لا يمكن لأي منصف.. إلا أن يشيد بنجاحات المرور داخل مدينة الرياض.. رغم ما تشهده هذه المدينة من تضاعف في عدد السكان وعدد السيارات وعدد «الغشمان» وعدد الدوائر وعدد الهيئات والمؤسسات وحجم العمل.. والشوارع هي الشوارع.. والميادين هي الميادين لم تتوسع ولم تزدد.
** لا يمكن لأي منصف حتى وإن اختلف مع المرور في بعض الأمور.. إلا أن يشيد بخطوات المرور في السنوات الأخيرة.. ويشيد بالخطوات التي اتخذها لحلِّ الكثير من المشاكل العالقة سابقاً.
** ولعل من أبرز مزايا المرور في إدارته الجديدة.. أنه صار يركِّز على الدراسات والإحصائيات والأرقام.. وينطلق من الحقائق والمعلومات الدقيقة ثم يدفع بتلك المعلومات لخبراء مختصين متمرسين.. وعندها.. تكون القرارات الصائبة التي عايشناها وما زلنا نعايشها..
** آخر قرار صائب وحكيم سنَّه المرور.. هو منع.. أو لعله تنظيم دخول الشاحنات وتحركاتها داخل العاصمة.. وضبط الأوقات بكل دقة.. بعد أن تم دراسة الوضع دراسة جيدة مستفيضة.. ليصل المرور إلى هذا القرار الصائب الرائع الحكيم.. الذي هو محل ارتياح خمسة ملايين شخص داخل مدينة الرياض.
** وهذا القرار الحكيم.. لم يكن يضر بأحد.. حتى أصحاب الشاحنات أنفسهم.. سيجدون أنفسهم يدخلون ويتجولون في أوقات محددة.. بعيداً عن الزحام والمشاكل والاختناقات.. وسيقضون حاجياتهم ويفرِّغون أو يحمِّلون شحناتهم بكل ارتياح..
** المرور.. حدد هذا بكل دقة بعد دراسة شاملة تمخضت عن هذا القرار المدروس.. حتى لا تكون المسألة كما تعوَّد الناس في السابق «مجرد حَمْشَةْ مرور».
** لقد كانت هذه الشاحنات «بِتْرابها.. ودخانها.. وخْياسْها» تسرح وتمرح.. وتصول وتجول بشكل عشوائي غير منظَّم.. فتسبب جملة من المشاكل من أبرزها:
** أولاً: مضاعفة الاختناقات والزحام في أوقات الذروة وتسبب زحاماً شديداً.. لأن سير هذه الشاحنات الضخمة بطيء وتحركها صعب.. وبعض أو أكثر سائقيها من فئة «غشيم».
** ثانياً: تسبب هذه الشاحنات في حوادث مميتة.. بل كوارث مهلكة وداخل مدينة الرياض.. وقد شاهدنا وعايشنا أكثر من حادث مروِّع بسبب هذه الشاحنات التي تصول وتتحرك دون ضوابط.
** ثالثاً: أن تحركها في أوقات الذروة.. يساهم في ضخ مواد سامة من عوادمها.. ويستنشقها الناس الذين يتكاثرون هذا الوقت.. وفي تحديد وقت معين لدخولها.. يكون الناس قليلين يستريحون من هذه العوادم والسموم القاتلة.
** رابعاً: أن هناك أوقاتاً خلال ال«24» ساعة اليومية تكون الحركة في الرياض شبه متوقفة.. فلماذا لا تستثمر هذه الأوقات لتلك الشاحنات؟
** وهناك إيجابيات كثيرة لم تفت بالطبع على المرور..
** شكراً لمرور الرياض.. وللإدارة العامة للمرور ممثلةً في إدارتها الشابة ومديرها النشط العميد فهد بن سعود البشر.. ذلك الإنسان الذي عايش الرياض منذ ولادته.. وعايش المرور منذ تخرُّجه من الكلية وهو ملازم ثانٍ وحتى اليوم.. وصار من أبرز خبراء المرور.
| 
