يبدو ان المقادير قد اختارت مدينة الرباط لتكون رمزا للرباط الاخوي بين الزعماء العرب والمسلمين، حيث تجمعهم هذه المدينة العربية العريقة، للمرة الثانية خلال ثلاثة اشهر، وكانوا قد اجتمعوا بها في العاشر من رجب عام 1389هـ ومعهم عدد من قادة العالم الاسلامي، في اول قمة اسلامية في التاريخ.
هذا وقد اجتمع الزعماء العرب لاول مرة في انشاص بمصر عام 1945م لتأسيس الجامعة العربية ثم اجتمعوا عام 1964م، فيما عرف بمؤتمر القمة العربي الاول، وتلا ذلك مؤتمر القمة العربي الثاني في اوائل سبتمبر من العام ذاته بمدينة الاسكندرية، وفي الثالث عشر من سبتمبر عام 1965م، شهدت مدينة الدار البيضاء بالمغرب مؤتمر القمة العربي الثالث، وعقد مؤتمر القمة العربي الرابع بالخرطوم في التاسع والعشرين من اغسطس عام 1967م في اعقاب كارثة حزيزان من العام نفسه، وعرف بأنه مؤتمر اللاءات المشهورة: لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات، ولا تصرف بالقضية الفلسطينية.
ولاريب ان مؤتمر القمة الاسلامي كان ابرز هذه المؤتمرات جميعا، حيث انتقلت قضية فلسطين لاول مرة في التاريخ الى ايدي ملوك ورؤساء الدول الاسلامية، فعمقت بذلك جذورها ووسعت قاعدتها، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل النضال في سبيل النصر.
وهكذا اثبتت الاحداث اخيرا، حصافة جلالة الفيصل المفدى وبعد نظره، بعد ان اجمعت جميع الاطراف على اعتناق ما نادى به جلالته منذ البداية، من الدعوة الصادقة للجهاد في سبيل استرداد الحقوق المغتصبة، وعدم التمادي خلف سراب الحلول السلمية التي لا طائل تحتها.
حيا الله فيصلا القائد العربي الملهم والرائد الاسلامي المحنك واعز به العروبة والاسلام انه سميع مجيب الدعاء.
|