* الرياض - فهد الشملاني:
افتتح صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض امس عددا من المشروعات الصناعية بالمدينة الصناعية الثانية بالرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر مركز العبداللطيف للتدريب في المدينة الصناعية معالي وزير الصناعة والكهرباء الدكتور هاشم بن عبدالله يماني ووكيل وزارة الصناعة والكهرباء لشؤون الصناعة صالح بن عيد الحصيني ورئيس مجلس ادارة مجموعة العبداللطيف عمر العبداللطيف ونائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالعزيز العذل وعدد من المسئولين.
واقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بآي من الذكر الحكيم.
ثم القى نائب رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالعزيز العذل كلمة المصانع نوه فيها بدعم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز لجميع النشاطات والفعاليات في مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية التي تهدف الى تطوير منطقة الرياض اقتصاديا واجتماعيا.
واوضح ان عدد المصانع القائمة حتى نهاية عام 1422هـ - بلغ 4381 مصنعا تعمل في جميع النشاطات الصناعية مجموع رؤوس اموالها اكثر من 240 مليار ريال تتيح ما يقارب من 320 الف فرصة عمل وتسهم في نحو 7 ،58 مليار ريال في الناتج المحلي الاجمالي وتصدر نحو 95 بالمائة من الصادرات غير البترولية بقيمة بلغت 23 مليار ريال عام 2000م.
واشاد العذل بجهود سمو امير منطقة الرياض في ايصال الغاز الطبيعي للمدينة الصناعية بالرياض معربا عن شكره لسموه لجهوده الكبيرة في انشاء المدينة الصناعية الثالثة في سدير.
بعد ذلك القى معالي وزير الصناعة والكهرباء الدكتور هاشم بن عبدالله يماني كلمة رحب فيها بسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز ورفع لسموه الكريم اسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان على تفضله برعاية حفل افتتاح عدد من المصانع بالمدينة الصناعية بالرياض.
واضاف معاليه ان الدولة اولت قطاع الصناعة بالمملكة اهتماماً خاصا، منذ وقت مبكر، تأكيداً للقناعة بأن التنمية الصناعية، تعد اهم وسيلة لتحقيق اهداف استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة، التي تتمثل في توسيع وتنويع القاعدة الانتاجية، وتنمية مصادر الدخل، ونقل التقنية الحديثة، التي تساهم في رفع كفاءة الانتاج، وتوفير المزيد من فرص العمل. ويؤكد سلامة هذا الخيار، سِجِلّ الاداء المتميز لقطاع الصناعة خلال الفترة الماضية، حيث سجل افضل اداء بين القطاعات الاقتصادية الاخرى.
لقد انعكس اهتمام الدولة بالقطاع الصناعي بشكل واضح، في الزيادة المطردة لمساهمته في الناتج المحلي الاجمالي، والتي بلغت «10%» وبلغ حجم استثمارات المشاريع الصناعية المنتجة حتى منتصف هذا العام حوالي «247» الف مليون ريال، واستطاعت المنتجات الصناعية سد احتياجات الاسواق المحلية، وبلوغ معظم الاسواق الخارجية.
واشار الى ان الصادرات غير النفطية شهدت معدلات نمو كبيرة ومشجعة، وصل معدل نموها العام الماضي الى حوالي «23%»، وهذا مؤشر يدل على الثقة بالمنتج السعودي سعراً وجودة، وقد وصلت قيمة الصادرات غير النفطية والتي معظمها منتجات صناعية خلال عام 2001م «7 ،30» الف مليون ريال، وقد تحققت تلك الانجازات - بفضل الله - ثم باهتمام الدولة، من خلال توفير البنية الاساسية الحديثة والحوافز التشجيعية والسياسات الملائمة.
واضاف أنه في مجال توفير البنية الاساسية، اهتمت الدولة ممثلة بوزارة الصناعة والكهرباء، بانشاء العديد من المدن الصناعية المزودة بكافة المرافق والخدمات في مختلف مناطق المملكة، والتي وصل عددها الى اربعة عشرة مدينة صناعية بمساحة اجمالية، تصل الى اكثر من «92» اثنين وتسعين مليون متر مربع، ولعل المدينة الصناعية بالرياض، التي نحن في رحابها هذا اليوم، تعكس واقعاً حياً، على اهتمام الدولة، بتوفير البنية الاساسية المتكاملة للمستثمرين، حيث يبلغ اجمالي مساحتها، اكثر من ثمانية عشر مليون متر مربع، تحتضن «760» سبعمائة وستين مصنعاً، تمثل اكثر من «60%» من اجمالي عدد المصانع المنتجة في منطقة الرياض، والبالغ عددها «1264» مصنعاً منتجاً يستثمر فيها حوالي «35» خمسة وثلاثون الف مليون ريال.
