السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد باين الدكتور/ محمد بن عبدالله السحيم بين حالنا وحال اخواننا المسلمين في بقاع شتى من المعمورة مع كتاب الله الكريم في مقاله الذي نشر في «آفاق جزيرتنا الاسلامية» يوم الجمعة 7/11/1423هـ تحت عنوان يقض المضاجع ولكنه حقيقة «مصاحف مهجورة» نعم.. ان حال الكثير من المسلمين في بلادنا إلا من رحم الله ما ان يشد شهر رمضان رحاله مودعاً الا وتكاد لا تجد قارئاً لكتاب الله الكريم في المساجد وغيرها، وكأن قراءة القرآن محصورة في شهر رمضان. وحال كثير منا لا تبشِّر بخير بخصوص هذا الامر قراءة وتدبراً وعملاً ويأخذ الحزن مداه عندما نرى القرآن الكريم قد علاه الغبار حتى يأتي رمضان الآخر وهذا من اسباب ضعف ابنائنا في قراءة كتاب ربنا الذي هو مصدر شريعتنا وسعادتنا دنياً واخرى، فالكثير من الطلاب والطالبات لا يحسنون قراءة القرآن الكريم وليت هذا الوضع في المرحلة الابتدائية او المتوسطة لكان اخف وطئاً ولكن الكثير من طلاب وطالبات الجامعات يرتكبون اخطاء فادحة في قراءتهم فضلاً عن التجويد والتقيّد بعلامات الوقف ونحو ذلك.
وكل ذلك محصلة حتمية لقلة قراءة القرآن الكريم الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:« من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فلهو به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول «آلم» حرف ولكن «ألف» حرف و«لام» حرف و«ميم» حرف، رواه الترمذي.
فهذه دعوة أبعثها لكل مسلم ومسلمة بتخصيص وقت يومياً لقراءة شيء من كتاب الله الكريم وليكن - مثلاً - جزءاً كل يوم حتى يختم القراء في الشهر مرة وهذا يسير على من يسّره الله له.
وفي المقابل اخواننا في بلاد اخرى يتمنون الحصول على المصاحف - كما اشار لذلك الدكتور السحيم - وفقه الله - ولكن ضيق ذات اليد يحول بينهم وبين أمانيهم.
واضم صوتي الى دعوة الدكتور/ السحيم في الاهتمام والعناية بكتاب الله الكريم والصدقة بما يفيض عن حاجتنا لمن هو بأمس الحاجة اليه ولا يعرف قدر النعمة إلا من حُرمها، فلنتدارك انفسنا حتى لا يصدق فينا قول ربنا: {وّقّالّ الرَّسٍولٍ يّا رّبٌَ إنَّ قّوًمٌي ا تَّخّذٍوا هّذّا القٍرًآنّ مّهًجٍورْا}
فضل بن عبدالله الفضل بريدة - جامعة الإمام
|