* القاهرة مكتب الجزيرة
عمرو شوقي:
نشرت صحيفة هاارتس تقريرا أعده المعهد الأمني الدولي التابع لأكاديمية العلوم الإسرائيلية في تل أبيب بعنوان «التداعيات الاقتصادية لسيناريو الحرب الأمريكية المحتملة ضد العراق»، ويستعرض فيه السيناريوهات الثلاثة للحرب المحتملة وفق ما ورد في تقرير المعهد الإسرائيلي ووضعة 13 خبيراً استراتيجياً اسرائيلياً وكانت كالآتي:
السيناريو الأول الأكثر احتمالا، واوضح الخبراء ان نسبة القيام به تتراوح ما بين الأربعين والستين بالمائة ستستمر الحرب بموجب هذا السيناريو ستة أسابيع كحد أقصى باعتماد الضربات السريعة والحاسمة، التي ستوكل مهامها إلى سلاح الجو والمقاتلات الحربية ومنظومات الصواريخ المتطورة، حيث سيتم تدمير المضادات الدفاعية الأرضية وما يتوافر عليه العراق من سلاح جو وطائرات ومطارات.. على أن تكون الضربة التالية لمراكز القيادة العسكرية والسياسية ومراكز الاتصال بينهما خاصة مقر هيئة الأركان العامة العراقية وقوات الحرس الجمهوري وغيرها من الفرق العسكرية التي تعد «الأكثر ولاء ودعما لنظام الحكم في بغداد»، وستعتمد المرحلة الثانية «المعركة الأرضية» على ثلاث جيوش كبيرة ستدخل العراق مدعمة بطائرات مروحية حربية وطائرات شحن ستقوم بتوفير الإمدادات للقوات البرية التي ستكون مهيأة لخوض «حرب الشوارع» ضد ما تبقى من مقاومة عسكرية عراقية مشتتة ومبعثرة. ويحدد المحللون الإسرائيليون تطور الأحداث من خلال هذا السيناريو على الشكل التالي:
1- انهيار نظام صدام حسين.
2- معارك العصابات وحرب الشوارع لن تكون ذات انتشار واسع بل موضعية في بعض المناطق.
3- عدد الضحايا بين المدنيين والدمار العام سيكون قليلا.
4- لن يتم بشكل جدي استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل العراق ضد القوات الأمريكية أو إسرائيل أو دول المنطقة الأخرى.
5- لن يتقلص إنتاج وتصدير النفط في منظمة الاوبك.
6- لن تشهد دول التحالف تظاهرات احتجاجية واسعة النطاق.
7- لن تحدث صدامات داخل المجتمع العراقي بعد انتهاء العمليات العسكرية.
8- ستكون الأضرار في المواقع النفطية العراقية أو في الدول المجاورة محدودة.
انعكاسات تطور الأحداث وفق هذا السيناريو على الأسواق النفطية:
1- اختفاء النفط العراقي من الأسواق الدولية لفترة لن تتجاوز ثلاثة أشهر.
2- منظمة اوبيك ستقوم بتعويض النقص الحاصل.
3- لن يكون هناك أية مآزق في الأسواق النفطية.
4 - الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن نيتها استهلاك جزء من احتياطها النفطي الاستراتيجي.
5 - سعر برميل النفط يمكن أن ينخفض في النصف الثاني من العام الجاري (2003) دون العشرين دولارا للبرميل.
ويوافق هنا الخبراء الروس زملاءهم الأمريكيين الذين يعتقدون أن غياب الغموض المتعلق بالعمليات العسكرية ضد العراق سوف يحسِّن الأوضاع في بورصة النفط العالمية والمؤشرات الاقتصادية العامة، مقارنة مع بقاء الأوضاع معلقة وغير محددة المعالم.
السيناريو الثاني: (نسبة قيامة تترواح بين ثلاثين إلى أربعين بالمائة) في هذا السيناريو ستستمر الحرب كحد أقصى من ستة إلى اثني عشر أسبوعا، علما بأن الفترة الزمنية، حسب رأي معدي التقرير، ليست العامل الأساسي هنا مقارنة مع حيثيات المعركة.
تطور الأحداث حسب هذا السيناريو سيكون على الشكل التالي:
1- القوات المسلحة العراقية ستبدي مقاومة جدية غير متوقعة.
2 - ستجري معارك شوارع ضخمة في عدد من المدن.
3 - خسائر متوسطة في صفوف المدنيين يوازيها دمار جدي في المرفقات والبنى التحتية.
4 - ستتعرض المنشآت النفطية في المنطقة لضربات عراقية إلا أن الخسائر ستكون محدودة.
5 - ستحاول بغداد استخدام أسلحة الدمار الشامل على نطاق محدود، او بصورة غير فعَّالة، ضد القوات الأمريكية وإسرائيل.
6 - إسرائيل ستتدخل بشكل محدود وضيق، وسيتصاعد التوتر السياسي في المنطقة.
7 - مواجهات وصدامات محدودة داخل المجتمع العراقي بعيد انتهاء الحرب.
8 - محاولات عراقية فاشلة لاستهداف مواقع أمريكية وبريطانية سيتم الكشف عنها وستبطل قبل القيام بها أو حجم خسائرها سيكون بسيطا نسبياً.
