نعود من حيث بدأنا في هذه السلسلة من المقالات التي جاءت مبنية على تساؤل: هل سيتعرض العراق للحرب من قبل أمريكا وبريطانيا؟
وإذا حصلت الحرب فهل ستكون خاطفة أم متوسطة أم طويلة نسبياً؟
واليوم نتساءل: إذا حصلت الحرب مَنْ مِنَ الدول التي ستشارك إلى جانب أمريكا وبريطانيا...؟!!
في البداية يردد قادة الدول بأن قرار الحرب اذا ما اتخذ من قبل مجلس الأمن الدولي وفق الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة فإنه يلزم الدول الاعضاء في المنظمة الدولية التعاون لتنفيذ القرار.
وهنا يجب توضيح نقطة هامة وهي نوعية التعاون فالقرار الدولي إذا ما اتخذ من قبل مجلس الأمن الدولي وفي البند السابع من الميثاق لا يلزم كل الدول الاشتراك في الحرب فعلياً بل ولا حتى يفرض عليها المشاركة في الدعم اللوجستي وتقديم المساعدات كفتح القواعد والمعسكرات وجعل أراضيها ممراً للقوات المشاركة في الحرب وفتح أجوائها بل يفرض عدم مساعدة الطرف الآخر عسكرياً وهناك طرق وطرق لتجنب التورط في الوقوف إلى جانب طرف يستهدف طرفاً عربياً شقيقاً مثل طلب إعطاء فرصة أخرى للعمل الدبلوماسي والبحث عن بديل لخيار الحرب وهذا ما تقوم به الدول العربية والإسلامية المحورية من تحرك سياسي يسبق اتخاذ قرار الحرب فالمملكة العربية السعودية ومصر وسوريا وتركيا وإيران تبذل قياداتها جهودا مكثفة ومتواصلة لإقناع دول القرار الدولي بأن يكون قرار إعلان الحرب مؤجلاً وإعطاء الفرصة لهذه الدول لصياغة موقف عراقي يغني عن الحرب.. وهذه الدول تسعى إلى تأكيد نظافة العراق من أسلحة الدمار الشامل وتأكيد مصداقية العراق بأن أراضيه نظيفة فعلاً من أسلحة الدمار الشامل ولا نكشف سراً بأن نصائح الدول العربية هي التي جعلت العراق متجاوباً مع كل ما طلب منه، وهذه الدول ستكون محرجة جداً إذا لم يستمع إلى نصيحتها وطلبها من دول القرار الدولي بتنحية خيار الحرب فهي التي أقنعت القيادة العراقية بأنواع هذا التجاوب الذي نراه في التعامل مع طلبات التفتيش التي تجاوزت حتى حقوق السيادة.
وبما أن القيادة العراقية قد استجابت لهذه النصائح العربية فإنه من المفترض أن تسمع دول القرار الدولي النصائح العربية والإسلامية أيضاً وتعطي الدبلوماسية مجالاً لتحقيق الهدف الذي تسعى أمريكا ولندن من أجله والذي تريدان شن الحرب لتحقيقه.
|