوار تتدفق ربما ظلام قادم» وقال إنه اسمها الجديد بينما كان اسم القصة القديم «أنوار الأفق تتدفق» وهي مستوحاة من قصة لمحمود تراوري ثم قصة «كان حزناً كان حلماً».
* ثم جاء دور عبده خال ليقرأ من مجموعته القصصية «من يغني في هذا الليل» يقرأ قصة «الحافلة».
* ختمت القراءة القصصية بقضية لعبدالله التعزي الأولى «أخذ وعطاء» والثانية «يده الصغيرة»،
والملاحظ قصر قصص عبدالله التعزي لذلك كان يقرأ قصتين مع بعضهما خلافاً لعبده خال.
وبعد ذلك علق سحمي الهاجري على القصص حيث قال: إن قراءتي تأتي ضمن القراءات المحتملة لأن الفن ليس معادلة رياضية ثابتة، فهو متجدد، ويمكن أن يكون لكل قارىء رؤية خاصة بشرط جودة النص.
بدأ بالقاص الأول عبده خال حيث قال: إنه يتميز بأصالة الفكرة لدرجة أنها تكاد تسيطر على جوانب القصة، ولكنه يحاول أخذ القارىء والدوران به إلى شخصيات القصةء.
ففي قصة «رعشة» نحن أمام حدث يمتد لسنوات ولكن وحدة الشعور تحيلنا إلى القصة القصيرة.
لقد انتقل بالحديث من عدم الاكتراث إلى التبرم وعدم الاختلاف ولكنها رؤية فردية.
لقد تفرد بالرغبة الآسرة ولم يجد الجواب الشافي عند الأم وتعجب من استسلامهم، لقد كانت وجهة الضبط لديه دقيقة، ومع أن نهاية القصة تبدو متفائلة إلا أنها أصبحت بصورة أخرى قيداً ونهاية.
إذا تم شيئاً بدأ نقصه توقع زوالاً إذا قيل تم
|
وفي قصة «الإرث» سد للذريعة فقد الرؤية ثم السمع، أفضى به ذلك أن يتحول إلى مخلوق سفلي لا يرى إلا الشقوق الغائرة في الأرض.
تحولت العادة إلى عاهة فآخر عهده برقبته تتحرك بحرية عندما كان طفلاً.
وفي قصة «الحافلة» يتجلى الخوف من سلطة الشركة إشارة للنهج والجشع، والنظارتان الغامقتان إشارة إلى فقدان الرؤية الصحيحة، ومثل هذا يحدث كلما أحست الشركة أنها مقصرة في حق مكفوليها.
وتذكرنا هذه القصة بقصة المفتش العام.
ولغة عبده خال أصبحت لغة رائعة صافية، وأحسب أن وضوح الفكرة التي يكتب عنها تجلت في قصصه
ففي قصة الحافلة الزمن أربع ساعات لكنها عالم طويل في عالم الشك والقلق.
وتشترك القصص الثلاث في أنها هروب من شيء ما.
وعلى عكس عبده خال الذي تهيمن الفكرة عليه تظهر العاطفة لدى التعزي، وتبدو أقرب إلى ما يسمى قصص المزاج وتتطلب قراءتها يقظة وشفافية تنتهي بحلول رومانسية.
والكاتب يحتفي بمظاهر الطبيعة مثل البحر والصحراء والأشياء العابرة التي لا تتكرر.
ففي قصة (مشي استمرار) الإصرار على عدم الشكوى وحدة الإيقاع النفسي تهيمن على هذه القصة وتمجيد المكان والاعتزاز بالنفس.
وفي قصة (يأتيك الغناء) يركز على الاشتياق المؤلم.
وفي قصة (أخذ وعطاء) خمسة أصدقاء على قارب صغير يصطادون سمكاً والحكمة من عنوان القصة أنه لا أخذ بدون عطاء.
وفي قصة (كان حزناً كان حلماً).
نأخذ القصة إلى فجر وبحر وامرأة ثم يواصل في مقابلة رائعة آسرة.
وفي قصة (يده الصغيرة) نسج من تفاصيل الواقع حلماً.
بعد ذلك دارت تعليقات حول القصة بشكل عام وتساؤلات ومنها للأستاذ محمد منسي البيضاني موجهة لعبدالله التعزي: نلاحظ عدم توفر عناصر القصة المتكاملة وأهمها العقدة، أو ما يسمى بالحبكة الفنية وهذا أهم عناصر القصة حتى العامي منها.
وآخر موجه للأستاذ عبده خال: خال أنت قاص كبير ولكننا لم نجد لك انتاجاً فهل زامر الحي لا يطرب؟
|