يزداد انتشار الفيروسات في مثل هذه الأيام من العام، وفي الواقع تكون هي السبب المباشر لمعظم الإصابات بالالتهابات الفيروسية ومن أكثرها شيوعا ما هو معروف لدى الجميع والمسمى الأنفلونزا، وقلما تكون هذه الإصابات عادية إذ أنها غالبا ما ينتج عنها مضاعفات تستلزم العلاج السريع والمباشر.
وهناك اعتقاد منتشر بدرجة كبيرة وهو سواء تم علاج الأنفلونزا أو لم يتم علاجها فإن مدة الإصابة بها تدوم أسبوعاً. ونحن نعتقد أن هذا الاعتقاد ليس دقيقا، لأن أنواع الفيروسات عديدة وهي موجودة في البيئة وتنتقل في الهواء وعن طرق اللمس والطعام ولا يمكن تحديد طبيعة المضاعفات الممكن حدوثها لأنها تختلف من شخص لآخر. وبالتالي لا بد من متابعة المريض لمعرفة تطور المرض.
في الواقع يتعرض الإنسان لهذه الفيروسات بشكل دائم في حياته اليومية ولكن لا يتعرض للإصابة بها بصفة مستمرة ويرجع ذلك إلى أن جسم الإنسان يكون مناعة ضد هذه الفيروسات بشكل دائم، ولكن إذا حدث وضعفت مناعة الجسم لأي سبب ما تحدث الإصابة. وتختلف أنواع الفيروسات من مجتمع لآخر، لذلك عادة تكون إصابة أفراد المجتمع بالفيروسات المنشرة به خفيفة وتكون المضاعفات محدودة، ولكن إذا أصيب الشخص بفيروسات دخيلة أي قادمة من مجتمع آخر سواء بقدوم أشخاص مصابين إلى هذا المجتمع أو بسفر أفراد المجتمع إلى أماكن أخرى فهنا تكون الإصابة أشد وأقوى وغاليا ما تحدث مضاعفات تستوجب علاجا متواصلا. فإذا كانت الإصابة من الدرجة الخفيفة ولا يصاحبها أية مضاعفات فإن العلاج ينحصر بالراحة والإكثار من السوائل وخافضات الحرارة إضافة إلى مضادات الهستامين في بعض الحالات للتقليل من الإفرازات المخاطية. وفي أغلب الحالات يتم الشفاء خلال أيام بإذن الله.
ومن مضاعفات الأمراض الفيروسية إصابة الجهاز التنفسي الأعلى مثل، إلتهاب الأذن الوسطى وإلتهاب الجيوب الأنفية وإلتهاب القصبة الهوائية وتختلف حدة الالتهاب باختلاف شدة الإصابة، ولعل من أخطر مضاعفات الأنفلونزا هو إلتهاب القصبة الهوائية إذ غالبا ما يصيب المسنين و المدخنين أو المصابين بضعف المناعة وهنا لا بد من إستشارة الطبيب المختص لأن العلاج سيكون مبنيا على مدى شدة الإصابة.
وقد تم توفير تطعيم خاص للوقاية من الأمراض الفيروسية وتحديدا ضد الأنفلونزا، حيث له فعالية جيدة في التخفيف من حدة الإصابة بفيروس الأنفلونزا ويعطى اللقاح للكبار والصغار، وينصح بأخذه قبل دخول فصل الشتاء مباشرة، حيث أن التطعيم يوفر وقاية قصيرة الأمد أي لمدة شهور معدودة وبالتالي يؤمن الوقاية من الإصابة خلال فترة البرد.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه هناك بعض العلاجات التقليدية والتي تنتشر في المجتمع وكلها مبنية على تجارب ذاتية وشخصية، ولكن إذا علمنا أن معظم الإصابة بهذه الفيروسات تتماثل للشفاء بإذن الله بمجرد الراحة وأخذ القدر الكافي من السوائل. ولكن الخطورة تكمن في استمرار الالتهاب في الجهاز التنفسي الأعلى لعدة أيام وحدوث المضاعفات التي قد تؤثر على الصحة العامة للشخص، لذلك ننصح دائما باستشارة الطبيب المختص والذي هو أقدر على تقييم الحالة.
* مدير عام المستشفى
|