|
الإسلام دين التآخي والترابط وهو حينما يحث الإنسان المسلم على صلة الرحم ويرغّب فيها إنما ينشد صلاح المجتمع وتآلفه ولا أدل على ذلك من حثه على التواصل والترابط عن طريق الأمر بصلة الرحم ليعيش المجتمع الأسري حياة سعيدة تكلؤها عناية الله وتحفها رعايته وقد أرشد ديننا الحنيف الى ذلك فقال تعالى: {وّاتَّقٍوا اللّهّ الَّذٌي تّسّاءّلٍونّ بٌهٌ وّالأّرًحّامّ} [النساء: 1] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى، قال فذلك لكِ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرأوا إن شئتم {فّهّلً عّسّيًتٍمً إن تّوّلَّيًتٍمً أّن تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّرًضٌ وّتٍقّطٌَعٍوا أّرًحّامّكٍمً (22) أٍوًلّئٌكّ الذٌينّ لّعّنّهٍمٍ اللّهٍ فّأّصّمَّهٍمً وّأّعًمّى" أّبًصّارّهٍمً (23)} وقال صلى الله عليه وسلم «من أراد ان يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»، وقال عليه الصلاة والسلام «لا يدخل الجنة قاطع» أي قاطع رحم.. والأدلة على ذلك كثيرة كلها تحث على صلة الرحم وترغب فيه وتوعد الله قاطع الرحم بعدم استجابة دعائه وتعجيل العقوبة له في الدنيا غير ما يدخره له في الآخرة.. على أن صلة الرحم تتفاوت من طرف لآخر حسب القربي فالآباء والأمهات والاخوان والأخوات والأعمام والعمات والخالات من أقرب الناس للإنسان.. وعليه يجب تعهدهم بالزيارة والسؤال عن حالهم وقضاء حوائجهم وتقديم المساعدة لهم من استطاع الى ذلك سبيلا لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. على انه لا يشترط في صلة الرحم ان تصل من وصلك وتقطع من قطعك لأن ذلك غير ما ارشدنا اليه الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي يصل من قطع» او كما قال صلى الله عليه وسلم من هنا ندرك ان الإسلام حينما شدد على صلة الرحم ورغب فيها وحث عليها انما ينشد من وراء ذلك صلاح الأسرة والمجتمع حتى يعيشوا في وئام تربطهم الوشائج القوية والمحبة والألفة والإسلام لا يأتي إلا بخير.. جعلنا الله ممن يصل رحمه ويستمع الى أحسن القول فيتبعه.. والله الهادي إلى سواء السبيل. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |