سطحية التفكير وعقم الرؤية المستقبلية واندثار الطموح وعدم اخذ الامور بجدية وحرص كلها امور تجعل من احلام الجماهير السعودية برؤية لاعبيها يحترفون خارجياً مجرد احلام واهية من الصعب «في ظل الوضع الحالي» تحقيقها.
فالاتحاد السعودي لكرة القدم يدعم ويدعم بكل قوة والاندية برجالها المتطوعين تحاول جاهدة بكل طاقاتها ان تصل الى النجاح وتحقق التفوق.. ولكن تلك المجهودات الجبارة ما زالت تخدم اللاعبين محلياً فقط والدليل ان تاريخ الكرة السعودية لم يشهد سوى احتراف ثلاثة لاعبين وعدد من اللاعبين الآخرين بنظام الاعارة او «القطعة»..
هنا يجدر بنا ان نتساءل وبإلحاح شديد: لماذا لا يحترف اللاعب السعودي خارجياً؟!! بالرغم من ان كل الشواهد تدل على موهبته وامكانياته الفنية الفذة والدليل البطولات والانجازات المتلاحقة سواء للمنتخبات السعودية او الاندية التي تمثلنا خارجياً. الاندية الاوروبية وغيرها تلاحق لاعبي المنتخب الايراني وهم الاقل انجازات من المنتخب السعودي او الاندية السعودية !! الاندية السويسرية والبلجيكية والاسبانية تلاحق لاعبي المغرب وتونس بينما لاعبونا ما زالوا يحلمون بسمسار يدق ابواب ناديهم ولو كان من باب المزاح..!!
حقيقة هذه قضية يجب ان ننتبه اليها جيداً لأن الاحتكاك بالعالم الرياضي المتقدم وتغيير الانماط والمدارس التدريبية للاعب السعودي يساعدان على الارتقاء والتقدم للافضل ولذلك على ادارات الاندية ألا تقف عائقاً امام اي عرض يأتي الى احد لاعبيها، فجل اللاعبين المشهورين بدؤوا في اندية صغيرة وليس لها تاريخ وشيئاً فشيئاً اصبحوا رموزاً كروية بارزة.
بعيداً عن المسؤولية الادارية يجب علينا ألا ننسى سطحية تفكير اللاعب السعودي وهشاشة السيطرة عليه مع استثناءات قليلة جداً هي من اهم الاسباب التي تجعل «سماسرة» اوربا يغمضون اعينهم عن لاعبينا غير «الجديين» وهذا ما قاله لي احد السماسرة عندما قابلته على هامش دورة الخليج التي اقيمت مؤخراً بالرياض حيث قال بالحرف الواحد: اللاعب السعودي يبغى يجلس مع الشلة.. ويغيب عن التمارين.. ويتأخر في العودة من الاصابة.. وهذا ما يصلح للاحتراف الخارجي. كلامه صحيح والادلة «على قفا من يشيل». وأزيدكم من الشعر بيتاً، هالايام صاير فيه موضة جديدة للاعبين وهي ان اي لاعب يزعل من حكم او قرار او من الجمهور يغلق جواله ويعلن الاعتزال!! واسألوا عبدالغني والقهوجي وغيرهما وازاء هذا التفكير غير المبرر هل ننتظر ان يحترف لاعبونا خارجياً أشك في ذلك. ووينك يا نعيمة وينك يا خليفة وينك يا «أنور» تشوفون لاعبين آخر زمن وعلى المحبة نلتقي.
اللجنة الفنية ورطت هذه الأندية
لم يكن هناك اي مسبب يجعل اللجنة الفنية لكرة القدم بالاتحاد السعودي لكرة القدم «تقر» ايقاف دوري اندية الدرجة الأولى لمدة خمسة وثلاثين يوماً، وكذلك دوري اندية الدرجة الثانية لمدة خمسة وخمسين يوماً وذلك من اجل لعب مباريات كأس ولي العهد.. فاللجنة لم تفكر في الخسائر المالية الفادحة التي ستتكبدها الاندية المعنية بالقرار والتي تصل الى ملايين الريالات عبارة عن مرتبات مدربين وأطباء ولاعبين اجانب وأجور مساكن وسيارات وإضاءة.. و...و...و.. إلخ.
والاكيد انه ليس هناك اي تعارض يجعل الاندية تشارك في كلتا المسابقتين اذا عرفنا ان دوري اندية الدرجة الاولى تقام مبارياته في آخر الاسبوع، اضافة إلى ان الاندية في كأس ولي العهد تلعب ضد فرق من منطقتها وهذا لا يشكل عبئاً يجعل من الدوري يتوقف فهل تنتبه اللجنة الفنية لهذه النقطة جيداً..؟ آمل ذلك..
