Wednesday 15th January,2003 11066العدد الاربعاء 12 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التدخين من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب التدخين من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب
ضيق شرايين القلب يؤدي إلى الجلطة والرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء!!

  يعيش كثير من الناس حياة رغيدة ملؤها السعادة ليروا أحفادهم وربما أولاد أحفادهم، ويموت آخرون بالأزمة القلبية في مقتبل الحياة أوفي أوائل الأربعين من أعمارهم، ولاشك أن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تزيد من احتمال حدوث مرض تضيق شرايين القلب، ولكن، لحسن الحظ، فإن كثيرا من هذه العوامل يمكن تفاديها أو على الأقل التقليل من خطورتها.
حقائق عن أمراض القلب
- نقص التروية أو بمعنى آخر مرض تضيق شرايين القلب الذي يؤدي إلى الإصابة بالجلطة (احتشاء عضلة القلب) هو من أكثر أسباب الوفيات بين النساء والرجال على حد سواء ، وقد أصبح هذا المرض الهاجس الأكبر في كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية في العالم، وخاصة بعد ازدياد معدل عمر الإنسان بسبب تقدم الخدمات الطبية.
- تصلب الشرايين: وهي عملية مستمرة لتضيق الشرايين تزداد على مر السنين نتيجةلترسب الكوليسترول في جدار الأوعية الدموية.
- احتشاء عضلة القلب (الجلطة): هو انسداد كامل لأحد شرايين القلب المتصلبة وانقطاع مرور الدم المغذي لجزء من عضلة القلب، مما يؤدي الى تلف هذا الجزء وتحوله الى نسيج ليفي يسمى الندبة.
العوامل التي تؤدي إلى نقص التروية واحتشاء عضلة القلب:
1-عوامل لا يمكن التحكم بها:
-العامل الوراثي (حيث ان مرض القلب تتوارثه الأجيال)
-الذكور أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من النساء.
- تقدم العمر
2-عوامل يمكن تغييرها أوالتحكم بها:
-ارتفاع الضغط الشرياني
- زيادة كوليسترول الدم
- مرض السكري
- عدم الحركة والنشاط
-التدخين....وهو من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب، حيث ان المدخنين أكثر عرضة (وبنسبة مضاعفة) للإصابة باحتشاء عضلة القلب مقارنة مع غير المدخنين، وتزداد نسبة الخطورة عندما يكون التدخين مصحوبا بأحد العوامل الأخرى مثل ارتفاع الضغط الشرياني أوزيادة كوليسترول الدم.
أعراض نقص التروية وتصلب شرايين القلب
العرض الرئيسي الذي يشكو منه مريض نقص التروية هو آلام في منطقة الصدر تعرف (بالذبحة الصدرية)، وتوصف أحيانا بثقل شديد أوضغط أوحرقة في الصدر، وتتركز هذه الآلام عادة خلف عظم الصدر وتنتشر أحيانا إلى الطرفين العلويين، وخاصة الطرف الأيسر، وقد تمتد إلى العنق والفك السفلي وأعلى البطن0 ويعزى سبب هذه الآلام إلى وجود نقص حاد في كمية الدم المحملة بالأكسجين بسبب ترسب حبيبات الكوليسترول في شرايين القلب وبالتالي نقص مرور الدم المغذي لعضلة القلب.
هذه الآلام هي السبب الأساسي الذي يدفع المريض لمراجعة طبيب القلب للاستفسار وتقصي حقيقة الألم، ورغم ذلك كله فهناك فئة من الناس تصاب بنقص التروية وحتى باحتشاء عضلة القلب دون أعراض.
تحدث الآلام عادة أثناء بذل الجهد أوبسبب الإرهاق النفسي، وقد تحدث أثناء الراحة أيضا في بعض الحالات الشديدة.
أعراض احتشاء عضلة القلب
تحدث الأزمة القلبية أواحتشاء عضلة القلب نتيجة لانسداد مفاجئ في أحد شرايين القلب مما يؤدي إلى تكون خثرة وانقطاع الدم والأكسجين عن جزء من عضلة القلب، يعاني المريض أثناءهما من آلام شديدة في الصدر مصحوبة بتعرق بارد وغثيان، وتستمر هذه الحالة لفترة تتجاوز نصف الساعة، واذا لم يسعف المريض في الوقت المناسب فسوف تتكون ندبة دائمة تضعف فيها عضلة القلب عن أداء وظيفتها.
الفحوصات المخبرية والسريرية للكشف عن نقص التروية:
ليس هناك فحص مخبري أوسريري واحد يؤدي إلى اكتشاف نقص التروية بل هناك اختبارات متعددة نذكر منها مايلي:
1-الفحص العام للقلب وغالبا ما يكون سليما،2- اختبار الدم الذي يكشف عن وجود الكوليسترول ونسبته في الدم وكذلك عن أمراض أخرى مثل السكري وغيره، وهناك أيضا فحص انزيمات القلب الذي يساعد في تشخيص أزمة القلب الحادة.
3-إجراء رسم القلب ECG.
4-اختبار بذل الجهد وهواختبار بسيط نسبيا وغير مكلف، ويتم خلاله إجراءرسم القلب أثناء سير المريض على سير متحرك وزيادة سرعته تدريجيا، وفي حال وجود تضييق في الشرايين تظهر علامات مرضية في تخطيط القلب، إن فعالية وحساسية هذا الاختبار للتشخيص قد لا تتجاوز 70% ، لذلك فإن النتائج تكون غير دقيقة أولا تفصح تماما عن وجود تصلب وتضيق في شرايين القلب.
