سعادة الاستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
اطلعت على ما كتبه الاستاذ محمد بن صالح الداود من محافظة الطائف العزيزة في صفحة عزيزتي الجزيرة بتاريخ «6/11/1423هـ» واشكر له هذا الحرص وهذه الغيرة التي تنبع من حب لتاريخنا الوطني، وما ذلك بغريب عليه، بل هو شعور يتملك كل مواطن لهذا الثرى الغالي.
وقد تضمنت كتابة الاستاذ محمد عدة مقترحات احببت ان اناقشه فيما ذكره متمنيا ان اكون قد قدمت له وللقراء الكرام ما يهمهم، فالى ذلك:
1- قال في موضوع ضرورة معرفة عدد من شاركوا في استرداد مدينة الرياض مع الملك عبدالعزيز ما يلي:
أولاً: اقترح على جريدة «الجزيرة»» ان تقوم بتقصي الموضوع وتتحقق منه وتوثقه وتخرج كتابا تاريخيا عن فتح الرياض وعن كل فرد شارك في هذا الحدث العظيم. نريد ان نعرف كل شيء عن كل فرد من الافراد الذين صنعوا هذا المجد العظيم.
اقول فيما يتعلق بهذا المقترح الكريم، فقد اصدرت دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية كتابا بعنوان الرواد، وهو يوثق تراجم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورجاله الاوفياء الذين دخلوا الرياض في الخامس من شهر شوال سنة 1319هـ.
والكتاب فيه «64 ترجمة» لهؤلاء الرواد الذي شاركوا في هذا الحدث العظيم.
2- قال:
ثانياً: لا توجد رواية موثقة عن العدد والاسماء للذين شاركوا الملك عبدالعزيز في فتح الرياض لان بعض من شاركوا فيه شاركوا مع الملك عبدالعزيز في فتح مناطق اخرى وعاشوا سنين طويلة في عهد الملك سعود ثم الملك فيصل رحمهما الله وقد يكون منهم من عاش بعد ذلك.
ولمناقشة هذا الكلام وبقية ما ورد في مقترحاته انقل لاخي الاستاذ محمد وللقراء الكرام نصا مطولا مهما من مقدمة الكتاب آنف الذكر ارجو ان يكون فيه اجابة وافية لما ذكر، حيث جاء في مقدمة الكتاب آنف الذكر:
وانفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة دارة الملك عبدالعزيز، فقد قامت الدارة بالعمل على توثيق اسماء الرجال الذين صحبوا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في مسيرته المظفرة لاسترداد الرياض عام 1319هـ هـ/1902م والتعريف بهم، وقد قامت الدارة بزيارة ميدانية لعدد من الاسر ذات العلاقة لجمع المعلومات اللازمة ودراسة ومراجعة المصادر كافة التي ذكرت اسماء الرجال الذين رافقوا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لدخول الرياض سنة 1319هـ والتي تمثلت في عدد من المصادر المخطوطة والمطبوعة والشفهية والمراجع، ومن ابرزها:
1- رواية الشيخ محمد بن عبدالله ال الشيخ الشفهية وغيرها من الروايات الشفهية الموجودة في الدارة.
2- اوراق محمد امين التميمي المحفوظة بدارة الملك عبدالعزيز.
3- حاشية عقد الدرر نقلا عن الشيخ محمد بن عبدالله آل الشيخ.
4- قائمة معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ التي اثبتها محمد بن منير البديوي في كتابه المتوكل علي الودود.
5- قائمة سعد بن عبدالعزيز الرويشد التي نقلها عن الامير عبدالعزيز بن مساعد.
6- كتاب البلاد العربية لفؤاد حمزة.
7- كتاب «تاريخ ملوك آل سعود» للامير سعود بن هذلول.
8- كتاب «شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز لخير الدين الزركلي».
9- كتاب توحيد المملكة العربية السعودية لمحمد المانع.
10- كتاب اصدق البنود في تاريخ آل سعود لعبدالله العلي الزامل.
11- كتاب تاريخ اليمامة لعبدالله بن خميس.
وهناك مراجع اخرى ذكرت اسماء الرجال الستين نقلا عن المصادر السابق ذكرها ومنها:
كتاب «صقر الجزيرة» لاحمد عبدالغفور عطار، ومحمد حسين زيدان، في مقالته بمجلة الدارة، وكتاب من حياة عبدالعزيز، لعبدالعزيز بن محمد الاحيدب، وكتاب المعالم الجغرافية والتاريخية لمواقع الملك عبدالعزيز الحربية، لعمر غرامة العمروي.
وبعد اجراء التحليل اللازم والمقارنة والمقابلة بين المصادر والمراجع واستبعاد الاسماء التي بها اخطاء طباعية والاسماء المكررة تبين انها تتفق في غالبة الاسماء، وتم التوصل بعد ذلك الى قائمة تحتوي على ثلاثة وستين اسما، ومسألة العدد كما ورد لدى فؤاد حمزة وامين الريحاني نقل عن الملك عبدالعزيز بأن رجاله كانوا ستين، فان الرقم لا يقصد به التحديد النهائي، وانما جريا على عادة العرب عند اطلاق عقود العدد عندما يكون المراد قريبا منه بحيث يكون العدد قابلا للزيادة والنقصان، وكونت لهذا الغرض لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وعضوية كل من الاستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل، والاستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد، والدكتور فهد بن عبدالعزيز السماري، والدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد، قامت بمراجعة القائمة والمصادر واقرت الاسماء في صورتها النهائية، وتم عرض القائمة ونتائج البحث والدراسة على الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، والاستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم، الذين ايدا ما توصلت اليه اللجنة، ونتيجة لهذه الدراسة التوثيقية صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالموافقة على ما توصلت اليه الدارة بشأن البحث التوثيقي في اسماء الرجال بغرض تسليمهم الوسام نيابة عن آبائهم في لفتة تكريمية مميزة..
قلت: هذا جزء مما ورد في مقدمة الكتاب ارجو ان يكون فيها اجابة لمثل هذه التساؤلات والمناقشات العلمية.
وفي الختام اكرر الشكر لجريدة الجزيرة على منحي فرصة التعليق والشكر لايزال موصولا للاستاذ محمد الداود، وللقراء الكرام.
يوسف بن محمد العتيق مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
|