Wednesday 15th January,2003 11066العدد الاربعاء 12 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الجنادرية تواصل نشاطها الثقافي الجنادرية تواصل نشاطها الثقافي
طاش والعزاوي وأبو العينين يناقشون «الفضائيات العربية بين النقد والتقويم»

* تغطية - سعيد الدحية الزهراني:
في سياق أنشطة الجنادرية الثقافية أقيمت في قاعة الملك فيصل للمحاضرات والندوات ندوة بعنوان «الفضائية العربية بين النقد والتقويم». شارك في إعدادها كل من سعادة الدكتور عبدالقادر طاش وسعادة أ.جاسم العزاوي وسعادة الدكتور حمدي حسين ابو العينين وقد أدارها سعادة الدكتور عثمان الصيني حيث استهل الندوة بالترحيب بضيوف الندوة المشاركين وبالحضور الكرام.
منوهاً بموضوع الندوة ومشيراً إلى أبرز النقاط ذات العلاقة به، تاركاً الحديث بعد ذلك لسعادة د. طاش بعد ان ألقى مقدمة مختصرة عن أبرز إنجازاته العملية والعلمية والإسلامية حيث قدم د.طاش بعد ذلك ورقة جاء فيها:
قرأت قبل أيام توقعات كاتب إعلامي يشرف على ملحق متخصص في القنوات الفضائية والسينما والتلفزيون في صحيفة عربية مشهورة لما ستكون عليه حال فضائياتنا العربية في العام الجديد 2003. يقول الكاتب: الفضائيات العربية ستتوالد كما تتوالد الأرانب، وبرامج الحوارات ستفتح أبوابها للصراخ حتى يطل الصباح وبرامج المنوعات سينطبق عليها المثل العربي «مابعنا بالكوم إلا اليوم» والراقصات سيدرن الحوارات والمسابقات الهاتفية ستفلس الناس وتخرب البيوت العمرانة وستتسابق الفضائيات إلى استقطاب المذيعات الجميلات وان كن أميات. أما البرامج الثقافية فستختفي من شاشات الفضائيات وستحل محلها برامج منوعات غربية تفتح أبوابها مثل الصيدليات المناوبة 24 ساعة!! واختتم الكاتب الإعلامي مقالته بالقول «أرجو ألا يغضب أحد من مداعباتنا هذه إنما هي أضغاث أحلام وتوقعات لعام جديد قد لا تتحقق». ولا أظن أن أحداً سيختلف معنا في أن ما أسماه الكاتب «مداعبات» هي في الحقيقة مشهد صارخ من مشاهد الواقع البئيس الذي تعيش فيه فضائياتنا العربية إلا مارحم ربي. وواصل قائلاً: لايغرنك كثرة القنوات الفضائية العربية فهي كثيرة عددية لا نوعية، أكثر هذه القنوات يتشابه بعضها مع بعض فأكثر من 40% منها تتبع الحكومات أما البقية فتتبع هيئات وشركات خاصة تملكها وتديرها رؤوس أموال عربية وأجنبية أيضاً أو حكومية متسترة وراء رجال الأعمال والمستثمرين.
وتبث هذه القنوات يومياً نحو ألفي ساعة معظمها برامج مكررة تعكس فراغاً كبيراً تعانيه القنوات لأنها تعاني عدم وجود شخصية واضحة لمعظمها حيث لايمكن التفريق بينها إلا بالاسماء و«اللوغومات» فقط!! أما التنوع في المضمون فلا تسأل عنه إن 65% من المواد التي تبثها القنوات الفضائية العربية تنتمي إلى فئة التسلية والترفيه الرخيص وتصل نسبة البرامج التثقيفية بالكاد إلى 13%.
أما البرامج والتقارير الاخبارية فلا تتجاوز 5% فقط.
