* إعداد فوزية ناصر النعيم عنيزة:
عوض شاب في السابعة والعشرين من عمره ارتطمت به صخرة الظروف القاسية في عامه الاول وحولته الى انسان معاق جسدياً يرقب الافواه والايدي.. يقطن مع اسرته في مسكن مؤجر في احد الاحياء الجديدة بمحافظة عنيزة وتتكون اسرته من والدته واخوين واخت واحدة وتوفي والده منذ خمس سنوات مما اضطر الاسرة برفقة «عوض» إلى الانتقال من البادية الى المدينة ليقيموا مع اسرة اخيهم الاكبر الذي يعمل جندياً في احد المرافق العسكرية هناك.
«الجزيرة» التقت عوض داخل مسكنه الذي لا يخرج منه على الاطلاق خشية اعين الناس ونظراتهم.. قال عوض: درست المرحلة الابتدائية والمتوسطة في المدارس النظامية واضطررت بعد ان بدأت تضايقني نظرات المحيطين ان اكمل الشهادة الثانوية في المدارس الليلية وحصلت عليها بتقدير جيد ولدي رغبة قوية بان استكمل دراستي واعمل واتزوج ولكن يحول بيني وبين هذه الآمال الاعاقة والتشوه الذي يلازمني، واستطرد عوض قائلاً.. حينما كنت ادرس عانيت مرارة الحاجة للناس وخاصة في المرحلة الثانوية لانني لا املك وسيلة ركوب اذهب بها للمدرسة فمرة يتعطف على الاصدقاء ومراراً اذهب ماشياً ولكم ان تتخيلوا معاناة شاب معاق مثلي يذهب للمدرسة ماشيا وسط سيل من النظرات القاتلة ولقد قدمت خلال المرحلة الثانوية على العديد من الجمعيات ورجال الاعمال املاً في الحصول على مساعدة في العلاج او ايجاد وظيفة تناسبني ولكن دون جدوى، وسألنا ام عوض عن سبب اعاقته فقالت: لقد تعرضنا لحادث سيارة وهو في شهره الاول وبقي في المستشفى فترة طويلة بسبب وجود كسر في الفخذ ثم خرجنا لأعيش معه في هم مرير وليل طويل ولم يكن يكف عن البكاء اطلاقاً مما اضطرني لعرضه على اطباء شعبيين قاموا بكيه وعلاجه ولكن دون جدوى فلقد ساءت حالته وعندما عدت الى المستشفى اخبروني بان الامر خرج من ايديهم وظل يعاني حتى سن الثانية عشرة حين بدأ يظهر في ظهره ورم كبير تسبب في تشوه كامل للجسد واجريت بعدها عملية لربط فقرات العمود الفقري ومنذ ذلك الحين وهو على هذا الحال بل وتزداد نفسيته سوءا بسبب الشكل العام وعدم وجود وظيفة ينفس من خلالها عن طاقاته المكبوتة.
|