Wednesday 15th January,2003 11066العدد الاربعاء 12 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
الوعي بكلِّ شيء
د. خيرية السقاف

لا أحسب أنَّ النَّاس بحاجة فقط لأن يدركوا أهمية المرحلة التي نعيشها و«الحاجات» التي طرأت على الإنسان كي يمارس سلوكاً مختلفاً في عاداته التي ألفها... بل لا بدَّ أن تفنَّد له هذه الحاجات، وأن تفصِّل له عاداته السُّلوكية الخاطئة... حيث عليه البدء «فوراً» في تغييرها سواء كانت في التَّعامل مع أسلوبه الغذائي، وكميات استهلاكه من الغذاء، بل نوع الأغذية التي يتناولها، أو كانت في التَّعامل مع قطرات المياه يسكبها حيثما حلَّ، وكيفما شاء، بل إن عليه أن يغيِّر من منهجه في مواصلاته، وأثاث بيته، وعدد قطع ملابسه، «وكمالياته» بدءاً بنوع الصَّابون الذي يستخدمه وعطوراته، وأجهزة اتصالاته، وأحذيته، بل الورق الذي يستهلكه في التَّنظيف أو حتى الكتابة...، وربَّما يقول قائل: إنَّه يحتاج إلى التَّعامل بشكل آخر حتى مع الهواء الذي يحيطه، والتُّراب الذي يتفاعل بذرته مع كلِّ مسامة ومنفذ وسطح وجوف ما يلتحم به هذا الإنسان.
الحياة لم تعد طالبة ولا الدنيا عارضة..
بل مطلوب لها أن تكون بالشَّكل الذي يتناسب ومتغيّرات الزَّمن، والمرحلة، تلك التي أثَّرت في، بل غيَّرت من نوع الحاجات، وبالتَّالي تتطلَّب التَّغيير في نوع التَّعامل الذي هو سلوك الأفراد... وعاداتهم.
وعادة ما تتبدلَّ العادات مع تبدُّل التَّعامل مع متغيِّرات الحياة...
فما كان لم يعد،
وما يقوم لم يكن،
والإنسان هو الفاعل في كلِّ شيء من أموره الخاصَّة والعامَّة التي تنوء بما هي عليه سيرورة المجتمع في نهج سلوكه، وعاداته، بل نمط أخلاقه التي تنبي عن مدى اكتسابه من أدبيات الحضارة، أو خسارته فيها.
من هنا لا نحسب أن ما يُثار من قضايا احتياج المجتمع إلى تبدُّل مستوى الوعي فيه على سبيل المثال في التَّعامل مع «المياه»، إلا فسيلة في حزمة ما تحتاجه تربة المجتمع من فسائل الوعي بكلِّ شيء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved