يأتي الفيلم الأمريكي The Sum Of All Fear الصادر حديثاً، ليكرس مفهوم ثقافة العنف التي تصدرها الولايات المتحدة للعالم، سبق هذا الفيلم أفلام أخرى مشابهة خلال سنتين مضت مثل فيلم «بيرل هاربر» وفيلم «كنا جنوداً» لمل جيبسون وفيلم «إنقاذ الجندي رايان» لتوم هانكس وأفلام أخرى تبرز ثقافة العنف الأمريكية.
نعود الى فيلم «The Sum Of All Fear».. القصة تبدأ في الماضي وتحديداً في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1973م...! عندما حاولت اسرائيل اطلاق صواريخ نووية على احدى الدول العربية.. ولكن الطائرة المزودة بهذه الصواريخ سقطت ولم تنفجر.. وأين.. في سوريا؟!.
ينتقل المشهد بعد ذلك الى المستقبل بعد أكثر من عشر سنوات من الآن.. تتطور القصة الى ان هناك ارهابيين يمتلكون «صواريخ نووية» - تذكروا بداية القصة- يقومون باحداث تفجيرات نووية داخل الولايات المتحدة وافهامها ان روسيا هي سبب هذه الحوادث.. وهدف هؤلاء الارهابيين هو اشعال فتيل الحرب بين روسيا والولايات المتحدة.. وهكذا تستمر أحداث القصة!.
ما المعنى في هذا كله؟! ما معنى ان تخترع السينما الأمريكية أعداء كثر لها في مختلف دول العالم.. شاهدت أفلاماً كثيرة سخرت فيها السينما الأمريكية من نظم دول عديدة في العالم بل وجعلت كثيراً من دول العالم أعداء لها.. ما معنى هذا؟!.
إن ثقافة العنف التي تروج لها السينما الأمريكية.. ليست من قبيل المصادفة.. ففي فترة زمنية قصيرة.. تتكرر نفس الرسالة الاعلامية لجميع المشاهدين في أنحاء العالم بأن الحرب الأمريكية التي شنت في السابق «كما في فيتنام مثلاً» والتي ستشن حالياً أو مستقبلاً لها ما يبررها فهذه الحرب هي حرب لنصرة العدالة وقيم الحق وفق المنظور الأمريكي فقط الذي لا يراعي اختلاف الحضارات وتضارب مصالح الدول، فثقافة العنف التي تصنعها السينما الأمريكية هي رسالة اعلامية ذكية لكسب تعاطف المشاهد بأن هذا العنف مبرر وأنه يأتي دفاعاً عن القيم الانسانية، وهذه الرسالة الاعلامية تأتي متوائمة ومتوافقة مع السياسة الأمريكية نحو العالم.
تابعوا الأخبار الآن.. وحاولوا المقارنة بين ما ترونه في الأفلام الأمريكية.. وما يذاع في نشرات الأخبار.. نفس الرسالة تتكرر وبصور متعددة!!.
ماذا عن السينما العربية؟!، الجهة الأخرى في الموضوع، والتي أبرزت «نتيجة الضعف السياسي والاقتصادي العربي» الثقافة المضادة أو هي ثقافة الاستسلام!!!.
في الأفلام العربية تتكرر مشاهد مثل حرق العلم الاسرائيلي أو مظاهرات شعبية تمتلىء بها الشوارع ضد ما يحدث في فلسطين!.
وإذا أردتم الدقة فإن هذه المشاهد تحشر حشراً في السياق الدرامي للفيلم، ولا تكون ذات تأثير مهم على المشاهد!! وهنا يكمن الفرق بين السينما العربية والسينما الأمريكية، ففي حين ان الأولى ليست لديها رسالة اعلامية واضحة تجاه ما تريد بثه حول الوضع العربي بشكل عام، نجد ان الأخرى أي السينما الأمريكية لديها رسالة اعلامية واضحة - سواء اتفقنا معها أم لا - حول رؤيتها للعالم!.
والسؤال الذي يتبقى: هل ثقافة الاستسلام والخنوع تجدي نفعاً أم ثقافة عنف مهيمنة؟!!.
|