وصلتني أعداد من مجلة «المسكن» الأنيقة التي يرأس تحريرها ويشرف عليها المهندس «صلاح الخنين».
ويظهر في المجلة مدى الاهتمام الذي وصلت إليه العمارة والتخطيط في بلادنا الحبيبة حتى أصبحت فناً من الفنون الجميلة أسوة بالنحت والرسم والتصوير!.
ورؤية مجلة المسكن - التي تصدر كل ثلاثة شهور - تتمثل في أنها تساهم في بناء الذوق العام للمواطنين حيث يظهر في المخططات - التي تحويها المجلة - روعة التصميم ودقة التخطيط وجمال التناغم اللوني في الديكور الداخلي عبر توظيف اللون بطريقة جميلة ورائعة، فضلاً عن الاهتمام بالفراغ الداخلي والخارجي واستخدام المكونات الطبيعية للبيئة أفضل استخدام. ونحن إذ نشكر القائمين على المجلة على التفكير بدخول المجال الإعلامي ولاسيما أن رئيس تحريرها مهندس متخصص، والكثير منا يجهل أبجديات التخطيط والعمارة، لذا فإن ثمة عتب على المجلة ويتمثل في أمرين:
أولهما: غلاء سعر المجلة! وربما يعود ذلك لاستعمال الورق الصقيل الفاخر والملون.
كما أنها لا زالت تفتقد المقالات والدراسات المتخصصة بعلم العمران والإنشاءات والاستخدام الأمثل لمكونات البناء الذي يدرَّس في الجامعات والكليات المتخصصة.
وعلى الرغم من مرور سنتين على صدور العدد الأول، إلا أن المجلة لم تبدأ في تلمُّس حاجة المواطن - غير المتخصص - ورغبته في معرفة ما توصل إليه العلم في هذا المجال!،
ولعلنا نحمِّل المجلة مسؤولية تثقيف المواطن ولاسيما في الهندسة القيمية التي أصبحت تستخدم على نطاق واسع وتوفر ما يزيد عن 30% من تكاليف البناء، والملاحظ أن الكثير من المواطنين يجهلون هذا المصطلح وما يعنيه من الاقتصاد في التكاليف العامة.
والعتب الثاني: هو اتجاه المجلة نحو الارستقراطيين أو أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء وهؤلاء ليسوا بحاجة إلى مجلة متخصصة حين يعزمون على البناء والتعمير فهم يتجهون مباشرة إلى المكاتب الهندسية ليضعوا تصوراتهم النظرية أمام المهندس الذي يقوم بترجمة تلك الرغبات إلى خطوط هندسية لتتحول بعد ذلك إلى قصور فاخرة وأنيقة، وهم لا يجدون غضاضة في دفع المبالغ الطائلة لمكاتب الاستشارات الهندسية لوضع مخططات لقصورهم دون الحاجة للرجوع إلى (مجلة المسكن)!!
والأمل معقود بالمجلة لمحاكاة هموم الشباب ومتوسطي الدخل وتلمس احتياجاتهم ومحاولة مساعدتهم لإيجاد التصاميم المعمارية والأفكار الديكورية التي تتناسب تكاليفها مع دخلهم وإمكانياتهم وحجم أسرهم، والبعد عن التكلف الذي يحول دون الحصول على مسكن مناسب ومريح لجميع الأفراد، وحين يحكم العقل ويجعل مقولة «مد رجليك على قد لحافك» هي الأساس الذي يبني الشباب عليه طموحاته وآماله الواقعية.
فإنه يمكن تحقيق حلم تملُّك سكن خاص ومريح فالمحك هو الراحة وليس الجمال والفخامة فحسب!!
ولعل السكن هو من أبسط حقوق المواطن لأن صعوبة الحصول عليه تشكل عائقاً أمام مقتضيات تتطلبها الأسرة! وسنتطرق للحديث عن هذه الصعوبات في الأسبوع القادم بإذن الله.
ص. ب 260564 الرياض 11342
|