** كم من الرجال تستطيع المرأة ان تقول وهي تتعامل معه: إن لهذا الرجل أخلاق الفروسية.. أو إن لهذا الرجل أخلاق فارس..
** وأخلاق الفرسان هي تلك الأخلاق التي تنبع من رجل يقدر المرأة وخصوصيتها ورهافة مشاعرها وينتقي مفرداته وأساليبه وهو يتحدث معها او يتعامل..
** وللرجل في مخيلتي مكانته وقدره فالقوامة أمر رباني احتكم اليه وارضى به ثم ان لكل الرجال الذين انزروعوا في تفاصيل حياتي منذ الطفولة وحتى الآن هم من اولئك النبلاء الذين لهم حقاً اخلاق الفرسان..
يعفون عن إيذاء المرأة.. ويقدمونها على أنفسهم ويمنحونها كل تقديرهم واحترامهم..
** نجد تلك التي تسربت الى عروق دمي واتخذت لها من القلب مظلة وفيئاً وظهرت حشائشها في أطراف أصابعي..
هي التي وهبتني سلسلة ممتدة من رجال لهم أخلاق النبلاء وملامح الصحراء..
أباً وأخاً وزوجاً.. وزميلاً في عمل من وراء حجاب.. وحين أجد نموذجاً يخرج عن النسق.. تستيقظ البدوية داخلي.. تظهر نجد الصلدة..
التي تعارك من أجل بقاء الصورة النقية لرجل هو رفيق درب في وطن يغدق على ذكوره بذات القدر الذي يعامل به إناثه..
** لم أحلم يوماً أن أكون رجلاً ..
حتى مع نزف الكتابة الأول..
والأحلام الضاجة بملامح الشباب المتسرعة.. لأنني نشأت في بيئة تعامل فيها المرأة على أنها أخت الرجال وبنت الرجال وهي خطوة خطوة تسير معهم وليس خلفهم..
** حين يداهم «الغبش» هذا الملمح الجميل في ذاكرتي.. وحين أجد ما يناقض الصورة البيضاء للرجل في مخيلتي.. فإنني لا أشفق على نفسي بقدر ما أشفق على المرأة التي يطويها هذا الرجل أو ذاك في عباءته وهي تحتمي به وكأنما تحتمي من الرمضاء بالنار..
** فليس أقل من يعود كثير من الرجال الى مرجعية أخلاق الفرسان وملامح الصحراء ليعرفوا كيف يتحدث ويتعامل الرجل مع كائن له قدره ومنزلته وكينونته الإنسانية، المحفوظة في الدين والمجتمع الذي يدعى باختصار «امرأة».. وهذا يكفي!!.
|