ليس العرب وحدهم الذين يتساءلون عن الحرب .. وهل فعلاً ستشن حرب على العراق؟ وإذا ما اتخذ قرار دولي أو أمريكي بشن هذه الحرب فما هو
موعدها؟ العالم كله يتداول هذا السؤال، الدوائر السياسية.. والدوائر الاقتصادية.. الذين يحتاجون النفط.. الذين يبيعون السلاح.. الذين يبحثون عن الغذاء والدواء في العراق.. الذين يريدون ان يبنوا بلدانهم في الدول العربية.. كل هؤلاء يبحثون عن سؤال أصبح يؤرق الجميع. هل ستندلع حرب على العراق.. ومتى ستندلع؟
المفكرون والكتّاب والصحفيون المسلمون والعرب الذين يحضرون فعاليات مهرجان التراث والثقافة، لم يكونوا بعيداً عن وجدان العرب فنقلوا همومهم وطرحوها أمام الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وكانت البداية عن رأي سموه إن كانت ستقوم حرب على العراق..؟
الجواب كان يترجم بدقة الواقع الذي نعيشه إذ قال سموه: «ما من شك ان الأسباب كلها توحي بأن هناك حرباً ولكن أنا في اعتقادي الشخصي - والله أعلم - أنه ليست هناك حرب.. هذا في اعتقادي الشخصي.. لم أسمع شيئاً ولم يقل لي شيء أبداً».
هذا القول هو عين الحقيقة، فكل الدلائل تشير إلى ان هناك رغبة حقيقية لدى الأمريكيين بشن حرب على العراق.
هذا الشق الأول من الإجابة، أما الشق الثاني فهو إحساس الأمير عبدالله بن عبدالعزيز واعتقاده بأنه ليست هناك حرب.
وهنا لابد من التوضيح بأن اعتقاد «العالم ببواطن الأمور» يصبح جزءاً من الحقيقة، ان لم يكن الحقيقة بعينها، فالزعيم السياسي المنغمس في الجهد العربي والدولي لاعتراض طريق الحرب على العراق بتشجيع الحوار وتفعيل العمل السياسي، لا بد أن لديه من المعطيات والأسباب ما يجعله يعتقد شخصيا بتراجع فرص شن حرب على العراق.
والآن نأتي إلى المعطيات ونسرد بعضها وهي في اعتقادنا ترجح فرص تراجع خيار الحرب ومنها:
1 - النمو المدهش لمناهضة الحرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أصبحت المظاهرات الرافضة للحرب من المشاهد اليومية.
2 - رفض العديد من الدول المهمة ومنها الدول الغربية وجميع دول اعضاء مجلس الأمن الدولي شن حرب على العراق دون العودة إلى مجلس الأمن الدولي وآخر هذه الدول بريطانيا الحليف الرئيسي لأمريكا.
3 - التوازن النسبي والمرجح لصالح رفض الحرب بين أمريكا من جهة والأسرة الدولية وبالذات الدول المحيطة بالعراق التي تعمل بجد وبوتيرة عالية لإيجاد آليات تكون بديلة عن الحرب تكفل تحقيق الأهداف التي من أجلها تريد واشنطن شن الحرب.
4 - الرغبة العربية والإسلامية والدولية بتفعيل العملية السلمية على العملية العسكرية.
5 - كلفة الحرب الباهظة ونتائجها السلبية التي ستكون أمريكا من أكثر الدول تضرراً منها.
كل هذه الأسباب والمعطيات تجعل كل زعيم سياسي ينهج التفكير المنطقي يرجح غياب خيار الحرب ويرجح العودة للحوار وانتهاج الحل السياسي الذي يكتسب زخماً كبيراً يعبر عن الصورة التي أراد إبلاغها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للمفكرين والكتّاب والصحفيين.
|