Wednesday 15th January,2003 11066العدد الاربعاء 12 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هوس أمريكي لإدانة العراق!! هوس أمريكي لإدانة العراق!!
واشنطن هيوارد لافرنشي*

عندما يبلغ المفتشون الدوليون مجلس الأمن الدولي أنهم لم يعثروا حتى الآن على أي شيء يدين العراق فإن الضغوط ستتزايد على الولايات المتحدة الأمريكية لإثبات ما تقول انها تعرفه عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل واستمراره في تطويرها.
وفي الوقت الذي تدور فيه طائرات المفتشين الدوليين في سماوات العراق وتكثيف المفتشين لزياراتهم المفاجأة لكل المواقع المشتبه فيها فإن الكلام الفارغ والتهديدات التي تصدر عن واشنطن تأتي في الوقت الذي تعمل فيه طائرات التفتيش دون جدوى وفي الوقت الذي وصلت فيه عمليات التفتيش نفسها إلى مرحلة حرجة يمكن أن تؤدي إلى تجنب الحرب.
يقول هانز بيليكس رئيس فريق المفتشين الدوليين أمام الصحفيين في مبنى الأمم المتحدة بعد إلقائه لبيان قصير أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي «إننا نوجد في العراق منذ حوالي شهرين وغطينا كل البلاد تقريبا بزيارات سريعة ولم نجد أي شيء يدين العراق».
كان هانز بليكس ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد قدما تقريرا موجزا أمام مجلس الأمن عن تقرير الأسلحة العراقية الذي قدمه العراق للأمم المتحدة في 12 ألف صفحة خلال الشهر الماضي.
وقال بليكس إن هذا التقرير جاء مخيبا للآمال وغير مكتمل ووضع عبء تجنب الحرب على كاهل صدام حسين، ولكن بعد أسابيع من عمليات التفتيش يبدو أن هناك تحولاً ما في طريقة إيجاد دليل على وجود برامج أسلحة دمار شامل، ويبدو أن عبء إثبات وجود هذه الأسلحة سوف ينتقل إلى كاهل الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول جوناثان توكر المفتش الدولي السابق عن الأسلحة البيولوجية لدى العراق إن العبء مازال على كاهل العراق لكي يجيب على الكثير من الأسئلة المتعلقة ببرامج أسلحته خلال التسعينيات وأن يسد الكثير من الفجوات التي تركها بدون اجابة تقرير الأسلحة الذي قدمه العراق في السابع من ديسمبر الماضي.
ويضيف جوناثان ان الولايات المتحدة عليها أيضا أن تكشف عن الأدلة الهامة التي تقول انها لديها على استمرار حيازة العراق لقدرات عسكرية مهمة تبرر شن حرب ضده.
وطالب جوناثان الولايات المتحدة بضرروة تقديم مساعدات مخابراتية لحظية إلى المفتشين لكي يتمكنوا من استكمال مهمتهم. ويشكو هؤلاء المفتشون من عدم حصولهم على الكثير من المعلومات التي يمكن أن تساعدهم في أداء مهمتهم.
يقول جوناثان انه يتفهم موقف أجهزة المخابرات الأمريكية التي لا تريد أن تكشف عن معلومات يمكن أن تهدد سلامة مصادر هذه المعلومات، ولكنه في نفس الوقت يقول انه يأمل أن تتخلى هذه الأجهزة عن مخاوفها قليلا وتقدم المزيد من المعلومات إلى المفتشين.