وبعد كلمة د.طاش ألقى الاستاذ العزاوي كلمة جاء فيها:
الفضائيات العربية ساهمت في انفتاح الأقطار العربية بعضها على بعض وعززت بشكل نسبي العلاقات الثقافية بين الدول العربية فحفلات المطرب محمد عبده في دبي أصبحت أمراً طبيعياً يشاهدها الجميع من المحيط إلى الخليج كما ان مسلسلات المخرج نجدت أنزور وسلوم حداد في رمضان باتت أمراً ينتظره الجميع بفارغ الصبر. الفضائيات العربية ساهمت في التعريف بالمهرجانات الثقافية والمعارض والمسابقات وأوجدت الحاجة الى الإنتاج التلفزيوني المشترك وهو ما يمثل السمة المحبذة لواجهة الثقافة العربية كما انها تكاد تكون قد أوجدت لغة عربية مشتركة جديدة عصب مفرداتها اللهجة المصرية واللبنانية ممزوجة باللهجة السعودية كما عرفت المشاهد بالبلدان العربية ومشاهير شخصياتها وتراثها، الفضائيات العربية كسرت حدة الاحتكار الثقافي والترفيهي الذي كان من نصيب الثقافة والفن المصري. اليوم كاظم الساهر وطاش ما طاش يمثلان أمرا مألوفا في كل العالم العربي ومع ذلك يظل العالم العربي من مصر شرقا يجهل الكثير عن المغرب العربي، وقد يكون ذلك إما دليلا بسيطا على ضعف فضائيات دول المغرب العربي وإما عزوف شعوب المشرق العربي عن ثقافة هذه الدول بسبب اللهجة المركبة واختلاطها بالفرنسية التي يجهلونها. وقد يكون التعبير الأمثل عن كسر الحواجز وتجاوز الحدود القطرية بين الدول العربية هو التفاعل الذي يمارسه المشاهد العربي من خلال الاتصالات الهاتفية في البرامج السياسية بحلوه ومره. فعبر هذه البرامج الحوارية يتصل الجزائري والسعودي والعراقي والقطري ليدلوا كل بدلوه مؤدبين كانوا أم متهجمين، وما يسببه ذلك من أزمات سياسية قد ينتهي بمذكرة احتجاج في وزارة الخارجية أو بسحب سفير. كما تعطينا الفضائيات العربية الإحساس اننا نحن العرب في زورق واحد عندما نلمح جزءاً يسيراً من معاناة شعبنا الفلسطيني أو مأساة الشعب العراقي. من هذه الزاوية المحددة الفضائيات العربية أحدثت تغييرا كبيرا في الوجدان العربي وقلصت المسافات واختزلت سنوات طويلة كنا سنحتاج إليها لتقربنا بعضنا من بعض. لينتقل الحديث بعد ذلك إلى د.ابوالعينين حيث ألقى كلمة جاء فيها: تعد ظاهرة الفضائيات العربية من أهم الظواهر الإعلامية العربية في العقود الثلاثة الماضية ومن أكثرها إثارة وتأثيرا وعلى الرغم من هذه الأهمية فإن الفضائيات العربية لم تحظ بالاهتمام البحثي باستثناء عدد من الدراسات التي أجريت حول المضمون أو استخدامات الجمهور لهذه القنوات في أطر منهجية تقليدية لم تستطع ان تقدم شروحا عامة لهذه الظاهرة في أبعادها السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية. وقد أحسنت إدارة المهرجان صنعا ان التفتت إلى هذه الظاهرة خاصة وان عقدا كاملا على الأقل قد مر على بدء البث لعدد منها وعلى خبرة الجمهور العربي بها. وأشار د.ابوالعينين إلى بعض الظروف التي صاحبت مولد الفضائيات العربية في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي والتي تعين على تقويم هذه الظاهرة.
أولاً: كانت سنوات التسعينيات تمثل سنوات الحصاد لقرن كامل من محاولات تصدير الرأسمالية الصناعية والتجارية خارج الأراضي الأمريكية وهي المحاولات التي أصبحت العوامة شعارها قرب انتهاء القرن العشرين.
ثانياً: كانت البنية الأساسية للاتصال اللازمة لهذا الواقع الجديد قد اكتملت بفعل التطورات التكنولوجية القادرة على إلغاء عوائق وحواجز الاتصال وسريان المعلومات وكسر احتكار الدولة للمعلومات عبر التحول الجذري بوسائل نقل المعلومات صوب البث الالكتروني. فقد كانت العوامة تتطلب شبكة عالمية من الاتصال لازمة لسوق اقتصادية عالمية تدعمها ثقافة معولمة.
ثالثاً: تمثل المنطقة العربية بصفة خاصة المنطقة التي تم على أرضها اختبار مبكر لاستراتيجيات الواقع الذي آل إليه العالم مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين مع اجتياح القوات العراقية أرض الكويت في الثاني من اغسطس عام 1990 ولذلك لم يكن من قبيل المصادفة ان يكون العام نفسه هو بداية حقيقية لمرحلة جديدة من مراحل تطور النظام الإعلامي في العالم العربي. فقد أدت تداعيات الأزمة من بين ما أدت إلى وضع النظام الإعلامي العربي في اختبار يحدد قدرة هذا النظام على الاستجابة للتحديات والتغييرات .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved