|
تحارب دول العالم قاطبة الأمية بكافة صورها وأشكالها وفي سبيل التصدي لهذه الإشكالية تجند طاقاتها المادية والبشرية للقضاء على هذه الإشكالية الفكرية التي تحد متى ما وجدت من مستوى النمو والتطور والسير نحو الأفضل وبالتالي فان السبيل إلى إيجاد مجتمع حضاري ناهض في كافة معطياته هو تخليص هذا المجتمع بكافة طبقاته من هذه الأمية وسلبياتها، وبلادنا بفضل الله أولا ثم بفضل الجهود الكبيرة لحكومتنا الرشيدة أولت هذا الجانب منذ فترة طويلة عناية واهتماماً كبيرين، مما أدى إلى السير قدما وبخطوات سريعة للحد من هذه الإشكالية الممقوتة وبالتالي أصبح لدينا نقلة كبيرة في هذا الجانب والتي كان لهذا الانتشار الكبير في مدارس محو الأمية وكذلك الحملات الصيفية المكثفة التي تجوب الصحاري والقفار والقرى النائية، كل هذا أدى بفضل الله إلى الحد من هذه الظاهرة أو التقليل منها.. ما دعاني إلى اجترار هذا الحديث حول الأمية بشكلها العام هو هذا الغياب الكبير عن المشاهد البصرية «المعارض الفنية» التي تقام هنا وهناك وبشكل يدعو للأسف، حيث إن ذلك يعتبر نوعاً من الأمية الثقافية التي يجب القضاء عليها وهي «الأمية البصرية» ان جازت التسمية، فمن خلال متابعتنا وإشرافنا على الكثير من المعارض التشكيلية سواء هنا في الرياض أو في جدة أو في الشرقية أو في غيرها يلاحظ هذه الظاهرة بنسب متفاوتة، وهذا بلا شك مؤشر غير إيجابي في ظل هذا النمو الحضاري الذي نعيشه في كافة المجالات والذي لا يتعارض مع عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الأصيلة. إلا أن الثقافة البصرية لا تزال تراوح مكانها أي أن التذوق الجمالي وإدراك الجمال لا يزال عاجزاً عن ملاحقة القفزة الحضارية التي نعيشها، وبالتالي أصبح لدينا ومن منظور شخصي عقم في هذا الجانب وأصبح لدينا وبكل آسف «أمية بصرية» كما أسلفت، وما نعاني منه نحن هنا يعاني منه آخرون سواء في بلادنا العربية أو في سواها من الدول ولكن بنسب متفاوتة أيضا. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |