* بريدة مكتب الجريدة عبدالرحمن التويجري:
بإبداعهم «الشعراء الشباب» يحولون الجو البارد إلى نسناس
في جو ينبض بالبرودة أقام النادي الأدبي بالقصيم أمسية شعرية لخمسة شعراء شباب من العطاءات الواعدة، كلهم في المرحلة الجامعية وهم:
ياسر بن صالح الدوسري، سعد بن عقيل الشمري، عبدالعزيز بن سعد الشمري، علي بن عبدالرحمن النهابي، مشوح بن عبدالله المشوح.
وأدار الأمسية الأستاذ منصور بن عبدالعزيز المهوس.
ومع برودة الجو فقط استطاع الشعراء الشباب بإبداعهم أن يحولوا هذه البرودة إلى جو نسناس، لا حرّ ولا قرّ.. وأن يمتعوا الحضور الكثيف الذي ضاقت بهم القاعة على اتساعها مما اضطر البعض إلى الوقوف عند الأبواب.
وقد جاءت قصائد الشعراء بين التقليد والتجريب، والتحليق في فضاءات جديدة.
ومن القصائد التي قدمها الشاعر مشوح بن عبدالله المشوح قصيدة بعنوان: «دموع الوفاء» يقول فيها:
يا دموعي
يا سكاكيناً توارت خلف خدي
مزقت أثواب رشدي
ثم أذكت نار وجدي
سامحيني
حينما لا أسكب الدمع وأمضي
دون همس دون ومض.
ويبدو عليه استبطان الهم الإسلامي، وتبدو فيها الحدة والمباشرة، وبداياته تنبئ عن موهبة واعدة ورؤية مستقبلية.
وقدم الشاعر ياسر بن صالح الدوسري قصيدة بعنوان «بكل عفوية»:
آن أن أكتب بالشعر البقية آن أن تصبح أشجاني حية القوافي ما القوافي في فؤادي غير ناد ملء نفسي الشاعرية هي دوت كانفجار للمعاني قادت الصوت ليزداد دويه
|
أنا وحدي ومعي الآلاف من أبيات شعري العاطفية
ويتكشف من قصائد ياسر على صغر سنه، وقصر نفسه الشعري الطاقة الشعرية الكبيرة، وتلاحق إيقاعه ويمتلك بوادر الانزياح اللغوي ويميل إلى الذاتية النافذ بها إلى الغيرية.
وألقى الشاعر عبدالعزيز بن سعد الشمري قصيدة بعنوان «إليك ربي»:
إليك يفر القلب إني موحد إليك فإني نحو بيتك أسجد إليك ملاذي يا ملاذي وملجئي إليك وإلا لا أدينُ وأعبد وعنك وإلا لا أقول وأكتب ونحوك أمضي والطريق معبد وغيرك لا أرجو ولست أخافه ونحوك تعنو جبهتي تتعبد
|
يلحظ من قصائده عن شاعرية جيدة تجسد عذابات العالم الإسلامي مما يلجئه إلى الابتهالات والتأوهات ولهاث التساؤلات الثرة المقلقة..أما الشاعر علي بن عبدالرحمن النهابي فيقول في قصيدة «بآية ما؟؟؟»
أنا ابن الشمس يحرقني لظاها وتلفحني السموم على قذاها وللبن المزعفر في فؤادي حنين لا يقر إذا اشتهاها وبنت العم أعشقها وقلبي يغار بأن تخالطه سواها إذا قامت تهادى من بعيد أغض الطرف حتى لا أراها وحق الرب أحفظه عظيما ولكن النفوس لها هواها
|
يلحظ من قصائده التماسك الشعري، النابض بدلالات تصور ما يعتلج في الذات وخارجها من واقع مرير للعالم الإسلامي..
وبعد نهاية الأمسية كانت هناك عدة مداخلات من أساتذة ونقاد، وكلهم أبدوا إعجابهم بمستوى هؤلاء الشعراء، وبالمرحلة الإبداعية التي يتمتعون بها..
حيث التنوع في التناول والرؤية، ومحاولة التجريب لوسائل فنية جديدة، والتمتع بقواميس لغوية تحاول التمرد على التقليد والتقمص..
وتأتي هذه الأمسية امتداداً للبرنامج المنبري للنادي لهذا العام.
|