* مكة المكرمة الجزيرة:
قام معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ يوم أمس بجولة تفقدية لعدد من المساجد والجوامع بمكة المكرمة التي جرى تسليمها مؤخراً، وتلك التي ما زالت تحت الإنشاء، يرافقه المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسن بن علي الحجاجي، وعدد من المهندسين المشرفين على أعمال الإنشاءات.
وقد شملت جولة معاليه جامع النصير بحي الملك فهد «الإسكان العام»، وجامع المهاجرين في حي الخالدية «2»، ومسجد «بركة الشامي» في حي شعب عامر، ومسجد الراية في حي الغزة، وجامع بن ملوح في حي العتيبية، ومسجد الأمير منصور بحي الهنداوية، وجامع النايتة بحي الخالدية «1».
وعقب انتهاء الجولة، أفاد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في تصريح صحفي أن هذه الجولة التي شملت مجموعة من المساجد والجوامع في مدينة مكة المكرمة تأتي في برنامج الوزارة للعناية بالمساجد ومنسوبيها الذي بدأ منذ عدة أشهر، وهو سائر قدماً في مراقبة المساجد من الناحية الإنشائية، واحتياجاتها، مضيفاً معاليه أنه من خلال جولته في أحياء مكة المكرمة لمس أيضاً حاجاتها لعدد من المساجد، مبيناً أنه تم إصدار تعميد للجهات المختصة في فرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة لعمل المخططات لها وتسليمها للمقاولين فوراً بعد إعداد التصاميم الهندسية.
وقال معاليه: إنه وقف عن كثب على المساجد المكتملة الإنشاءات، وأخرى لم تكتمل الإنشاءات فيها، واطلع على سير العمل والخدمات فيها، مشيراً معاليه إلى أن لديه برنامج عمل لزيارة بقية المساجد في الأحياء التي تحتاج مساجدها إلى إعادة ترميم أو بناء أو إنشاء، مبيناً أن زيارة اليوم تم الوقوف فيها على ثلاثة مساجد تحتاج إلى هدم وإعادة بناء، وإلى مسجد يحتاج إلى مراجعة في بنائه وترميمه وإجراء الإصلاحات اللازمة فيه.
وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ مجدداً أهمية برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها، وأن جميع قطاعات الوزارة ووكالاتها المختلفة توليه جل اهتمامها، ووضع له الميزانيات الكافية سواء من قبل ميزانية الوزارة، أو من المتبرعين، مسجلاً معاليه بهذه المناسبة الشكر لكل المتعاونين مع الوزارة في هذا البرنامج من المتبرعين لبناء المساجد أو من المهندسين الذين شاركونا في إعطاء التقارير عن أوضاع المساجد، أو من جهات ومؤسسات المقاولات التي قام كثير منه متبرعاً بإعداد تقارير عن الحالة الإنشائية للمساجد.
وذكر معاليه أن البرنامج في مرحلته الأولى يمتد إلى ستة أشهر، ومدته كاملاً ثلاث سنوات إن شاء الله تعالى , وقال: هذه المرحلة الأولى التي مدتها ستة أشهر ستعطينا بإذن الله واقع كثير من المساجد مما ينبئ عن بقية المساجد، وكذا واقع الأئمة والخطباء، ومؤسسات صيانة المساجد، وكذلك الواقع الإنشائي لهذه المساجد.
وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أن البرنامج يهتم بأوضاع المساجد من حيث البناء، ويهتم بمنسوبيها من الأئمة والخطباء، وكذا المؤذنين، مشيراً إلى أنه وردت تقارير للجنة العليا من اللجان الشرعية، واللجان الفنية، حيث درست التقارير، ثم صدرت قرارات بإحالة عدد من الخطباء إلى لجان لإعادة تأهيلهم، وفُصل بعض الخطباء، وبعض الأئمة وبعض المؤذنين، لأن البرنامج لا بد أن يكون فاعلاً، والذين يحتاجون إلى دخول في دورات سننتظر إلى اكتمال المرحلة الأولى من البرنامج، بعد ذلك سيدخلون في دورات بعد تصنيفهم بحسب مستوياتهم سواء من الخطباء أو الأئمة أو المؤذنين.
وأشار معاليه إلى ما ذكره سابقاً بأن البرنامج يشمل جميع مدن ومحافظات مناطق المملكة وحتى المراكز، مبيناً معاليه أنه في كل مركز ومحافظة هناك لجان تزودنا بتقارير عن أوضاع المساجد، وسوف تكون لها إن شاء الله النتائج التي نتوخاها بعد إتمام المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية، وفي ميزانية هذا العام في الوزارة راعينا حسب المستطاع هذه المتطلبات، أيضاً خاطبنا جهات خيرية كثيرة للقيام بأعمال بناء، أو ترميم لبعض المساجد، ولقينا من الجميع التجاوب.
