Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الخادمات أحياناً شر لابد منه!! الخادمات أحياناً شر لابد منه!!

تحية طيبة
طالعت مؤخراً في عدد الجزيرة رقم 11054 الصادر بتاريخ 30/10 مقالاً منشوراً في ثنايا صفحتكم الموقرة بعنوان «فلنحذر من الخادمات» للاخ: سليمان بن فهد المطلق وذلك عن موضوع يخص الخادمات، تلك الفئة التي يجد الانسان نفسه احياناً مجبراً على استقدام واحدة منهن للعمل في منزله بسبب انشغال الزوجة في عملها او لمرض احد افراد الاسرة فيصبح بذلك الامر «شراً لابد منه» ولربما كانت المسألة في معظمها لمجرد اراحة ربة المنزل من اعمال بسيطة لا تحتاج فيها الى كل هذه الجهود حتى يصبح الموضوع في معظمه للتباهي وتقليد غيرها من النساء، وعندما تحضر الخادمة لبلادنا فهي لا تمت لوطننا بصلة ولا تعرف من عاداتنا وتقاليدنا الشيء الذي يفترض ان تتعلمه حتى قبل ان تطأ اقدامها ارض ديارنا، وهذا من المفروض ان يتم الزام كافة مكاتب الاستقدام به، وهو ان تقام لتلك الخادمات في بلادها دورات في معاهد خاصة للتدريب النظري والعملي بحيث تأتي لبلادنا وهي على علم ودراية بكل ما يتطلبه المجتمع السعودي من حاجات هامة مما يريح كثيرا من الاسر من العناء والمشقة في تدريبها وضياع شهرين او ثلاثة في تعليمها الطبخ والتنظيف وحسن التعامل وتحدث اللغة وتكييفها على اوضاع المنزل والحياة الجديدة التي ستعيشها.
لكن يجب ألا نغفل هنا امرا هاما وهو اننا نجد انفسنا احياناً ملزمين بمداراتها وتحسين معاملاتنا لها اولاً لأن ديننا الاسلامي الحنيف حث على الرفق وحسن الخلق والتعامل باللين مع الناس وثانياً لأننا نخرج كل يوم الى العمل ونترك معها صغارنا وفلذات اكبادنا معظم النهار والتي هي بلا شك فترة طويلة قد تحدث فيها للطفل البريء العديد من طرق الايذاء الجسدي والنفسي، وكثيراً ما يخطئ البعض من الناس حينما يعتقد بأن العين «الحمراء» والشدة في التعامل تفيد كثيراً في ضبط ايقاع العمل داخل المنزل بينما هي في الحقيقة تصرف خاطئ قد يتحول فيه الامر الى درجة ينعدم فيها الاحترام بين الطرفين ويصل فيها الي حد الشجار والاعتداء بالضرب والكلام البذيء من قبل الزوجين على الخادمة والتي اما ان تترك العمل او تهرب من البيت او تطالبهم بترحيلها وخسارة ما دفعوه من نقود عليها وعلى مماطلة بعض مكاتب الاستقدام او يكون الاطفال هم الضحايا في تلك العلاقة المتوترة حيث سمعنا وقرأنا كثيراً من الحوادث الاليمة التي حدثت للصغار من انتقام الشغالات، ويأتي معظم الخادمات للعمل في بلادنا وهن يضعن في مخيلتهن الاحلام الوردية بأسرة هادئة صغيرة حيث تصطدمن عند ذلك بالعكس.
فيما يأتي بعضهن الى هنا للعمل والواحدة مجبرة من قبل اشقائها او زوجها للحصول على المال، والبعض منهن يتم تصغير عمرها في بلادها حتى تستطيع القدوم للعمل هنا فيما تحمل البعض منهن امراضا نفسية وعصبية وهي امراض لا تظهر آثارها ابداً في التحاليل المخبرية ولكن يتم اكتشافها ظاهرياً فتصيب الاطفال وافراد الاسرة بالضرر، وهناك من تمارس الدجل والشعوذة في محاولة لاستمالة حب الاسرة بينما تملك الاخرى يداً سحرية خفيفة لسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه، ولذا فإنه يجدر بنا وبكل من يفكر مستقبلاً في استقدام خادمة ان تكون معاملته لها معاملة طيبة بالحسنى وذلك مع قليل طبعاً من الحرص والمسؤولية.

محمد بن راكد العنزي
جريدة الجزيرة - محافظة طريف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved