* س: - رجل بينه وبين آخر صداقة متينة طالت مدة طويلة لكنها صداقة مغشوشة إذ أن هذا الرجل الثاني «ب» منافس للآخر في زراعة فسايل النخل الصغير وصادقه «أ» حتى يعرف أسراره عن طريق «ب» وقد يضره ضرراً كبيراً وهذا ما حصل فخلال اثنين وعشرين عاماً «22» خسر «ب» خسارة متدرجة جعلت ذلك الرجل أقدر منه وأكثر مالاً وعملاً.
كنت في جامع بريدة سنة 406/407هـ فاستمعت إلى محاضرة عن «الغيبة والنميمة» فهالني ما سمعت مما أنا: واقع فيه خاصة وقد جاءني مال كثير من جراء ما قمت به مع أنني متعلم ومطلع جيد فكيف قمت بهذا؟
هل أغراني بمال؟
هل غسل مخي؟
فماذا أصنع؟
ع.ع.أ - بريدة
* ج: - أغراك وغسل مخك وأنت كنت مطيةً سهلة لديك استجابة لهذا الدور.
ومع أنك متعلم ومطلع جيد فقد سمحت لنفسك بهذا لأنك تحب الحياة مرسومة بالمال ولأنك متعلم ومطلع جيد لكنك تفقد فقه الشريعة وتجهل أنك تجهل ولذلك وصفت نفسك بما وصفت من العلم والاطلاع فبجانب غرور مركب وحيل نفسية وتأويلات شيطانية باباحة عرض هذا المسلم هلكت ولذلك فعلمك واطلاعك أعماك عن وجوب حماية «دين، وعرض، ونفس، وعقل، ومال» هذا الغافل الكاد.
فليس كل علم ينفع وليس كل اطلاع ينفع ما لم يقترن «بالوعي لمراد أوامر ونواهي الشريعة» بفهم سديد مقروناً هذا بالخوف من الله على نفسك ومالك وآمالك فأنت هنا لو تدبرت لو تدبرت لوجدت صنيعك هذا جاء على بيت كامل الزوجة والذرية ومن يكون معهم ممن يقوم عليهم «ب» فهل أدركت خطورة هذا؟
هل أدركته الآن؟
حاول جاهداً أن تتصل بمن استغلك واستغفلك استغل واستغفل فتذكر له خطورة ما قمت به وأنه محرم وتفيده بضرورة إعادة توازن ذلك الرجل ليقوم على قدميه وينتشر في الأرض تاجراً كما كان وبين له ولا بد أنكما تتحملان الوزر معنى وحساً.
هذا إذا كان ذلك الرجل حياً أو صحيح العقل لم يصبه الله بعذاب في نفسه أو عقله أو حتى ماله فإن كان كذلك فتخبر ولده بهذا ولاتذهب إلى «ب» فتذكر له ما فعلته معه بل تنتظر حتى تنتظر نتيجة ذهابك إلى ذلك الرجل وما تكونان عليه أو ولده إن لم يكن هو حياً أو لا يستطيع بعلة كبر سن أو مرض مقعد مثلاً.
وكم آمل منك ثلاثة أمور:
1- قراءة هذه الاجابة عليه.
2- تكرار محاولة ذلك مع اقناعه.
| 
