في هذه الأيام كثرت الكتابة في الصحف اليومية والمجلات عن - الأدب الشعبي - وبالأخص الفن الشعبي، والغناء الشعبي، وعن احيائها وتشجيعها.
ولكن يظهر لي ان الذين يعالجون هذه الموضوعات من الكتاب قد اختلط عليهم الأمر المقصود بهذه التعبيرات المختلفة والأسباب الرئيسية في هذا هو عدم المامهم بالأدب الشعبي والفن الشعبي.
لذلك نجد ان أغلبهم يخلطون بين - الأدب- الذي يتناوله الشعب وبين - الأدب الشعبي- وكذلك بين «الموسيقى» التي يمارسها الشعب وبين الموسيقى الشعبية وهكذا.
والمفهوم انه ليس معنى ذلك هو - تغني الشعب بأغنية، كما نسمع الكثير منها، انها تصبح هذه الأغاني - أغاني شعبية- بالمعنى الصحيح.
والواقع ان اصل هذا الاختلاط هو ناتج من محاولات الكثير منهم ترجمة كلمة - فلكلور- ولكنها ناقصة لا تؤدي الى المعنى المطلوب.
إن كلمة - الفولكلور- كلمة شاملة، انها تعني العادات والتقاليد، والغناء والموسيقى الشعبية الأصيلة لا السطحية.
ان كلمة «فولكلور» كذلك تعني الى جانب الفن الشعبي معتقدات الشعوب، وعاداتهم القديمة، في «الزار والوصفات الطبية البلدية، التي كانت تستعمل في الماضي وان يكن قد بقي بعض منها، لدى المسنين منهم ممن يجهلون التطور الحديث.
فهل بهذا يقصدون -الفنون الشعبية- فقط: الموسيقى، والغناء، والرقص؟
وحتى ان كانوا يقصدون هذا فاني اعتقد ان كلمة - إحياء- هي غير كافية.
إذن ما الذي يرمون اليه، انني اشك كثيراً في ان عدداً كبيراً منهم لا يعرفون - إحياء الفولكلور- صارت موضة هذه الأيام وكغيرها من الموضات، تعيش على التقليد. ولربما يعتقد البعض ان مقالي هذا، تحصيل حاصل، او انني اسير في نفس التيار.
ولكني أجزم، ان هذه الموضة ستكون نتيجتها القضاء على رغبة حقيقية، يحس بها بعض الكتاب، للاهتمام بالفلكلور.
ان بعض من قرأت لهم لا شك يعرفون تماماً ما يقصدون ولكن في وسط تيار الموضة والتقليد، سيتوهون ان لم يكونوا قد تاهوا فعلاً.
|