مؤكداً ان الدولة اولت اهمية كبرى لتوطين الصناعة في مناطق جديدة، بغرض تحفيز النشاط الانتاجي، والاقتصادي في تلك المناطق، واتاحة مزيد من فرص الاستثمار والتوظيف فيها، وفي هذا الاطار، اقامت الوزارة مدناً صناعية جديدة، فبالاضافة الى المدن الصناعية الثمانية الاساسية والمدن في كل من المدينة المنورة، وعسير، وحائل، تبوك، والجوف، ونجران، تم استلام اراضي مدن صناعية في كل من القريات، عرعر، ضباء، الباحة، اضافة الى استلام اراضي مدن صناعية ثانية في كل من محافظة جدة، الاحساء، القصيم، وفيما يتعلق بمنطقة الرياض فقد تم استلام اراضي مدن صناعية بكل من الخرج، سدير، الزلفي.
كما اولت الدولة اهمية موازية لايجاد آلية فاعلة للمحافظة على الخدمات المتميزة للبنية الاساسية والاستمرار في تطويرها وقد تمثلت هذه الاهمية في انشاء الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية التي تهدف الي تقديم احسن الخدمات للمستثمرين في المدن الصناعية وزيادة المعروض من الاراضي الصناعية المطورة بالخدمات التي ستؤدي - بمشيئة الله - الى زيادة كفاءة القطاع الصناعي وتعزيز قدرته التنافسية.
وقال وزير الصناعة والكهرباء ان ما يشهده العالم اليوم من تغييرات متعددة ومتسارعة، تركز في جانبها الاقتصادي على الانتشار العالمي للمنتجات في بيئة تنافسية حادة سواء على تدفق الاستثمارات او تسويق المنتجات، واصبحت العديد من الدول العالمية تسعى لتحقيق هدف استراتيجي، يتمثل في تعزيز اقتصادياتها عن طريق تحسين بيئاتها الاستثمارية وزيادة التبادل التجاري فيما بينها، الامر الذي يتطلب من الجميع اهمية التركيز على عوامل تحسين البيئة الاستثمارية وجودة المنتجات، واستخدام التقنية المتقدمة، وتعزيز الكفاءة الانتاجية للعامل بهدف الوصول الى منتجات تتمتع بميزات تنافسية عالية تمكن من النفاذ الى الاسواق الخارجية، ان الجهود يا صاحب السمو مركزة لبلوغ هذا الهدف ا ن شاء الله.
وفي نهاية كلمته قدم معالي وزير الصناعة شكره لسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامه ورعايته بكافة المجالات والقطاعات التنموية، وبصفة خاصة قطاعي الصناعة والكهرباء في منطقة الرياض.
ثم تسلم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز درعا تذكاريا من معالي وزير الصناعة والكهرباء بهذه المناسبة.
بعدها ازاح سموه الستار عن اللوحة التذكارية لمركز العبداللطيف للتدريب ثم قص سموه الشريط ايذانا بافتتاح المركز ثم تجول سموه ومرافقوه داخل المركز واطلع على ما يقدمه من خدمات تأهيلية للشباب السعودي.
ثم قام سموه بافتتاح مصنع «ادفا» للبطانيات وتجول داخل المصنع وشاهد سموه الكريم خطوط الانتاج والمنتجات واطلع على جميع مراحل التصنيع.
وقد اعرب الاستاذ/ عمر بن سليمان العبداللطيف رئيس مجلس ادارة مجموعة العبداللطيف عن خالص شكره وتقديره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الامير/ سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض على تشريفه حفل افتتاح مركز التدريب التابع للمجموعة اضافة الى افتتاح مصنع ادفا للبطانيات ومصنع الغزل لتنضم لمنظومة المصانع التابعة للمجموعة والتي بلغت حتى الآن «13» مصنعاً وقال الاستاذ/ عمر العبداللطيف ان هذه الرعاية الكريمة من لدن سموه ليست بمستغربة، حيث ان سموه الكريم خلف كل انجاز وفي اي مجال في عاصمتنا الرياض والتي اصبحت بفضل الله سبحانه وتعالي ثم بفضل دعم ومتابعة سموه في مصاف العواصم العالمية، موضحاً ان توجيهات سموه الكريم ومتابعته الدائمة كان لها الاثر الفعال فيما وصل اليه القطاع الصناعي من تقدم وتطور كبير.
وقال ان هذه الرعاية ليست بمستغربة على سموه الكريم موضحاً ان ما يقدمه سموه من دعم وتشجيع للمستثمرين والصناعيين يأتي استمرارا لما يقدمه سموه الكريم من دعم لكافة القطاعات.
