لكوننا رياضيين.. فإنه من البديهي ان نمنح نجومنا اللامعة في سماء كرتنا السعودية كل الحب والاعجاب المصطحب بالمزيد من التصفيق الحاد.. خصوصاً لتلك النجوم التي اعطت بكل ولاء ووفاء لهذا الوطن نظير الدعم اللامحدود الذي يلاقونه من رجالات رياضتنا الكرام.. وبالتالي فمن الطبيعي جداً ايضا ان يحظوا بدعم معنوي اعلامي جماهيري.
ولكن هناك.. وفي المقابل نجد اسماء كروية لايتجاوز حضورها الفني او النجومي او حتى البطولي ما يستحق الاهتمام او الدعم خصوصاً اذا كانت تلك الاسماء ليست واعدة او لامعة وبالتالي يمكن ان نترجم شعورنا تجاهها فيما لو هجرت الملاعب الرياضية فانها غير مأسوف عليها بل العكس صحيح.. قد يمنح هجرها فرصة سانحة ببزوع وجوه واعدة تجد موطئ قديم لها في الساحة.
كان لابد لي من تلك المقدمة لكي اصل الى ان هناك اسماء كروية لا تزال في الملاعب رغم افلاسها المعنوي والفني معاً.. ولعل الخوجلي محمد يأتي في صدارة تلك الاسماء التي يجب ان ترحل سريعاً عن الملاعب وذلك عطفاً على سلوكياته المشينة المتعددة. وحتى لا يكون حديثي عنه جزافاً أو تسرعاً لأجل موقف ما فانني ادرك جيداً بأن بدايات هذا اللاعب تحديدا كانت تنذر بمستقبل غير موفق له بدءا من الاحداث الشهيرة المصاحبة لقصة تسجيله بالنادي وبين خصمه نادي الشباب الذي كان له الفضل بعد الله في اتاحة الفرصة له باللعب بالدوري السعودي.
ويبدو لي بان هناك ترسبات متتالية اثرت على مشوار الخوجلي منها نفسية واخرى ظروف متلاحقة جعلت من العصبية الزائدة «سمة» يتميز بها عن النجوم الكبار.. اضافة الى الاحباطات التي انتابته من جماهير فريقه التي اصبح لديها قناعة تامة بأن وجوده في مرمى فريقه يعني انتكاسة وخسارة مؤلمة خصوصاً في الادوار التي يشار اليها بالعيار الثقيل سواء الحسمية منها او النهائية واليكم بعض تلك الادلة: ان اول مشوار رياضي للخوجلي مع فريقه كان امام فريق الشارقة الاماراتي في بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية.. فعلى الرغم من ان «النصر» حسم البطولة قبل آخر المباريات اراد مدرب الفريق «آنذاك» ان يمنح الحارس الاساسي «مضحي» الراحة وبالتالي يريد ان يكسب حارساً آخر على الاقل ينافس الاساسي.. فضلا عن ان تلك المباراة فيما لو كسبها النصر ستدخل الفريق ضمن اوليات الفرق التي تحقق البطولة دون خسارة.. ولكن كانت الفضيحة اقصد الخسارة مؤلمة رغم البطولة، بعدها كانت المشاركة الثانية للخوجلي مع فريقه تاريخية.. تحديداً امام فريق الهلال في البطولة العربية للاندية التي استضافها فريقه.. وساهم الخوجلي في خسارة فريقه بضربات الترجيح.. اذ انه لم يستطيع رد اي منها وخرج هو يجر اذيال الهزيمة والاحباط معاً!!
بعدها كان له مشاركة محلية في مسابقة الدوري امام فريق الانصار في المدينة وتعرض من خلالها للطرد بالبطاقة الحمراء!! نظير سلوكيات وخشونة متعمدة.. وبالتأكيد هناك المزيد من تلك اللقاءات الكروية التي ساهمت في احباط الخوجلي كالهلال في مباريات ابطال الكؤوس العربية.. والنخبة!! وهذا على مستوى الهزائم اما «السلوكيات» فالجميع يدرك انها متعددة «الفضايح» بدءاً من البطولة العالمية للأندية وحكاية الهواء الذي دخل اذنه!! الى حد قصة ابعاده من المنتخب في الآونة الاخيرة.
ولعلني بهذه المناسبة اتذكر ان ادارة فريقه «السابقة» ساءتها تلك السلوكيات «المشينة» فقررت عرضه للانتقال.. لولا تدخل رمز النادي وقائد ربانه الأمير عبدالرحمن بن سعود بمنحه فرصة اثبات الوجود!!
اقول.. على الرغم من تلك اللمحات الموجزة عن تاريخ الخوجلي يظهر مجدداً «بفتوة» ولكن هذه المرة في جهاز مرئي اعلامي يهاجم الاعلام والاعلاميين ويتهمهم بأنهم «.....» وهذا بالطبع سلوك جديد فاجأنا به الخوجلي بعيدا عن الرياضة بل انه دخل في امور لا شأن للرياضة فيها وهذا بالطبع امتداد لتلك السقطات «الخوجلية»
المشكلة التي يعاني منها «الخوجلي» انه يعتقد بانه لاعب فوق النقد وهذا بالطبع اشبه بالمرض الذي لم يجد الاطباء النفسيون علاجاً له.. ومن هذا المنطلق دعواتنا للحارس الدولي الاحتياطي محمد الخوجلي بالشفاء العاجل.
آخر المطاف
الخبرة تعني احياناً الاستفادة من الاخطاء.
|