5-الفحص بالموجات فوق الصوتية ECHO وهو يعتمد على استقبال الموجات الصوتية الصادرة عن القلب ومن خلاله يمكن الكشف عن انسداد سابق في الشرايين أوضعف في حركة القلب نتيجة لتضيق الشرايين.
6- فحص الثاليوم (THALIUM) وهواختبار يمكن إجراؤه عندما لا تكون الاختبارات السابقة كافية لتشخيص نقص التروية، ويتم في هذا الاختبار حقن المريض عن طريق الوريد بمادة ملونة أثناء بذل الجهد تمتصها عضلة القلب ثم تؤخذ صور خاصة للقلب على مرحلتين لمعرفة وجود نقص التروية ونسبتها.
7-التصوير الطبقي بالشعاع الإلكتروني: (EBT) يعتمد هذا الفحص المتطور على قياس درجة ترسب مادة الكلس في جدار الشرايين وعلاقته الوطيدة بمرض شرايين القلب، وهذا الفحص فريد من نوعه من حيث سرعة أدائه وفائدته في الكشف المبكر عن تضيق شرايين القلب في مختلف مراحله بدءاً من المرحلة المبكرة التي لا يعاني فيها المريض من أية أعراض ووصولا الى المرحلة المتقدمة التي تسبق احتشاء عضلة القلب.
8- قسطرة القلب التشخيصية وهي تعتمد على إدخال أنبوب دقيق عبر شريان الساق ومن خلاله إلى شرايين القلب ثم تحقن مادة ظليلة في هذه الشرايين، ويتم التقاط صور بكاميرات خاصة لدراسة شبكة شرايين القلب بشكل دقيق ومفصل جدا، يحسب من خلالها درجة ومكان التضييق للشريان المغذي للقلب.
كيفية علاج نقص التروية وتضيق الشرايين
تختلف طرق معالجة نقص التروية حسب شدة الأعراض التي يشكو منها المريض ، فالبعض يعالج ببساطة عن طريق اتباع نظام حياتي معين مع أخذ بعض الأدوية عن طريق الفم، أما الحالات المتطورة، فإنها غالبا ما تحتاج إلى إجراء توسيع الشرايين بالبالون وتركيب الدعامات، أوإلى عملية القلب المفتوح.
إن اتباع نظام حياتي خاص واللجوء إلى الغذاء الصحي الذي يحتوي على قليل من الدسم والدهون وتخفيف الوزن من شأنه أن يساعد في تخفيف ضغط الدم الشرياني ويقلل من تدهور الذبحة الصدرية، ويحتاج مرضى نقص التروية إلى الرياضة المنظمة التي تساعد على تنشيط عضلة القلب، كما أن الابتعاد عن التدخين يقلل بشكل فعال من احتمال حدوث جلطة القلب أو تكررها.
العلاجات المستخدمة في
نقص التروية
هنالك الكثير من الأدوية التي تخفف أعراض نقص التروية (الذبحة الصدرية) وتتحكم بها نذكر منها الأدوية الحاصرة بيتا
( Beta Blockers) التي تخفف إجهاد عضلة القلب، وهناك أدوية أخرى تعمل على توسيع الشرايين وتنشيط عضلة القلب، كما أن الاسبرين قد أثبت فوائده على منع تكون خثرة في شرايين القلب.
أما المرضى الذين يعانون من ارتفاع في نسبة كوليسترول الدم رغم بذل الجهود الحثيثة لخفضه فينصحون بأخذ الأدوية اللازمة لتخفيض الكوليسترول، أما المصابون باحتشاء عضلة القلب فإن لهم أدوية إضافية أخرى تساعد على تحسين أداء عضلة القلب في ضخ الدم ومنها مدرات البول وغيرها. ولا تنحصر مهمة طبيب القلب في إعطاء الدواء فحسب بل بشرح كيفية أخذ الدواء والأعراض الجانبية التي تنجم عن تناوله، فالزيارة المنتظمة للطبيب تساعدالمريض على الالتزام بأخذ الدواء والطبيب على اتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب.
يعيش الكثير من مرضى نقص التروية سنوات طويلة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي أو توسيع الشرايين عن طريق القسطرة ولكن الجراحة تكون أحيانا هي الملاذ الوحيد لتخفيف أعراض تضيق شرايين القلب، ولا بد في هذا المجال أن نذكر أن عملية توسيع الشرايين قد تطورت بفضل التقنية الحديثة وأصبح من السهل إجراء هذه العملية بوقت قصير وبنتائج جيدة، ومكنت نسبة كبيرة من المرضى من ممارسة حياتهم بشكل فعال ونشيط دون اللجوء للعمل الجراحي.
نظرة إلى الحاضر والمستقبل
لقد أحرز الطب عبر السنوات الأخيرة تقدما باهرا في مجال علاج أمراض القلب، فتضاءلت نسبة الوفيات الناتجة عن احتشاء عضلة القلب بشكل كبير بسبب ابتكارالأدوية الجديدة التي تذيب الخثرات، وتوسيع الشرايين بالبالون والتطورات الحديثة في عمليات القلب المفتوح.
هذا وإننا نحرز تقدما ملحوظا في الوقاية من أمراض القلب وذلك بالعلاج المحكم لكل من ارتفاع الضغط وزيادة الكولسترول وغيره ليمنع أو يخفف من حدوث وتفاقم مرض شرايين القلب .
وقد يستخدم التصوير الطبقي بالشعاع الإلكتروني للكشف المبكر عن مرض تضيق الشرايين وليكون ضمن الفحص الدوري السنوي للأشخاص الأصحاء، فليس علينا إلا أن نراقب عن كثب الاكتشافات والتطورات الجديدة التي ربما تلوح في الأفق القريب.

(*) استشاري أمراض القلب والقسطرة مستشفى المملكة
العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved