* تونس واس:
نيابة عن فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية افتتح معالي وزير الداخلية والتنمية التونسي الهادي مهنى امس الأول اعمال الدورة العشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب. ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وفد المملكة العربية السعودية في اجتماعات الدورة. وقد رحب فخامة الرئيس زين العابدين بن علي في بداية كلمته بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز معربا عن تقديره لما يؤديه سموه من خدمات جليلة في توجيه شؤون المجلس بفضل ما يتحلى به من حكمة وبعد نظر. واشار فخامته في كلمته التي القاها نيابة عنه معالي وزير الداخلية والتنمية التونسي الى الظروف العالمية البالغة الدقة والتأثير خصوصا منطقتنا العربية التي تواجه العديد من التحديات وفي مقدمتها ما يعانيه الشعب الفلسطيني من وطأة الاحتلال الاسرائيلي والاغتيالات والاعتداءات اليومية المتكررة على مؤسساته و املاكه مضيفا الى ذلك الاخطار المحدقة بالعراق التي تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
ودعا الرئيس التونسي الاطراف الفاعلة على الساحة الدولية الى التحرك الحازم للاسراع بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتوفير الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد للسلام العادل والشامل والدائم لشعوب المنطقة كافة.
وجدد الرئيس تأكيد تونس على اهمية معالجة القضية العراقية بالطرق السلمية و في اطار الحوار بين الامم المتحدة والعراق معتبرا ادراج مكافحة التطرف والارهاب ضمن جدول اعمال الدورة الجديدة لمجلس وزراء الداخلية العرب تجسيدا لاهتمام المجلس بكل ما له صلة بمناعة الامة العربية وسلامة امنها خاصة بعد احداث الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001م وما خلفته من آثار خطيرة على الامن والاستقرار في العالم. واكد الرئيس التونسي ان الاوضاع العالمية الراهنة والتحولات العميقة تدعو بلداننا اكثر من اي وقت مضى الى مزيد من ترسيخ التماسك الاسري والتوازن الاجتماعي وتوفير الامن والاستقرار.
ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين.
اصحاب المعالي وزراء الداخلية..
امين عام مجلس وزراء الداخلية العرب..
اصحاب السعادة اعضاء الوفود.. ايها الاخوة الافاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسرني في مستهل هذا اللقاء الاخوي ان ارفع باسم مجلسكم الموقر اسمى آيات التقدير والاجلال لفخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئيس جمهورية تونس الشقيقة لما يحظى به هذا المجلس وامانته على الدوام من رعاية كريمة من لدى فخامته، وما نحاط به من كرم ضيافة وحسن استقبال من هذا البلد المضياف قيادة وشعبا، والشكر موصول لمعالي وزير الداخلية التونسي الاخ الهادي مهنى لما يبذله من جهود حثيثة في سبيل تهيئة فرص النجاح لهذا اللقاء الذي يتطلع الجميع لما يمكن ان يسفر عنه من نتائج ترضي تطلعات امتنا العربية قيادة وشعوبا وتكون على مستوى التحديات التي تواجهنا اليوم.
ايها الاخوة..
ان مسؤولياتنا في هذا المجلس «كما تعلمون» مسؤوليات جسيمة بطبيعتها وقد اخذت هذه المسؤوليات تزداد تعاظما وجسامة في ظل ما استجد من متغيرات عالمية اختلطت فيها المفاهيم وسادت معها الشكوك وتنامت بقسوتها روح العداء لهذه الامة وثوابتها وبتنا «في عين الآخر» امة وافرادا مدانين بتلك التهم مالم تثبت براءتنا منها.. ولم يقف الامر عند هذا الحد من التجاوز بل اصبحت امتنا تحاكم عبر وسائل الاعلام العالمية اناء الليل واطراف النهار دون ان تتاح لنا الفرصة لتبيان الحقائق كما هي وابداء وجهة نظرنا للآخرين.
اصحاب المعالي.. الاخوة الافاضل.. ان الوطن والانسان في عالمنا العربي محاط بمتغيرات كثيرة خارجية وداخلية القت بظلالها على امننا الاجتماعي وباتت تستدعي منا اليقضة التامة والتحرك من خلال منهجية علمية مدروسة تستوعب متطلبات الامن العربي وتعمل على بناء رأي عام مستنير يعتمد في الاساس على روح التعاون المشترك بين المواطن ورجل الامن وتفهم كل منهما لاهمية دور الآخر وذلك ان الحفاظ على الامن هو مسؤولية مشتركة ينبغي ان يسهم فيها المواطن جنبا الى جنب مع رجل الامن باعتبار ان ذلك واجب ديني ووطني واخلاقي وانساني وبحكم المصير الواحد فان مقتضيات امن امتنا العربية يتطلب بالضرورة اتساع مسارات التعاون بين وزارات الداخلية في دولنا العربية والذي تتأكد حتميته واهميته في ظل ما تواجهه دولنا من تحديات امنية تستوجب ان نعرف مكامن الضعف في محيطنا الامني ونصلحها كما نعرف مواضع القوة ونعززها بخطوات ثابتة تضمن بعد توفيق الله امن امتنا العربية واستقرارها.