من ناحيتهم يصر المسؤولون الأمريكيون على أن عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع المفتشين تتم بالفعل.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية انهم أعلنوا منذ عشرة أيام عن بدء الاستعدادات لتبادل المعلومات مع المفتشين، وإنهم بدأوا بالفعل هذا التبادل خلال الأسبوع الحالي، في الوقت نفسه أكد توكر أنه بدون وجود دليل قوي على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل فإن الكثير من حلفاء أمريكا ومن الأمريكيين أنفسهم سوف يعارضون شن أي حرب ضد العراق. وقال انه يشك في أن يقبل العالم مجرد كلمات من جانب أمريكا عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل كمبرر للحرب، فالمفتشون الدوليون يقولون ان المسؤولين العراقيين يتعاونون معهم بصورة كاملة وأنهم حتى الآن لم يعثروا على أي دليل يؤكد وجود برامج للأسلحة النووية أو الكيماوية أو البيولوجية، لذلك فالأيام القادمة وحتى تقديم هانز بليكس أول تقرير رسمي عن عمليات التفتيش إلى مجلس الأمن في السابع والعشرين من يناير الحالي تعد أياما حرجة، إذا لم يعثر المفتشون خلال هذه الأيام عن دليل قوي يدين العراق فربما لن تجد الولايات المتحدة مبررا للحرب أمام الرأي العام الدولي.
يقول ستيفين والت استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد انه يمكن أن يحدث الكثير خلال هذه الأيام ولكن حتى الآن إذا استمرت الأمور كما هي فقد تجد بيليكس يقول لمجلس الأمن ان رجاله لم يعثروا على أي شيء وأن العراقيين متعاونون تماما، وأن هناك مشكلات في التقرير العراقي عن الأسلحة ولكن هذه المشكلات يمكن حلها بمزيد من الوقت، وإذا حدث وكانت هذه هي رسالة بيليكس لمجلس الأمن فسيكون من الصعب على الولايات المتحدة الرد عليها بضرب العراق. وحتى الآن يبدي المجمتع الدولي موقفا موحدا وقويا بالنسبة للعراق ولكن بدأ يظهر بوادر خلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرئيسية الأخرى.
وقد يتغير هذا كما يقول الخبراء إذا قدم المفتشون الدوليون تقريرا غامضا بالنسبة للنتائج المحتملة لعملية التفتيش.
يقول والت: «إذا أكد التقرير الدولي عدم العثور على أي شيء في العراق فسيقول معارضو الحرب انه لم يوجد أي أسلحة دمار شامل لدى العراق، أما إذا قال التقرير ان عمليات التفتيش اكتشفت بعض الأدلة التي تدين العراق فسيقول نفس هؤلاء الناس ان عمليات التفتيش فعالة ويمكنها بالفعل إنجاز مهمة نزع أسلحة العراق، وأن العراقيين يتعاونون مع المفتشين».
كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد حذر الرئيس العراقي صدام حسين الأسبوع الماضي من أن بلاده أمامها فرصة أخيرة لنزع أسلحتها سلميا من خلال التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين.
وفي نفس الوقت تصعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا نشر قواتها العسكرية في منطقة الخليج العربي، كما أصدر شيراك أوامره للقوات الفرنسية للاستعداد للحرب مع العراق وذلك في خطابه السنوي التقليدي للتهنئة بالعام الجديد. وقال مسؤول فرنسي في واشنطن ان المقصود من كلمات شيراك هو الضغط على صدام حسين من أجل التعاون مع المفتشين وعدم تشجيعه على تصور إمكانية حدوث انقسام داخل مجلس الأمن الدولي، كما قال المسؤول الفرنسي ان شيراك أوضح وجهة نظر فرنسا التي تصر على أن قرار استخدام القوة يجب أن يصدر من جانب مجلس الأمن الدولي وأنه لم يصدر حتى الآن.
وقد اتضح الآن أن توفير موقف دولي موحد مهم جدا لإقناع بعض الدول الأساسية التي توجد بها قواعد أمريكية بالمشاركة في الحرب، فتركيا على سبيل المثال والتي تتعرض لضغوط أمريكية من أجل فتح قواعدها للقوات الأمريكية في حالة الحرب مازالت تعارض هذه الحرب.
ولكن الخبراء يؤكدون أن تركيا ستخضع في النهاية للضغوط الأمريكية إذا ما بدا أن قرار شن الحرب صادر عن مجلس الأمن الدولي وليس عن الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها.

(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص ب«الجزيرة»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved