اطلعت على المدارات في عدد الجزيرة 11064 الصادر يوم الاثنين 10 من ذي القعدة 1423هـ وسرني كالعادة ما تقدمون من قصائد وإعلانات تهم الشعراء ومحبي الشعر واطلعت كذلك على مقالة الأخ/ فهيد البقعاوي «الرأي الآخر» وكانت بعنوان«شعراء المدن!!».
ولي تعقيب على ما جاء في المقالة:
ليس دفاعا عن الكلمات البدوية ومحاولة اثبات افضليتها، او العكس ولكن كشف تناقض في مقالة الكاتب.
في البداية قال:
«فكرة الشعر في صفحاتنا الشعبية مرتبطة برائحة الطين وطعم الجذور مسيطرة على فكر شعرائنا..».
.. لو كانت فكرة الشعر مرتبطة برائحة الطين وطعم الجذور في صفحاتنا الشعبية.. لما تعالت اصوات المطالبين بوضع حد لاندفاع السيل العرم من الشعر الشعبي القادم من مرتفعات التكنولوجيا الحديثة والممتزج برائحتها!!
«فبرغم من تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومواكبتها العلوم والتكنولوجيا الحديثة.. الا أن بعض الشعراء يضطر لركوب رحلة للحنين في تصوير احداث الماضي بطريقة مفتعلة ومبتذلة تبتعد عن الحقيقة الجوهرية للمعنى..».
اقول:
.. ما الذي جعل بعض الشعراء يضطر لركوب رحلة الحنين في تصوير احداث الماضي؟ الم يكن الاضطرار بسبب نفاد مخزون رحلة الحاضر من وقود المعنى اللغوي الأصيل؟!! واذا كانت رحلة الماضي لسبب التقاط صورة معينة أو حدث معين.. فهل من المعقول ان تستخدم اسماء تختلف عن اسماء الرموز البارزة في الماضي؟ واذا كانت«بطريقة مفتعلة، ومبتذلة تبتعد عن الحقيقة الجوهرية للمعنى..» الا يدل هذا على ان الشعراء الذين اتبعوا الطريقة المفتعلة والمبتذلة والبعيدة عن الحقيقة الجوهرية للمعنى في تصوير احداث الماضي هم ابعد ما يكون عن العبارات البدوية بدليل فشلهم في وصف حدث بدوي قديم!
«تناقض واضح في كلام الكاتب»
«والملاحظ للساحة الادبية والشعبية يجد ان الشاعر لكي تكتمل بنيته الشعرية وفحولته السحرية.. يجب ان يشرك بعض العبارات البدوية المعقدة في قصيدته من اجل عبور بوابة الشعر.. فالعبارات التي نصادفها في بعض القصائد اصبحت جواز سفر للمرور إلى عالم الشعر، فبعض العبارات تحتاج إلى معاجم لغوية ليست تلك التي على رفوف المكتبات، بل إلى ذاكرة عاجزة أكل منها الزمن!!».
لا اعلم ماذا يقصد كاتب المقال، هل يثني على العبارات البدوية ام لا؟ اذا كانت العبارات البدوية وسيلة وليست غاية كما وصفها بجواز سفر عبور إلى الساحات الادبية والشعبية.. الا يدل هذا على قوة هذا العبارات وسيران مفعولها بدليل انها الوسيلة الشرعية للعبور إلى الساحة الشعبية لكونها الجواز الذي من خلاله يتم عبور البوابة.. ومن المعلوم ان هناك وسائل غير شرعية لعبور البوابات والمنافذ الحدودية يعاقب عليها القانون كالتسلل غير المشروع مثلا!؟
«واذا كانت بعض العبارات تحتاج إلى معاجم لغوية ليست تلك التي على رفوف المكتبات، بل إلى ذاكرة عجزة أكل منها الزمن!!..» فهل يقصد ان الذاكرة العجزة التي اكل عليها الزمن هي التي تضع«ختم العبور» في بوابة الشعر منفذ عالم الشعر؟ اذا كنت تقصد هذا فانت تقصد معدي الصفحات والقائمين على منابر أو منافذ الساحة الشعبية!!
ويقول في اخر المقال:
المطلوب من الشعراء التقيد بعبارات البيئة التي تحيط به.. بالمجتمع الذي يسكنه.. بالمناخ الذي يشكل ابداعاته، بالحياة التي تعود رائحتها، وعلى جمالها.. فمن غير المعقول ان يكتب شاعر قصيدته في مطلع القرن العشرين وعباراتها تعود للقرن الثامن عشر..
ما هذا ايها الكاتب؟ هل جميع الشعراء من اهل المدن؟ وبنفس تفكيرك؟ وماذا عن اهل القرى واهل البادية! الذين لم يتأثروا بالتكنولوجيا الحديثة! ماذا ستقول عن قصائدهم المنشورة في الصفحات الشعبية هل ستتهمهم بالتخلف؟ ام تلتمس لهم العذر.. ام ستضع علامة امام كل قصيدة تشير ان هذا بدوي وذلك قروي!!!
وماذا تعني بقولك: فمن غير المعقول أن يكتب شاعر قصيدته في مطلع القرن العشرين وعباراتها تعود للقرن الثامن عشر..
القرن الثامن عشر!!! هل تعني ان افتراق اللهجة البدوية عن اللغة العربية الفصحى كانت قبل 200 سنة؟ ام هي صيغة مبالغة..!؟
اخيرا اشكر القائمين على هذه الصفحة الشعبية الحرة على الجهد الذي يبذلونه من اجل خدمة الموروث الشعبي.
|