ايها الاخوة..
ان عماد نهضة الامم واستمرار تقدمها هو شبابها.. ولاشك ان شبابنا العربي في ظل ما يحيط بهم من مؤثرات سلبية خارجية كانت ام داخلية بحاجة الى مزيد من التوعية والتحصين ضد كل ما يؤثر على فكرهم ومعتقدهم وسلوكهم ليظلوا على مستوى المسؤولية وادراك واجباتهم تجاه امن اوطانهم ومجتمعاتهم وان يكون شغلهم الشاغل هو كسب كل ما هو مفيد ونافع والبعد عن كل ما يضر بامتهم وان يكون لديهم الحصانة الفكرية ما يساعدهم على التمييز بين الضار والنافع وهي مسؤولية يشترك في تحملها كافة مؤسسات المجتمع وهيئاته ورجال العلم الشرعي والفكر والاعلام.
ايها الاخوة..
ان بنود اجتماع مجلسكم الموقر حافلة بالعديد من الموضوعات المهمة والتي منها ما يتعلق بموضوع الجرائم المرتكبة بواسطة الحاسبات الالكترونية ومشروع الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالجوانب الامنية المتعددة.. نأمل ان تجد نصيبها من البحث والتدقيق والنقاش العميق للخروج برؤية شاملة تقود الى تحقيق الاهداف المرجوة.. والغايات المؤملة من تبني مثل هذه الموضوعات.. كما يسرنا ان نلتقي بعد هذا الاجتماع في اجتماع مشترك مع اخواننا وزراء الاعلام في الدول العربية وفي خطوة مهمة تجسد بوضوح تقديرنا التام لاهمية دورهم في انجاح ما نقوم به من جهود حثيثة في خدمة الامن العربي المشترك واستقرار دولنا والتصدي لما نواجهه من مخاطر وتحديات جسيمة في ظل متغيرات دولية متلاحقة لها الاثر على امننا العربي ومن خلال طرح لا يتسم بالعدل والانصاف حوكمت من خلاله امتنا بتصرفات بعض ممن ينتمون الى ديننا ومجتمعاتنا ومن المقرر بهم الذين تأثروا بمؤتمرات خارجية ليس لمجتمعاتنا سببا فيها.. ومما يؤسف له ان مثل هذا البعض كان في نظر الآخرين نموذجا لواقع مجتمعاتنا بكل ما في هذا التصنيف من ظلم واضح وصريح دون ان ينظر اليهم باعتبارهم فئة خارجة عن مجتمعاتنا وقيمها ولا تمثلنا بأي حال من الاحوال.
ايها الاخوة..
اننا نتطلع بأمل كبير لما يمكن ان يسفر عنه هذا الاجتماع لنوجه من خلال ذلك رسالة واضحة للجميع تؤكد عزمنا واصرارنا على صيانة امننا العربي ومواصلة دورنا الطليعي في التصدي للجريمة بكافة اشكالها دون اعتبار لمصدرها ايا كان.. فعقيدتنا وقيمنا واخلاقنا اساس لحقوق الانسان وكرامته في كل زمان ومكان ولا تسمح بتجريم امة باخطاء فرد ولا اهدار حق الفرد لارضاء الامة فنحن «في حقيقة الامر» دعاة امن وسلام ولن نقبل بغير ذلك بديل.
وفي الختام ارجو الله لجمعكم المبارك التوفيق والسداد وان يهدينا جميعا الى ما فيه خير ديننا وامتنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك القى معالي الامين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان كلمة رفع فيها بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري للمجلس ولاصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على الدعم اللامحدود الذي يقدمونه للمسيرة الامنية العربية المشتركة.
واشار الى ان الدورة الحالية للمجلس تعقد في ظل احداث وتطورات دولية بالغة الاهمية والخطورة وفي مقدمتها الحملة التي تستهدف العرب والمسلمين وتتخذ باستمرار منحى تصاعديا وعدوانيا.
وقال «ان القوى المعادية للعرب والمسلمين تتخذ من تلك الاحداث تحت ستار شن الحرب على الارهاب وسيلة لتبرير كل الاعمال العدوانية التي تقوم بها ضدهم».
واستعرض الدكتور كومان الموضوعات المدرجة على جدول اعمال الدورة.
من جانب آخر افتتح الامير نايف ووزير الداخلية والتنمية المحلية بتونس وبحضور اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في الدول العربية المقر الجديد للامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية امس حيث ازاح سموه الستار عن اللوحة التذكارية.
بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لوزراء الداخلية العرب.
