* الجزيرة خاص
كيف أصبحت أذربيجان جمهورية مستقلة ذات سيادة وطنية تتمتع بجميع حقوق الدولة المستقلة وكيف أصبحت عضواً في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعديد من المنظمات الأخرى وكيف استطاعت أن تؤطر علاقاتها الدبلوماسية مع 125 دولة في العالم؟
يجيب عن هذه التساؤلات الشعب الأذربيجاني عندما يتذكر أبناءه الذين استشهدوا دفاعاً عن سيادة واستقلال حرية بلادهم فلن ينسى الشعب الأذربيجاني دماء أبنائه الذين سطروا بها دروب العزة والكرامة والسيادة الوطنية.
وفي كل عام يستذكر شعب وحكومة أذربيجان هؤلاء الشهداء الأبرار الذين يتشرف بهم كل مواطن أذربيجاني في أن يعتز بما حققه شعب أذربيجان لبناء سيادته واستقلاله وسمعته في المحافل الدولية.
عندما يستذكر مأساة العشرين من يناير، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الجيش السوفيتي المعتدي في حق الشعب الأذربيجاني المسلم والذي لا يزال مرتكبو هذه المجازر طلقاء حتى الآن أمثال غورباتشوف وبهذه المناسبة فقد أحيت سفارة أذربيجان في المملكة العربية السعودية ذكرى شهداء مأساة العشرين من يناير لعام 1990م.
تطل الذكرى الثالثة عشرة على أحداث العشرين من يناير 1990 ولا تزال ذاكرة الشعب الأذربيجاني مشبعة بالصور المأساوية والأحداث الأليمة التي من الصعب طمسها من ذاكرة هذا الشعب، لا سيما وأن الآلة العسكرية السوفيتية الإرهابية قد أمعنت بطشاً وقتلاً وتدميراً لكل ما هو حضاري في أذربيجان بحيث صنفت هذه الجرائم على انها من أبشع الجرائم التي ارتكبت في حق البشرية.
ففي عام 1988م قام زعماء الحزب الشيوعي السوفيتي السابق بمحاولات متتالية لفصل منطقة كاراباخ الجبلية التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الأذربيجانية، وعملوا على ضمها إلى جمهورية أرمينيا نتيجة الضغط الأرمني على الزعماء السوفيت الذين كانوا موالين لهم داخل الاتحاد السوفيتي وخارجه وقد نتج عن هذا التحرك أن بدأ الأمن بطرد الأذربيجانيين من أراضيهم الأصلية في جمهورية أرمينيا، ومحاولة فصل كارباخ عملياً، مما أدى لقيام الشعب الأذربيجاني بالدفاع عن وحدة تراب أراضيه وسيادته الوطنية وحقوقه العادلة وذلك بالمظاهرات والاحتجاجات ضد سياسة القادة السوفيت المستبدة في أذربيجان.
وبغرض قمع إرادة الشعب الأذربيجاني فقد أصدرت القيادة السوفيتية أمراً للقوات السوفيتية في العشرين من يناير كانون الثاني من عام 1990م، بمهاجمة واحتلال مدينة باكو «عاصمة جمهورية أذربيجان» وعدد من المدن الأخرى وقد عاثت فيها خراباً ودماراً وتقتيلاً مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الفتاكة لقتل المدنيين الأبرياء.
وقد مثل هذا العدوان سابقة خطيرة واعتداء سافرا ضد السكان المدنيين الأبرياء وانتهاكاً صارخاً لسيادة جمهورية أذربيجان، ولكافة الأعراف والقوانين الدولية.
كان الهدف غير المعلن لهذا العدوان هو إحداث تأثير معنوي وفكري وأيديولوجي على الشعب الأذربيجاني وذلك لإجهاض حركة التحرير الوطني وقتل روح مقاومة الاحتلال وبث سياسة الخضوع والاستسلام لقوى البغي في النظام السياسي السوفيتي الشيوعي المفلس والمنهار، لا سيما وأن هذا العدوان يشكل انتهاكاً للكرامة الوطنية وقمعاً لإرادة الشعب الأذربيجاني في الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة المبنية على أسس العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
لقد عملت القيادة السوفيتية السابقة طوال تلك الفترة على إحكام سياسة الحصار الإعلامي، والتعتيم على السياسة الإجرامية والممارسات الدموية والجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الأذربيجاني الأعزل وقامت بمحاولات يائسة لحجب الحقائق المأساوية وما يدور داخل أذربيجان من جرائم عن العالم الخارجي وخاصة العالم الإسلامي الذي لم يكن يعلم بما يدور داخل أذربيجان نتيجة لهذا التعتيم الإعلامي وقد أدى ذلك إلى مضي فترة طويلة من الزمن حالت دون معرفة حقيقة الوضع في أذربيجان وما يدور وبالأخص في منطقة كاراباخ الجبلية حيث أدى العدوان الأرمني ضد أذربيجان إلى تشريد مليون أذربيجاني من أراضيهم ووطنهم.إن هذه المذبحة بالرغم من بشاعتها وقسوتها لم تثن عزيمة وإصرار الشعب الأذربيجاني على المطالبة باستعادة حقوقه المسلوبة ونيل استقلاله وسيادته وكرامته، فقد هب الشعب الأذربيجاني بكافة أطيافه بالمقاومة الشعبية على كافة المستويات وقدم التضحيات العظيمة للوصول إلى حريته واستعادة سيادته.
|