انعكاسات تطور الأحداث وفق هذا السيناريو على الأسواق النفطية:
1- اختفاء النفط العراقي من الأسواق مدة ستة اشهر.
2 - ازدياد الطلب النفطي العالمي لزيادة حجم الاحتياط النفطي.
3 - الولايات المتحدة ستطرح قسماً كبيراً من احتياطي النفط الاستراتيجي في الأسواق.
4 - ستبقى الأوضاع في أسواق البورصة صعبة على امتداد العام الجاري.
5 - سيكون سعر برميل النفط الخام خلال العام الجاري حتى بداية السنة القادمة ثلاثين دولارا للبرميل.
6 - تباطؤ نمو الناتج المحلي الأمريكي خلال ستة أشهر ونسبة بطالة بحدود ستة بالمائة حتى نهاية العام الحالي.
السيناريو الثالث:
(الاسواء بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، نسبة قيامه تتراوح بين ستة إلى ثمانية بالمائة)
1 - فترة الحرب قد تصل إلى ستة اشهر.
2 - القوات المسلحة العراقية تبدي مقاومة عنيفة.
3 - حرب الشوارع تشهد تصعيدا جديا.
4 - أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين وخسائر مادية كبيرة.
5-اتساع نطاق النشاطات المعادية للحرب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية.
6 - العداء لأمريكا وبريطانيا بين العراقيين سيزداد حدة.
7 - ستخسر الولايات المتحدة دعم الأمم المتحدة.
8 - ستقوم بريطانيا أو تركيا أو غيرهما من حلفاء أمريكا بالإعلان عن الانسحاب من التحالف.
9 - ستتعرض المنشآت النفطية في المنطقة لضربات عراقية باستخدام أسلحة الدمارالشامل وستلحق بها خسائر كبيرة.
10 سيتمكن العراق وبنجاح من توجيه ضربات مؤثرة على مدن او مواقع عسكرية عربية وتركية.
11 - خسائر ضخمة في صفوف القوات الامريكية اثر تعرضها لهجوم عراقي باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
12- تدخل جدي من قبل اسرائيل أو التهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد العراق.
13 - عدم استقرار سياسي عام في المنطقة.
14 - المناطق الحيوية والاستراتيجية للولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة تتعرض لعمليات إرهابية.
15 - ضربات ناجحة داخل الولايات المتحدة وبريطانيا، بتدبير من بغداد أو أنصارها.
16 - المساعي الأمريكية للحفاظ على الأمن في المجالات المدنية والعسكرية والإنسانية ستبوء بالفشل.
17 - ستصطدم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بحالة عداء عارمة ليس من قبل العراقيين فحسب، بل العرب.
انعكاسات تطور الأحداث وفق هذا السيناريو على الأسواق النفطية:
18- اختفاء النفط العراقي عن الاسواق طيلة العام الجاري (2003).
19- الاقتصاد الامريكي سيعيش فترة كساد، وسترتفع نسبة البطالة حتى حدود سبعة ونصف بالمائة.
20 - دول الشرق الاوسط ستقلص من صادراتها النفطية، وسيعلو إلى السطح النقاش حول استعمال «سلاح النفط» مجددا ضد الولايات المتحدة.
21 - الولايات المتحدة ستقوم باستخدام كميات كبيرة من احتياطيها النفطي الاستراتيجي وطرحه في الأسواق.
22 - سيصل سعر برميل النفط إلى ثمانين دولارا في الربع الاول من عام 2003 وما يقرب من 40 دولارا مع نهايات عام 2004.
خلاصة التقرير.
وينتهي التقرير بالتأكيد على انه سواء في حالة قيام عملية عسكرية سريعة وناجحة أو عدم حدوث مواجهات عسكرية مع العراق، سعر البرميل الواحد من النفط خلال عام سيبقى اقل مما هو عليه الآن، (حسب تقديرات الخبراء النفطيين سيكون سعر البرميل الواحد 8 ،25 دولارا).
2 - في حال سارت الأحداث حسب السيناريو الثاني او السيناريو الثالث فان سعر برميل النفط سيكون أعلى من مستواه الحالي لمدة عامين متواصلين (2003 - 2004).
3 - بالنسبة للاقتصاد العالمي ولاستقراره، من الأفضل حدوث حرب سريعة وناجحة على ان تبقى الأمور على ما هي عليه حاليا (لا حرب لا سلم).
4 - السيناريو الثاني والسيناريو الثالث هما الاسوأ للاقتصاد العالمي عموما وللاقتصاد الأمريكي تحديدا، حيث سيشهد الأخير حالة ركود وكساد ستترك آثارها السلبية على مجمل القطاعات الإنتاجية وعلى مستوى المعيشة في أمريكا وبالتالي تظهر هذه الدراسة وجهة النظر الإسرائيلية تجاه احتمالات الحرب ضد العراق وهي وجه النظر التي تحمل العديد من الأمور المثيرة للجدل والتي يجب الالتفات من مخاطرها وآثارها السلبية ومطامعها الشريرة إزاء استغلال الأزمة العراقية المشتعلة في المنطقة.
|