«قف يا ابن «دجلة» لاح نور قبابها
فامسكْ فؤادك قد يفر لبابها
واطل سجودك يا ابن «دجلة» شاكرا
وانثر على جرحيك من اعشابها
واغسل بماء الذكر ثغرك ربما
بالأمس كنت خطبت غير خطابها
لو لم تكن خير البلاد على الثرى
ما كان بيت الله فوق ترابها
النسك والايمان من افيائها
والعدل والاحسان من أطيابها
فكأنها صوت الزمان وثغره
وكأن «زمزمها» زلال رضابها
لو يوضع البيت العتيق بكفة
والأرض في الأخرى - لأعدلها بها
ارض يكاد - لفرط عزة رملها -
يُروي عطاشى الماء وهج سرابها
جمع الزمان جميعه فاذا به
يجثو خشوع القلب في محرابها
من ها هنا مر «الأمين» ومن هنا
اسرى وفاض العدل من «خطابها»
ما زال يخترق الفضاء «بلالها»
هَرِم الزمان ولم تزل بشبابها
عشرون عاما ما اغتسلت من اللظى
واليوم ابردني عظيم شرابها
ابكي على وطني وحين دخلتها
صار البكاء توسلا لثوابها
فوحق من خلق الخليقة واستوى
حلمي يكون القلب عتبة بابها