أقبل فصل الشتاء بكل ما يحمله من مفاجآت وتقلبات في أجوائه وطقوسه المتداخلة بين برد قارص ودفء خادع وسيل جارف وصحو مؤقت.
وجبلنا نحن أبناء هذا الوطن بالحرص على الاستمتاع بهذا الفصل يدفعنا حب شديد إليه دون الاكتراث بما يحمله ويخبئه لنا من مخاطر ومفاجآت يذهب ضحيتها العديد والكثير من راغبي الاستمتاع بهذا الفصل الجميل ممن تناسوا وأهملوا سبل السلامة والوقاية والحذر الذي دعانا إليه ديننا الحنيف حتى أصبح الإهمال وعدم المبالغة عنوان الكثير منا فهذا سائق توفي ومعه سبع معلمات بسبب إصراره واستهتاره بواد سيله جار وهذا أب يفقد حياته ومعه كامل أسرته نتيجة وضعه الفحم داخل غرفة النوم وهذا حريق يأتي على منزل بما فيه من أرواح وممتلكات لأن الدفاية وجدت الفرصة لإشعاله بعد نوم الجميع بقيت وحيدة دون رقيب ..أتعلمون أن الدفايات ومواقد التدفئة لا تفوت أي فرصة تلوح في الأفق للقضاء على من حولها وفرصتها دائماً لا تكون إلا إذا تركت دون رقيب وأفضل تلك الفرص التي تعد فرصاً ذهبية لها «لا تدعها تفوتها» إذا تركت مشتعلة والناس من حولها نيام فهي لا ترتاح حتى تأتي عليهم بالتمام والكمال في ظرف دقائق معدودة ويصبح الجميع في خبر كان ياما كان.
نعود أعزائي لأنواع وعينات من المستهترين وغير المبالين بمخاطر هذا الفصل ومنهم من يدعي حب أسرته ويذهب بها إلى نزهة برية ويختار لها أكثر المواقع خطراً وأظنكم ستقولون الجلوس قرب الغدران لكثرة ما سمعتموه من حوادث غرق لأسر بأكملها فكل عام نقرأ التالي: سقط الطفل الصغير والبالغ من العمر 6 سنوات فأراد أخوه الأكبر منه والبالغ عشرة أعوام إنقاذه فسقط معه فلحقت به أخته البالغة 14 عاماً فلما شاهدتها الأم حاولت هي الأخرى فلحق بها الأب مسرعاً فكان آخر الضحايا. هذه عينات لضحايا هذا الفصل الجميل وهناك الكثير من النماذج التي لا تسمح المساحة لذكرها وبإمكان القارئ الكريم الاطلاع عليها من خلال ما ينشر في الصحف اليومية وما يسمعه في المجالس من روايات متجددة وبصور وأخطاء متكررة دون الاكتراث أو الاعتبار منها.
لحظة عزيزي القارئ .. قد لا تستطيع قراءة آخر هذه القصص المأساوية فقد تكون أنت بطل هذه القصص لا سمح الله إن لم تتدارك نفسك وتعتبر من غيرك.
مع السلامة.
|