* واشنطن - واس:
اكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ان السبب الرئيسي للاحاسيس السلبية التي يشعر بها المواطنون السعوديون تجاه الولايات المتحدة الامريكية هو الاوضاع في فلسطين والسياسة الامريكية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلى والاحداث الجارية هناك والتي تحفز الغضب بين شعوب المنطقة.
جاء ذلك في مقابلة لسمو ولي العهد مع مراسلة شبكة (ان بي سي ) الامريكية«كاتي كوريك» من الرياض بثتها أمس الأول.
واوضح سموه ان السبب الثاني لتلك الاحاسيس هو الانتقادات الموجهة للمملكة العربية السعودية من بعض وسائل الاعلام الامريكية وايضا الهجمات غير المنصفة ضد المملكة والتي سببت الكثير من الالم بين المواطنين السعوديين.
وعن الخطوات المطلوب القيام بها فيما يتعلق بالاوضاع الفلسطينية الاسرائيلية ويمكن ان تؤدي الى تغيير الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة الامريكية ذكر سموه ان الولايات المتحدة الامريكية قامت على اسس من العدل والمساواة وهما الاساسان المطلوبان لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لان ما يطلبه الشعب الفلسطيني هو حل عادل ومنصف.
وردا على سؤال حول اذا ما كان يشعر ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية منحازة الى جانب واحد ومؤيدة لاسرائيل قال سموه ( بكل وضوح ) وحول الخطوات التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية للتأكد من انه لن يكون هناك المزيد من الاشخاص مثل الخمسة عشر سعوديا الذين شاركوا في هجمات الحادي عشرمن سبتمبر 2001م مستعدين لتنفيذ اعمال مشابهة اعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن اعتقاده انه ليس هناك اي مجتمع يخلو من وجود الشواذ والمتطرفين وقال ان ذلك امر موجود في كل الدول وفي كل المجتمعات وفي كل الديانات وان مثل اولئك الاشخاص لا يمثلون مجتمعهم ولا يمثلون الفكر السائد في مجتمعهم.
وقال سموه ردا على سؤال عما يمكن ان يقوله للشعب الامريكي لاقناعه بان مثل تلك الهجمات الارهابية التي حدثت لا تلقى التشجيع في المملكة العربية السعودية بل وفي الحقيقة يتم التعامل معها بصورة جدية قال« في البداية ارغب في ان اقترح على الشعب الامريكي ان يدرس القرآن والديانة الاسلامية فقرآننا وديننا ينبذان الارهاب وقتل الابرياء ونحن نعتبر ذلك مخالفاً للمبادىء الاساسية لديننا بالاضافة الى المبادىء الاساسية للانسانية ومبدأ الحفاظ على الارواح».
واجابة على سؤال حول وجود متطرفين في المملكة العربية السعودية يرغبون في اعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة الامريكية قال سموه«لو نظرنا الى التوراة او الانجيل او القرآن فاننا سنجد ان اشخاصا من جميع تلك الديانات يفسرون نصوصها بطريقة متطرفة ولكن تلك التفسيرات لا تعكس وجهة نظر المجتمع».
وردا على سؤال عن الحرب على العراق قال سموه«انا لدي احساس وربما يكون احساساً غريباً وهو ان الامور ربما لن تصل الى مرحلة الحرب على الرغم من الزخم والتحركات الحالية في ذلك الاتجاه».
واضاف«انني لا يمكنني تفسير ذلك الاحساس ولكنه هو ما احس به وانا اعتقد ان كل مشكلة لها حل واننا اذا ما وضعنا التفهم والحوار كأساس لتواصلنا مع بعضنا في الحياة فاننا سنجد الحلول للمشاكل».
وتابع سموه يقول«اعتقد ان القوة لا تخلف الا القتل والدمار ولا تبني اي شيء وهذا هو الامر الذى يجعلني آمل ان يكون احساسي بأن الامور لن تصل الى الحرب هو احساس سليم».
واجابة على سؤال حول صعوبة عمليات التغيير والاصلاح في المجتمع السعودي مع ما عرف عن سموه بانه ذو رؤية واصلاحي اكد سمو ولي العهد ان الدين الاسلامي هو دين التطلع الى الامام ودين التعلم والعلم ولا يمكن ان يكون هناك تناقض بين الدين من ناحية وبين التحديث والتطور من الناحية الثانية اذا ما قمنا بتفسير عقيدتنا الاسلامية بالطريقة الصحيحة.
|