السذاجة المفتعلة أحبولة الأذكياء ينشرون خيوطها في مهارة وحذق، ليصطادوا بها الأبرياء ذوي القلوب الطيبة، والنوايا الحسنة، والطوايا السليمة.
يلقاك مفتعل السذاجة ببراءة الاطفال، وطهارة النساك لا ليدفع بك في اول لقاء الى فخه الرهيب، ولكن لينتزع منك القناعة بسذاجته .. ولتتحدث نتيجة لهذه القناعة عنه في كل مجتمع.. وندى وسامر..
وينطلق هو، لا ليغسل الأفكار عما علق بها من وصف له بالسذاجة، ولكن ليرسخ هذا المفهوم عنه.. عندما يحييك وغيرك تحية طويلة.. تعقبها انحناءة - فحركة احترام ساذجة تنتهي بخطوتين الى الوراء فيهما الكثير من مظاهر البلاهة، والدروشة.
كثير هم أولئك الذين يلونون حياتهم، لا رغبة في تجديد مسلكهم في الحياة، ولا بحثا عن متعة - ولو متخيلة - فيما عسى ان يكون في ذلك التلوين!
السذاجة عذبة في ايامها الغابرة يوم كانت القلوب بيضاء كثلوج الشتاء على قمم الجبال الشاهقة.. ويوم كانت النفوس طاهرة لا تعرف الا الصراحة والصلاح، ولا تعشق الا الفضيلة والايثار، ومكارم الأخلاق!!
والسذاجة في عصر الذرة والشيطنة والالتواء سبيل اللصوص، وخلق بات القاؤه خيرا من ممارسته، والتحلي به، فلنحذر السذاجة كي لا نتهم باحتقاب الشر والرغبة في الايقاع بالآخرين، وتحقيق مآربنا على حساب خلق كريم لم يعد في هذا العصر كريما.
|