وأوضح معاليه أنه خلال هذه الجولة التقينا مجموعة من أهالي الأحياء، حيث استمعنا منهم عن أوضاع المساجد وما لديهم من ملاحظات تتعلق بأعمال الإنشاء والبناء ونحو ذلك وسنعالجها إن شاء الله فوراً.
وفي معرض رد معاليه على سؤال حول ما تتعرض له الدعوة إلى الله تعالى والدعاة من هجوم من أعداء الإسلام ولاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أوضح معاليه أن دعاة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لم يتعرضوا لأية مضايقة أو لأي تعطيل لأعمالهم سواء في أوروبا أو أمريكا لأن أعمالهم تسير وفق برنامج محدد، ووفق البرامج الإسلامية المعتمدة.
وأضاف معاليه في السياق نفسه قائلاً: لا شك أن الهجمة كبيرة على الإسلام والمسلمين، وعلى الدعاة، وعلى علماء المسلمين، بل على الإسلام بذاته من جهته العقدية، ومن جهة التشريع، وكون الإسلام نظام حكم، وتدخلوا في كل شيء حتى في نظام التعليم، وأنظمة القضاء، والحقوق المختلفة، ونظام الأسرة، ووضع المرأة، أرادوا أن يتدخلوا في كل شيء في هذا الأمر، ولكن نحن في هذا البلد بخصوصه، كما أعلن قادتنا وولاة أمورنا لا مساومة على الإسلام، ولا على تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا على الانتماء لأمة الإسلام.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مجدداً أن المملكة تعتز بدينا وبعقيدتها وبإسلامها، وقال: نحن ولله الحمد معتزون برفع راية العقيدة الإسلامية، أو بالتوحيد الخالص، معتزون برفع راية تحكيم الشريعة الإسلامية، ولتطبيق أحكام الإسلام في حياة الناس بحسب المستطاع، مضيفاً أنه لا بد من المعايشة الدولية وفق أحكام الإسلام من رعاية المواثيق والعهود، ومن القول للناس بالحسنى، ومن تحقيق المصالح لبلادنا ولأمة الإسلام، ودرء المفاسد عنها، وهذا ما تسعى إليه المملكة العربية السعودية في كافة المحافل وعلى جميع الأصعدة.
وأعاد معاليه التأكيد على أن الهجمة على الإسلام ليست وليدة اليوم بل تاريخ الأنبياء والمرسلين وتاريخ الإسلام بدأ من رسولنا الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام، وإلى يومنا الحاضر لا بد أن يكون هناك معاداة وأن يكون هناك كيد، والله جل وعلا يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وّلّوًلا أّن ثّبَّتًنّاكّ لّقّدً كٌدتَّ تّرًكّنٍ إلّيًهٌمً شّيًئْا قّلٌيلاْ} ، ويقول جل وعلا:{وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّا لٌكٍلٌَ نّبٌيَُ عّدٍوَْا مٌَنّ المٍجًرٌمٌينّ وّكّفّى" بٌرّبٌَكّ هّادٌيْا وّنّصٌيرْا}، الذي يهدي للتي هي أقوم، هو الله جل وعلا والذي ينصر عباده هو الله جل وعلا، ولكن الشأن فينا أننا نعرف المصالح التي تنفعنا فنسلكها، ونعرف المفاسد.
وقال معاليه: لا مجال اليوم للحماسة التي لا عقل فيها ولا مجال اليوم للتعدي واللاعقلانية، اليوم لا بد أن نلتزم بالإسلام، وأن نرجع إلى قول ولاة الأمر وأهل العلم الراسخين فيه لأنهم أدرى بمصالح الإسلام والمسلمين، ومصالح نشر العقيدة الإسلام، والدعوة إلى الإسلام، أما الاندفاع والحماس غير المنضبط فإن هذا مرده الضرر على الدعوة الإسلامية.
وأشار معاليه في هذا السياق إلى أن الحوادث التي وقعت مؤخراً، ونحو ذلك أثرت كثيراً على الدعوة الإسلامية في بقاع شتى، ويجب علينا أن نتجاوز هذه المرحلة هذه بأقل قدر من الخسائر وأكثر قدر من الفوائد والإيجابيات.
|