في ليلة سوداء تنافس ظلمة القبر، أسرَّ لي صديق أن شيخاً مهتماً بالأعشاب ركَّب عدة أدوية لعدد من الأمراض المستعصية ومن بينها دواء الضعف الجنسي -أو إذا أردنا الدقة- على رأسها دواء الضعف الجنسي. لم يخف صديقي فرحته بهذا الدواء رغم أنني ذكرته بأن الفياجرا وأشقاءها موجودون ولله الحمد. ولأن صديقي إنسان لا يحب الغرب ولا يؤمن بكل ما قدموه للبشرية إلا مضطراً. انبرى يدافع عن أعشاب الشيخ ومركباته مؤكداً أنها أبلغ أثراً وأعظم فائدة وأقل ضرراً، بل لا ضرر من ورائها البتة، شعارها «أملأ الليل جمالا والنهار اطفالا» حتى أنه قال من فرط حماسه لأعشاب شيخه إنه إذا توزعت وتعممت هذه الأشعاب على سائر العباد فإن هذا سيعني تفاقماً في غلاء المهور على قاعدة العرض والطلب، حيث سيستعيد العجوز صباه والصبي سيضاعف إمكانياته.
وهذا سيؤدي الى مراجعة شاملة للزوجات القديمات، وإعادة ترتيب أوراق بعثرها الزمن على خلفية مشاكل الباءة. وهذا ما دفع الشيخ -حفظه الله- الى تجنب الإعلان عن دوائه العجيب وقصره على المحتاجين جداً. ولكي يثبت الشيخ صدقه مع عملائه ويبرهن لهم انه لم يضف الى دوائه أي مادة كيميائية تركه في شكله الأولي، أي في صورة أعشاب غير مطحونة بحيث يتم تناوله بالمضغ بنفس الطريقة التي تستخدمها البقرة عند تناولها لوجباتها العشبية «غير النفيع». والشيخ للمعلومية هو أول من جرب هذا الدواء على نفسه كما يفعل العلماء الكبار في العالم مما اضطره في النهاية الى الزواج من اربع شابات وهو في السبعين من عمره، أعاننا الله وإياه. ويقرر صديقي ان الشيخ لم يتزوج من اربع لأنه اصبح ثرياً كما هي عادة التجار وعلية القوم ولكن لأن الدواء كان مفعوله قوياً. ومشكلة هذا الدواء انه لا يمكن العودة من تأثيره. فمن تناوله بالطريقة البقرية التي يشرحها الشيخ بالتفصيل سيدخل في رغبات حب جنونية تراوح بين وقاحة التيس وأنانية الأسد، والشيخ -أمدَّ الله في عمره- يعمل الان على اختراع دواء مضاد لهذا الدواء يبطل مفعوله اذا لزم الامر حتى لا يستأثر التجار بالزواج ويتركون الفقراء يهيمون بأعشابهم السحرية في الدول الأجنبية من أجل زواج ميسور.
ويرى صديقي أنه قد حان الوقت بالنسبة لمجلس الشورى ان يضع في أجندته مسألة أعشاب الشيخ السحرية حتى لا تكون قراراته المتعلقة بالمرأة متخلفة عن حركة التطور العلمي والبحثي في المجتمع، وحتى لا يدخل مجلس الشورى في صراع مع الشيخ فمجلس الشورى كما نعرف يعمل على تخفيض الأسعار في الوقت التي تدفع فيه أعشاب الشيخ الى تفاقم الطلب وبالتالي رفع الأسعار والله المستعان.
فاكس 4702164
|