اذا كان تنوير الناس وتبصيرهم بالحقائق واحداً من أولويات الإعلام المتزن الرصين فإن تطمينهم أيضا وعدم إثارة الفزع في نفوسهم يجب ألاَّ يغفل عن بال القائمين على صناعة الإعلام بمختلف فنونه وألوانه.حيث لم يعد ممكناً في الآونة الأخيرة لمن لا يملك رباطة الجأش وشدة البأس، ان يتابع نشرات الأخبار أو تقارير الصحف اليومية حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحيط بنا من كل حدب وصوب.
فمن يصغِ لتلك الوسائل الإعلامية يتخيل اليه أن الأوضاع جلها في طريقها للانهيار، وأن الاخطار المحدقة بنا ستفقدنا كل شيء في غضون أسابيع وربَّما أيام قليلة!!
ومع أن الحقيقة المرة تؤكد أن تلك الاوضاع لا تبشِّر بالخير على الاقل في الوقت الراهن فإن وسائل الإعلام المحلية مطالبة بعدم التخلي عن دورها المهم في بث الطمأنينة في النفوس وتذكير الآخرين بواجبهم في التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل ما يتم في هذا الكون مدبَّر ومكتوب.
وفي نفس الوقت تؤكد على أهمية الاخذ بالأسباب والحيطة والحذر والاستعداد للقادم المجهول ولكن بما لا يعارض التوكّل والإيمان أويتناساه ويُعمي الأبصار والألباب عنه.
إن تلك المطالب لا يمكن بالطبع أن ننشدها سوى من إعلامنا المحلي الذي يجب ألاَّ ينجرف وراء التهويل واساليب التخويف والوعيد الذي انتهجه ولازال ينتهجه معنا الإعلام الغربي بإشاعاته تارة وبأخباره تارة أخرى زارعاً القلق والاضطراب والإرجاف في النفوس التي فقدت مبادىء التوكُّل والايمان.
|