* واشنطن - باريس - الوكالات :
حذر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مساء الثلاثاء من أن الوقت يمر وينقضي بالنسبة لصدام حسين، وناشد الرئيس العراقي من جديد التخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
في نفس الوقت طالب بعض زعماء العالم بالتذرع بالصبر وإتاحة الفرصة لمفتشي الاسلحة الدوليين لمواصلة جهودهم في العراق، وقال بوش خلال مؤتمر صحفي قصير عقده بالبيت الابيض مع نظيره البولندي لقد سئمت الالعاب والخداع موضحا أنه لم يلمس أي دليل على أن صدام يتخلى عن أسلحة الدمار الشامل فيما وصفه بأنه «الفرصة الاخيرة» للعراق.
ومن المقرر أن يقدم مفتشو الأسلحة الدوليون أول تقرير رسمي لهم إلى مجلس الامن في 27 كانون ثان/ يناير الجاري ولكن بعض زعماء العالم نبهوا إلى أن هذا التاريخ ليس موعدا نهائيا لتقرير أمر الحرب ضد العراق أم لا، وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في مؤتمر صحفي في نيويورك لم نصل بعد إلى مرحلة حرب في العراق، وقال أنه يمكن تحاشي نزاع عسكري بمواصلة الضغط على العراق مع استمرار عمليات التفتيش على الاسلحة الجرثومية والكيماوية والنووية، وأضاف عنان: ومع ذلك فالأمم المتحدة عاكفة على خطط احتمالية في حالة اندلاع حرب لمواجهة العواقب على الصعيد الانساني والوضع في العراق ما بعد الحرب.
يذكر أن مفتشي الاسلحة عادوا إلى العراق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعد انقطاع دام أربعة أعوام بسبب خلاف مع الرئيس العراقي صدام حسين الذي طردهم عام 1998، وأصدر مجلس الامن قرارا جديدا حذر فيه من العواقب الخطيرة في حالة عدم تعاون العراق، ومنذ ذلك الحين بدأ الجيش الامريكي عملية حشد عسكري هائلة في منطقة الخليج استعدادا للحرب وإن كان مسؤولون في البيت الابيض يشددون على أن ليس هناك توقيت للهجوم.
وقال بوش: إن الأمم المتحدة تتحدث بصوت واحد قلنا أننا ننتظر من صدام حسين أن ينزع سلاحه من أجل السلام، وأضاف أن صدام أمهل أحد عشر عاما لينزع سلاحه ثم اجتمعت دول العالم وأعطيناه فرصة أخيرة لنزع سلاحه، وقد تعرضت الولايات المتحدة لضغوط متزايدة من حلفائها ومن المفتشين لاتاحة مزيد من الوقت لتحرك الأمم المتحدة قبل اللجوء للعمل العسكري.
وكرر عنان أقوالا سابقة له مفادها أن مجلس الامن يملك سلطة تقرير شن حرب، ولكنه قال أنه إذا تبين أن العراق يتحدى قرارات الأمم المتحدة فسيبحث المجلس في أمر العمل العسكري، ويذكر أن مفتشي الاسلحة الدوليين تفقدوا عدة مصانع للاسلحة في العراق حسبما أفادت الانباء المحلية، وصرحت مصادر عراقية بأن فريقين من بعثة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقدا مصنعين كانا ينتجان صواريخ قصيرة المدى أحدهما بمنطقة بغداد والاخر على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال العاصمة، ودعت الحكومة العراقية كبير مفتشي الاسلحة هانز بليكس إلى مناقشة أي قضايا معلقة خلال زيارته لبغداد يوم الاحد المقبل.
وقال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أن ملف الاسلحة العراقي الذي انتقده بليكس مؤكدا أنه غير كامل يحتوي على كل المعلومات اللازمة بشأن برنامج التسلح العراقي، وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في نهاية عشاء غير رسمي مع المستشار الألماني جيرهارد شرودر مساء الثلاثاء ان ألمانيا وفرنسا تتقاسمان مقاربة ورؤية متشابهة حول الموضوع العراقي.
وقال الرئيس الفرنسي في ندوة صحافية: لاحظنا ان مقاربتنا ورؤيتنا حول المشكلة العراقية متشابهتان.
من جانبه أعلن شرودر ان لدى المانيا الأمل الكبير والارادة للتوصل الى تطبيق هذا القرار (1441) عبر ضغوط سياسية لكن من دون تدخل عسكري، وأضاف ان ألمانيا لن تشارك في أي حال من الاحوال في تدخل عسكري.
وأكد ان برلين لن تكف عن تكرار هذا الموقف في المحافل الدولية وقد قدمت دعمها الى رئيس مفتشي الأمم المتحدة عن نزع السلاح هانس بليكس الذي طلب أشهرا عدة للقيام بمهمته الى ما بعد 27 كانون الثاني/ يناير.وأعلن جيرهارد شرويدر من جديد رفضه للحرب ضد العراق مؤكداً أن بلاده ستضغط من أجل إمهال مفتشي الاسلحة الدوليين مزيداً من الوقت لاستكمال عملهم، وقال شرويدر إن تقرير مفتشي الاسلحة الدوليين في 27 كانون الثاني/ يناير الجاري لا ينبغي استخدامه وسيلة لتفجير الحرب، وقال شرويدر: إن يوم 27 ليس هو اليوم الفيصل أو ما أشبه، وأوضح أن قرارا جديدا يجب أن يصدر إذا قرر مجلس الأمن الذي ترأسه ألمانيا حاليا شن هجوم على بغداد.
|