كنت قد تهيأت لبعث الزاوية، بعد أن انتهيت من طباعتها حتى استلمت بالفاكس مداخلة من قارىء من السودان الشقيق يعمل في الرياض مبدياً تفاعله مع مقالتي السابقة تحت عنوان «بين خبرين متناقضين».. ولأن مداخلته ذات بعدٍ إنساني، واجتماعي بحت رأيت أهمية تقديمها.. وتأخير الأخرى.. يقول نص المداخلة:-
«بعدد الجزيرة رقم 11053 بتاريخ الخميس 29/10 قرأت كلمتك التي بعنوان بين خبرين متناقضين، وكنت قبل أيام قليلة قد فقدت مبلغاً من المال، استلفته لشراء بعض الملابس وأغراض أخرى، وذلك ما بين الصندوق والمتجر الذي ذهبت للشراء منه وعندما وجدته مزدحماً رجعت لعملي. وقبيل انصرافنا من العمل ليلاً أبلغت الزملاء عن فقداني المبلغ، وتطوعوا بالبحث عنه وعندما سمع موظف الاستقبال عن فقدان المبلغ ذكر أنه حضر إليه قبل عدة ساعات شاب لم ينبت عارضيه وسأله إن كان قد فقد مالاً فأجابه بالنفي. فاخبره الشاب أنه وجد أمام المركز مبلغاً من المال فإذا جاء أحد وسأل عنه فخذ منه اسمه وتلفونه ومواصفات المبلغ وقدره وسأعود إليك غداً أو بعد غد. فأخبرت موظف الاستقبال بعدد المبلغ وصفة أوراقه وكان هذا تقريباً مساء 16/10/1423هـ أو قبله قليلاً، وفي صباح اليوم التالي قرأت خبر المواطن السبيعي والذي وجد حقيبة من المال والذهب الكثير ووجد أصحابه بذكاء منه وتوفيق من الله تعالى فاستبشرت خيراً بأن من وجد مالي سيعود ويرده لي، ولكن انقضت خمسة أيام ولم يحضر ولم يتصل رغم أنه يعرف رقم تلفون المركز. ولم أيأس قط، رغم أن الجميع قالوا أنه لن يحضر وسيعملوا لي تبرعات لجمع المبلغ الذي فقد مني فشكرتهم على حسن صنيعهم ورفضت ذلك لعدم حاجتي حالياً للمال وصبرت معرضا أمري إلى الله تعالى عز وجل ولم تمض سوى أيام معدودة حتى وصل أخونا الفاضل إلى المركز وقابل موظف الاستقبال الذي أخبره بعدد المبلغ المفقود وصفته وأنه يخص أحد العاملين بالمركز. فحضر لي الشاب بالمكتب وسلمني المبلغ ورفض أن يخبرني باسمه أو عنوانه كما رفض أن يستلم جزءاً منه مني قائلاً: كيف أبيع أمانتي بحطام من الدنيا، أم استلم بديلاً عنه جزاء أتوقعه من ربي، هو خير إن شاء الله تعالى من الذي هو أدنى. كما أنني - كما قال - لست بحاجة إلى هذا المبلغ أو بعض منه فالحمد لله تعالى والشكر له عز وجل وبارك الله لك فيما أعطاك. فشكرته ودعوت الله تعالى له سراً وجهراً بعد أن انصرف، وطلبت من أحد الاخوة أن يحاول معرفة اسمه ولكن لم يرض أن يخبره فقط عرفنا رقم سيارته وسألنا عنه في المنطقة حتى عرفنا اسم أسرته التي ربته على الإيمان والإحسان فحسبه كذلك والله حسيبه فهو ما يزال شاباً في ريعان الصبا بين 17-21 وأتوقع أنه طالب في معهد عال أو جامعة».
تاج السر محمد عبدالرحيم أبو ماجد السوداني
فاكس: 8435344-03 ص.ب 10919- الدمام 31443
|