قرأنا قبل فترة عن عضو البرلمان المصري اللي رفع قضية على شركة محلية في مصر لاستيرادها زبالة امريكية، ووصلت الزبالة اللي بلغ وزنها «985» طن بكل حفاوة و«تزبيل» الى ميناء بور سعيد محملة في اربع بواخر حملت ما يقارب الاربعين حاويه! وفضحتها الروايح «الحلوه» اللي انطلقت في المكان بالاضافة الى الذباب الغريب اللي كان على الحاويات حيث لاحظ العمال ان الذباب لون عيونه ازرق وشعره لونه اشقر «ذباب امريكي» وتقول شركة «ايماك» المصرية لتصنيع الورق انها استوردت هالزبالة عشان تستفيد منها في تصنيع الورق، والشركة معذورة فأكيد ان الورق اللي بيصنع من الزبالة الامريكية بيصير ارقى من نظيره المصنوع من الزبالة العربية، اجل بالله عليكم تقارنون زبايل العليا بزبايل منفوحه!
** ضحايا المؤامرة نددوا بهذه الخطوة، وفي الاتجاه المضاد ناس كثير ايدوها ايمانا منهم بما نادى به بعض المثقفين العرب «المتنورين» وهو ان الارتماء في احضان الحضارة الغربية هو سبيلنا للتطور يعني نأخذ حضارتهم بزينها وشينها وحتى.. زبالتها! اما الوسطيون فقد فكروا في الموضوع بجدية ثم طلعوا بشعار «زبالة العرب للعرب» وقالوا: ليه ما نسوي سوق زبالة عربية مشتركة ونستفيد من زبايلنا بدون الحاجة لزبايل امريكا او غيرها، وخاصة ان العواصم العربية صايره شوارعها مكبات زباله، كمثال تقول الارقام ان الفرد السعودي نفاياته 2 كيلو ونص زبالة يوميا، ولو رحنا للصومال بنلقى الزبايل متكدسة في شوارع العاصمة ولو جيت تبي تضفها قاموا عليك امراء الحرب هناك وقالوا: ادفع فلوس قيمة الزبالة! ولو رفضت ماتعوق معهم.. كلها «فشقة شوزن» وتصير: صريع الزبالة.
** على صعيد آخر أبدى احد المثقفين استياءه لما تواجهه الزبايل من اهانات وقال ان عملية «تنطيل» الزبايل هذي بين الدول ماهي الا امتداد للاهانات اللي تتواصل ضد الزبالة وقال انه بصدد انشاء جمعية للرفق بالزبايل وممكن تتطور وتصير جمعية زبايل على غرار جمعية الحمير التي اسسها توفيق الحكيم.
** ولو لاحظنا نجد ان الزبالة لها علاقة وطيدة بتركيبتنا الاجتماعية والثقافية والنفسية فمثلا فيه منطقة شمال المدينة اسمها «زبالة» وسوق «زبالة» من اشهر الاسواق في الجاهلية مثله مثل سوق الفيصلية في العصر الحديث، وايضا لاننسى المؤرخ الكبير «ابن زبالة» «شكله احد جدود المثقف صاحب فكرة جمعية الزبايل» واهم شيء ان الزبالة لها مكانة في اللاوعي حق شبابنا هالايام وهذا بالطبع راجع لعشقهم لكل ما يكتسي بالسواد في الشوارع وياما من واحد قعد يغني لكيس زباله «اسمر عبر»!!
** وفي تحقيق اجرته مجلة يهودية ينظر الاطفال اليهود للعرب على انهم «زبالة» ورد عليهم احد الشعراء: «تاريخنا يشهد لكم/ تاريخكم يشهد لكم/ بأنكم زباله» «ماله حق الشاعر يهين الزباله»، وأحد الشعراء الشعبيين قال في ابيات (يا «بس» ياللي ساكن بالبراميل
لي شفت محبوبي يكب الزبالة
قله تراني ساهر لآخر الليل
بس احترى زوله يكب الزبالة
عكسه واحد اعرفه عنده فوبيا من كب الزبالة بسبب ترويع البساسة له.
فهد الغريري
|