* تونس - واس :
جدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب التأكيد على ان الاجتماع المشترك الذي عقد في تونس أمس الأول بين مجلسي وزراء الداخلية والاعلام العرب لا يهدف إلى الحد من الانفتاح الاعلامي العربي أو التأثير على حرية الاعلام.
وقال سموه: هذا ليس بصحيح والدليل هو ما صدر في البيان الختامي للدورة العشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب وفي البيان الختامي للاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والاعلام العرب حيث اكد الوزراء على ان هذا لا يعني الحد من الحريات أو التسلط على وسائل الاعلام العربية بل على العكس من ذلك نريد مزيدا من الحرية.
جاء ذلك في اللقاء الصحفي المشترك الذي عقده سمو وزير الداخلية مع معالي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومعالي وزير الاعلام السوري رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الاعلام العرب عدنان عمران بعد اختتام الاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والاعلام العرب الذي عقد في تونس أمس الأول برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وتابع سموه يقول: ان الاعلام هو الفاعل الآن في كل العالم . . وعلى الاعلام العربي ان يتحمل مسؤولياته في درء الخطر وتبيان الحقائق في الداخل والدفاع عن الامة العربية في الخارج واختراق الحصار المفروض على الصوت العربي حتى يصل إلى مسامع الجميع في كل العالم.
وحول الحملات الشرسة المغرضة التي تشنها وسائل الاعلام الغربية ضد الدول العربية والاسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية رأى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ان رجال الاعلام العربي بحكم المتابعة وبحكم المهنة هم الاقدر على ان يخاطبوا الاعلام الغربي في تحديد المسؤولية والدفاع عن الامة العربية بحكم الواقع وقال سمو وزير الداخلية: ان الامة العربية ضد الارهاب وواجهت الارهاب قبل ان تواجهه الدول الغربية وهم يعلمون اننا وصلنا إلى استراتيجية واتفاقية لمكافحة الارهاب وكنا نطالب جميع دول العالم ونطالب الامم المتحدة بتبني هذا الموضوع.
واضاف سموه: لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يُقبل ان يكون العرب والمسلمون مصدراً للارهاب .. اما ان يكون هناك نفر غرر بهم وغسلت ادمغتهم وافكارهم من جهات قد لا نعلمها الآن فهذا لا يعني ان نضفي هذه الصفة على جميع الشعوب العربية والإسلامية كأننا نقول ان هذا استغل من قبل الصهيونية العالمية ومن قبل إسرائيل من اجل ان يدينوا العالم العربي.
وطالب سموه المجتمع الدولى وجميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة والرأي العام الأمريكي والصحافة الأمريكية ووسائل الاعلام الأمريكية الاخرى بأن يكونوا منصفين وان يتحروا الحقائق ويقولوها وتساءل سمو وزير الداخلية قائلا هل يدان العالم العربي الذي تجاوز سكانه 250 مليون شخص بعمل قام به تسعة عشر شخصا . . ثم أين من هم في الطائرة من الجنسيات الاخرى؟! وقال سموه: اننا نريد ان نصل بالحقيقة إلى الرأي العام الأمريكي والرأي العام في دول اوروبا وهذه مهمة رجال الاعلام العربي وتعليقا على سؤال عن العلاقة بين الامن والاعلام قال سموه: ان هذا هو ما اجتمعنا من اجله وما صدر في البيان الختامي يوضح ذلك .
وتطرق سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في ختام تصريحه إلى اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية في رده على سؤال عن امكانية استرشاد وسائل الاعلام العربية بما قدمته الاكاديمية في مجال الاعلام الامني موضحا سموه ان هذا أمر حاصل في الواقع لافتا النظر إلى ان الاكاديمية انشأها مجلس وزراء الداخلية العرب وانها اثرت المكتبات العربية بالبحوث حيث كانت المكتبة العربية قبل انشاء الاكاديمية خالية من البحوث في مجال الامن فاستطاعت الاكاديمية ان تثري المكتبة العربية بالبحوث الامنية بالتعاون مع رجال الفكر والمختصين العرب في كل الدول العربية وحتى خارج الوطن العربي.
واورد سموه ان وزارات الداخلية في الدول العربية تسترشد وتستفيد من الدورات التي تعقدها الاكاديمية والدراسات التي تجريها كما انها تطلب منها تقديم دراسات وبحوث في المجالات الامنية مؤكدا سموه ان هذا هو دورها الاساسي والهدف من وجودها . من جانبه شدد معالي الامين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة وجود عمل عربي جاد في هذه الظروف الصعبة واصفا الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الداخلية والاعلام العرب بانه اجتماع سياسي مؤكدا معاليه اهمية متابعة قرارات هذا الاجتماع حتى يكون العمل العربي عملاً متكاملاً واعتبر معالي الاستاذ عمرو موسى ان الامن العربي في وضع خطير جدا ومهدد في اكثر من جانب وقال: هناك الحشود العسكرية التي تهدد بحرب في دولة عربية وهناك القتل والممارسات العدوانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. ورأى معاليه ضرورة التركيز على الاسلحة النووية في اسرائيل الخارجة عن معادلة منع انتشار اسلحة الدمار الشامل.
وتحدث معالي وزير الاعلام السوري عدنان عمران رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الاعلام العرب قائلا : ان اجهزة الاعلام ووزارات الاعلام في الدول العربية تتحمل مسؤوليات كبيرة في مواجهة المشكلات الراهنة وفي مقدمتها مكافحة الارهاب.
ووصف معاليه الاجتماع المشترك بأنه خطوة أولى مباركة لانها رسمت بالفعل محاور من اجل نشاط مستقبلي يتوخى تفعيل دور الاعلام على الساحة في الداخل وعلى الساحة الدولية .
واستشهد بما قاله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز بان العرب محاصرون اعلاميا وقال:
ان علينا ان نخترق هذا الحصار من خلال كافة اجهزة الاعلام الرسمية منها والخاصة وشدد معاليه على ضرورة ان يتحمل الاعلام الخاص مسؤولياته الكبيرة وان يحشد طاقاته للمواجهة كما يفعل القطاع الاعلامي الخاص في الغرب الذي يقاتل ضد العرب وحضارتهم وثقافتهم لخدمة اغراض معادية.
وقال معاليه: ان الاعلام العربي استمر منذ ما يقرب من خمسين سنة اعلاما محليا . . فهو يمتلك اجهزة فاعلة وحديثة لكنه ظل يخاطب باللغة العربية الموجهة للمواطن العربي وللمنطقة العربية حتى ان الاعلام العربي الذي خرج للعواصم الغربية خرج ومعه نفس المسؤوليات كإعلام عربي محلي .
ورأى معاليه في ختام تصريحه ان الوقت قد حان لاقامة اعلام عربي على الساحة الدولية سواء مقروء أو مسموع أو مرئي ليخاطب الغرب بلغتهم وفكرهم كي يتمكن من النفوذ إلى عقولهم واستحواذ اهتمامهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي للحملات المغرضة على العرب والإسلام .
|