أربعة وخمسة وستة..!!
لأن العشوائية وسوء التنظيم هو اساس البناء الرائدي هذا الموسم فلم يكن من المستغرب ابداً ان تكون النتائج بالأربعة والخمسة وأخيراً بالستة، فالمثل الشهير يقول «يداك أوكتا وفوك نفخ»، وهذا ما ينطبق على ادارة نادي الرائد التي ما زالت تتخبط في قراراتها الادارية والفنية. وقد كتبت في الاسبوع الماضي ما نصه «ان الرائد لو احضر مدرب ريال مدريد ومدرب برشلونة مساعداً له لن يستطيع التقدم خطوة واحدة للامام.. إلخ» وواجهت كثيراً من الانتقادات التي يرى اصحابها انني اخطأت، وان الرائد فريق يستطيع النهوض مع اي مدرب. ولكن دعونا نتذكر ان الرائد قام بتدريبه هذا الموسم كل من البرازيلي خوزيه فرنانديز والذي اوصل فريق الحزم حالياً لصدارة دوري اندية الدرجة الاولى والمدرب جانتيني الذي سبق ان حقق مع التعاون بطولة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله واخيراً المدرب الوطني يوسف خميس!! اذن العلة الحقيقية تكمن في امرين الاول سوء التعامل الاداري مع اللاعبين وعدم اعطائهم حقوقهم او ان هناك تدخلات جانبية في عمل المدربين، ولأن البعض يلقي باللائمة على اللاعبين فأقول ماذا تنتظرون من لاعبين لم يتسلَّموا سوى نصف مرتب..!! بينما اعضاء الادارة يتسابقون لاخذ حقوقهم عند وجود دعم مادي كما حصل في «شيك» البلوي و«نصف المليون» وغيرهما..
آخر الامور التي تدل على سوء التنظيم والعشوائية هو ان الادارة ملأت الكشوفات بأسماء لاعبين مكانهم الطبيعي في «الجنادرية» وليس في نادي الرائد ولا يحق لها حالياً سوى تسجيل لاعب محلي واحد..!! رغم ان المشوار طويل والدوري في منتصفه وهناك صفقات ضاعت على الرائديين بهذا الاجراء السلبي.. بقي ان اقول ان على «الادارة» الرحيل وترك من يريد العمل بجدية وعلم ودراية بدلاً من الجهل والتخبط والاستعانة بالآخرين فهذا منتهى الفشل والهزيمة.. مع احترامي لكل من عمل في ادارة النادي الا ان المنطق والعقل لا بد ان يفرض نفسه اليوم أو غداً، والله من وراء القصد.
تصويبات
* هل تعرفون من هو افضل لاعب آسيوي لشهر «ديسمبر» الماضي انه التايلندي ثيرد ساك تشايمان الذي تألق مع فريق القوات المسلحة السنغافوري..!!
اما محمد نور الذي امتع الجميع بمستوياته المبهرة في بطولة العرب الثامنة فهو اقل فنياً من ثيردساك طبعاً في نظر الاتحاد الآسيوي..!! هجينا من القوم طحنا بالسرية..!!
* وجود فؤاد انور ضمن الطاقم الفني لفريق الشباب امر يدعو للتفاؤل برؤية مدرب وطني مميز، فخبرة فؤاد وتاريخه يشجعان على قول ذلك.
* كل المباريات التي يكون طرفها الهلال ستكون جميلة وجماهيرية.. فالكل ينتظر «الزعيم» واسألوا الاتحاديين..!!
* مزيد الشقير قائد فريق الرائد «السابق» نجم من الصعب تكراره فنياً وخلقياً.. حسبي الله على المتسبب في نهايته..!!
* اتمنى لو حسبنا كم من آلاف الدولارات التي خسرتها انديتنا بسبب اللاعبين الاجانب «المقالب»..!
* «صوماليا هل يستحق كل هذا الانتظار.. أبعدوه فقد اصبح عبئاً على خط المقدمة الهلالي..!!
* محمد نور انقذ اوسكار من الرحيل المبكر..!!
* المطلق، العقيلي، نجما التحكيم في الجولات السابقة.
* امام الهلال لن ترضى جماهير الرائد بإعادة مهازل الاربعة والخمسة والستة.. واعتقد انها الفرصة الاخيرة لبعض اللاعبين.. وهم يعرفون انفسهم جيداً!!
قبل الطبع
* «تتحقق الأماني على قدر النيّات».
|