* واشنطن رويترز:
يقول خبراء المخابرات: إن نفاد الوقت بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لترتيب انقلاب ضد الرئيس العراقي صدام حسين لا يترك من خيار سوى شن حرب تقليدية من أجل «تغيير النظام» الذي يعد هدف الولايات المتحدة الأساسي الآن.
وقال مسؤول سابق في المخابرات «بالنظر إلى الجدول الزمني فإنه من غير المحتمل ترتيب انقلاب ناجح في غضون شهرين».
وأضاف مسؤول أمريكي «سيكون دائما من الصعب للغاية القيام بذلك».
ويقول خبراء: إنه فيما يحشد البنتاجون قواته بمنطقة الخليج لغزو محتمل للعراق فإن عمليات التجسس الأمريكية تتركز بدلا من ذلك على تمهيد الطريق عبر حرب دعائية وتنظيم صفوف المعارضة فيما يشبه الحملة على أفغانستان عام 2001 ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
ويسيطر صدام تماما على الدائرة المحيطة به وهو سيقتل من يشك في تآمره ضده.
وقال جيمس وولزي المدير الأسبق للمخابرات الأمريكية «تاريخ هذا الرجل معروف في قتل أي شخص من الدائرة المحيطة به بما في ذلك أفراد عائلته المباشرة».
وأشار مصدر بالحكومة الأمريكية إلى صعوبة تنفيذ انقلاب ضد صدام من شدة الإجراءات الأمنية العراقية، إلا إن خبراء قالوا: ان احتمال أن يقرر أحد القادة العسكريين القريبين من صدام الانقلاب ضده وهو خيار بصرف النظر عن صعوبة تحقيقه يمكن أن يكون أقل خطرا من محاولة شن هجوم أمريكي.
لكن بدون حرب أمريكية معلنة فإن أي قائد عسكري كبير يفكر في تغيير ولائه سيتردد في الأمر بسبب الغموض الذي يحيط بمدى مصداقية الولايات المتحدة في القيام بعمل في العراق.
وانتقد بعض خبراء المعارضة الحكومة الأمريكية لتجاهل العراق بعد حرب الخليج في 1991 قائلين: إنه لم يكن هناك جد متواصل لتطوير العلاقات مع القريبين من صدام ولا القيام بأي محاولات جادة لإسقاطه.
وفي عرف المخابرات فإن العراق يعد «منطقة مغلقة» لا يوجد للأمريكيين فيها أي عملاء ولا مكاتب كما أن فرص الاتصال بالمسؤولين العراقيين محدودة عندما يسافرون للخارج لأنه عادة ما تحيط بهم حراسة أمنية مشددة.
وقال انطوني كوردسمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «أي شخص قد يبدو عليه أنه معاد للنظام ربما تضبطه المخابرات العراقية قبل أن نعرفه وقد يعدم قبل أن ندرك أنه حليف ممكن لنا».
وأوضح الخبراء أن الأنشطة السرية تتركز الآن على الدعاية السياسية لإرسال رسائل إلى القوات العراقية والمواطنين بعدم مقاومة القوات الأمريكية ومحاولة إغراء شخصيات بارزة بالانشقاق وتنظيم المعارضة بين الأكراد في الشمال وجماعات أخرى لمساعدة أي غزو أمريكي.
وقال خبراء من المحتمل ان تقوم وكالات المخابرات بشن حرب نفسية تستهدف تكثيف الضغوط على من سيبقى على ولائه لصدام من الجيش العراقي.
والسؤال الرئيسي الآن يتعلق بالفترة التي ستصمد فيها قوات الحرس الجمهوري في محاربة القوات الأمريكية بالنظر إلى أنه من المحتمل أن تستسلم سريعا أغلب القوات العراقية.
وليس من المتوقع أن ينقلب الحراس الشخصيين على صدام لأنهم يعرفون أن مصيرهم مرتبط بمصيره.
|