ثم توجه الوزراء الى قاعة الاجتماعات حيث شاهدوا فيلما وثائقيا عن المقر الجديد للامانة استعرض بالكلمة والصورة ما يتضمنه المقر من قاعات للاجتماعات وصالات استقبال ومكاتب ادارية.
اثر ذلك سلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز المجسم التذكاري الذي قدمه المجلس لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه ال ثاني امير دولة قطر عرفانا من المجلس بتبرع سموه بتأثيث المقر الجديد للمجلس وتسلم المجسم نيابة عن سموه معالي وزير الدولة للشؤون الداخلية بدولة قطر الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني.
كما تسلم سمو وزير الداخلية مجسما تذكاريا عرفانا من المجلس على تفضل سموه بالتبرع بالارض التي اقيم عليها المقر الجديد للامانة وقد تسلم سموه المجسم من الامين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان. كما تسلم سموه درعا تذكاريا من المجلس عرفانا بالدور الكبير الذي يبذله سموه في دعم المجلس وحرص سموه الدؤوب على تعزيز مسيرة المجلس لتحقيق اهدافه التي انشئ من أجلها. بعد ذلك سلم سمو وزير الداخلية والرئيس الفخري للمجلس دروعا تذكارية لاصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب التي قدمها لهم المجلس عرفانا منه وتقديرا لهم على دورهم في تعزيز مسيرة المجلس وتكريس الامن والاستقرار في الوطن العربي.
كما سلم سموه معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور احمد بن محمد السالم الامين العام السابق لمجلس وزراء الداخلية العرب درعا تذكاريا من المجلس تقديراً للجهود التي بذلها ابان فترة عمله امينا عاما له التي امتدت تسع سنوات. يشار الى ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز قد تبرع بقطعة الارض التي اقيم عليها المقر الجديد للامانة العامة للمجلس، وقد لقي هذا التبرع صدى طيبا من اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.
ويضاف هذا التبرع الى المبادرات التي يقدمها سموه للمجلس وامانته العامة ليحقق الاهداف التي أنشئ من اجلها وفي مقدمتها خدمة الامن العربي المشترك.
ويتكون المقر من طابق ارضي وثلاثة طوابق علوية فضلا عن طابق سفلي وقد اقيم في مكان مناسب يليق بالمجلس الموقر كما يتضمن بعض الجوانب التي تساعد الموظفين على العمل المريح خاصة وان القسم الاكبر منهم يعمل ساعات طوال نتيجة تزايد اعباء العمل ومهامه.
ويشتمل المقر على قاعة كبرى لاجتماعات اصحاب السمو والمعالي الوزراء في دوراتهم السنوية والى جانبها قاعة خاصة باستراحتهم بالاضافة الى قاعة اخرى للاجتماعات الفرعية التي تعقدها الامانة العامة في اطار برامجها السنوية كما توجد قاعة خاصة لرجال الاعلام والصحافة مجهزة بالادوات اللازمة لاداء عملهم على الشكل المطلوب بالاضافة الى وجود مطعم يلبي خدمات هذه المؤتمرات وحاجياتها. وقد خصصت الطوابق الثلاثة لاعمال الموظفين بمختلف اختصاصاتهم الادارية والفنية وروعي تخصيص جناح كبير لمكتبة الامانة العامة التي تحوي آلاف العناوين وتشكل رصيدا علميا وفكريا ثمينا في المجال الامني، كما تضمن المقر فضاء خاصا للاتصالات العصرية حيث ان هناك مشروعا لانشاء نظام اتصالات عصري متكامل يربط اجهزة المجلس المختلفة ويساعد بشكل فعال في التعامل مع الاخطار التي تشكلها الجريمة المنظمة والوسائل التقنية الحديثة التي تستعمل في ارتكابها وفي مجال الاتصالات تجدر الاشارة الى ان الامانة العامة قامت بتحديث موقعها على شبكة الانترنت.
والمتابع لمسيرة مجلس وزراء الداخلية العرب منذ انشائه قبل نحو عشرين عاما يلمس التطور الذي رسم اداء المجلس وطبع مسيرته بالمنجزات الكبيرة والعديدة التي تنوعت في مجالات شتى تجمعت على طريق تدعيم الامن والطمأنينة والاستقرار في الدول العربية.
وتجاوز الاسهام الواضح للمجلس مفهوم الامن المتعارف عليه الى آفاق ادوار اخرى لايمكن لها ان تتحقق على صعيد الواقع وان تسهم اسهاما حقيقيا في بناء الوطن دون سند من ارضية امنية تمثل الجسر الحقيقي للمساهمة في البناء والنهوض والتنمية.
وقد شرف سمو وزير الداخلية امس حفل الغداء الذي اقامه معالي الامين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان تكريما لسموه ولاخوانه اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين يشاركون في الدورة العشرين للمجلس التي بدأت اعمالها في تونس في وقت سابق امس. وحضر الحفل اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس احمد بن علي القحطاني وعدد من كبار المسؤولين التونسيين.
|