واوضح العبداللطيف ان مراكز التدريب التابعة للمجموعة تعتبر هدية متواضعة تقدمها المجموعة لهذا الوطن المعطاء، حيث يقوم المركز بتدريب الشباب السعودي وتأهيلهم التأهيل العلمي والمهني للعمل الصناعي سواء في مصانع المجموعة او في اي مصنع آخر، وقال ان المركز قام حتى الان بتخريج عدد 500 طالب، حيث يمارس قسم منهم العمل لدى المجموعة والآخرون التحقوا بمصانع اخرى علماً بأن المركز يقدم مكافأة تشجيعية للطالب خلال فترة الدراسة ولا يتقاضى اي رسوم دراسية كما ان المركز يوفر كافة المستلزمات الدراسية للطلاب مجاناً.
واختتم العبداللطيف تصريحه بتقديم خالص الشكر والتقدير للدعم والتشجيع الذي يجده القطاع الصناعي من قبل حكومتنا الرشيدة اسوة بغيره من القطاعات.
بعد ذلك اتجه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الى مجموعة العبيكان حيث كان في استقباله رئيس المجموعة الاستاذ/ فهد العبيكان وافتتح سموه خطوط انتاج في مصنع الخيام المقاومة للحريق كما قام سموه بافتتاح المطابع التابعة للمجموعة وشاهد سموه مراحل الطباعة وسير الانتاج في المصنع.
وقد اعدت مجموعة العبيكان حفلاً خطابياًًَ بدأ بكلمة لرئيس المجموعة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وشكره على دعمه ورعايته اللامحدوده لقطاع الصناعة والصناعيين مؤكداً ان هذا الدعم اثمر عن قيام صناعة استطاعت ان تنافس في اسواق الدول المتقدمة.
ثم تسلم سموه هدية تذكارية وصورة قديمة لمدينة الرياض من رئيس المجموعة.
بعدها اتجه سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز الي مقر الشركة العربية للانابيب التي اعدت حفلاً خطابياً بهذه المناسبة بدأها رئيس الشركة بكلمة شكر فيها سمو امير منطقة الرياض على تشريفه لحفل افتتاح المصنع مشيراً الى ان هذا التشريف يعد دفعة كبيرة للمصنع وعاملاً من عوامل نجاحه باذن الله.
ثم قام سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز بازاحة الستار ايذاناً بافتتاح المصنع وقام بجولة على مرافق المصنع وخطوط ومراحل الانتاج من البداية الى النهاية.
ثم توجه سموه الكريم الى شركة المنتجات الطبية والتجميلية المحدودة «فارما» وشاهد سموه مراحل انتاج الدواء والتقنية الجديدة التي يستخدمها المصنع في انتاج الادوية.
وبعد صلاة الظهر قام سمو امير منطقة الرياض بحضور وزير التجارة والصناعة والطاقة بكوريا بوضع حجر الاساس لمصنع العبيكان لكرتون الدوبكس.
بعد ذلك القى معالي وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الامير سلمان على تدشينه لمشروع العبيكان للكرتون منوهاً بالمشروع والمنطقة الصناعية.
ومشيراً الى ان هناك تعاوناً وثيقاً بين المملكة وكوريا في مجال تطوير الصناعات المتقدمة من خلال مشاركة الشركات السعودية في بناء مشاريع خاصة وحكومية ضخمة منذ السبيعنيات كما ساهمت في انشاء مصافي للبترول ومصانع البتروكيماويات منذ التسعينيات ويعد هذا المشروع اكبر مشروع بعد مشروع البتروكيماويات تقوم بتنفيذه الشركات الكورية بالمملكة حيث ان المملكة تولي اهتماماً كبيراً لهذا الجانب في الخطة السابعة. وتمنى ان يكتمل هذا المشروع بيسر وسهولة وان يساهم في تطوير التبادل التجاري والصناعي والتقني بين البلدين.
وبعد نهاية الحفل صرح معالي وزير الصناعة والكهرباء الدكتور هاشم بن عبدالله يماني للصحفيين بتصريح أوضح فيه ان المدن الصناعية في المملكة تتميز بمراعاتها لشروط البيئة والصحية كما تتمتع بخدمات مميزة مشيراً الى ان هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية الجديدة راجعت الانظمة واللوائح الداخلية لرفعها الى مجلس الوزراء معرباً عن امله ان تصدر عن قريب.
وبين معاليه في رد على سؤال ل «الجزيرة» عن قلة المصانع التي حصلت على علامة الجودة مقارنة بالعدد الكلي ان السوق يفرض على الصناعيين بعض الاجراءات واتخاذ القرارات السليمة التي من بينها الانتاجية الجيدة القادرة على المنافسة في الجودة والسعر.
| 
