في كل الأحوال يبقى للتضامن العربي الاسلامي أهميته، وهو يزداد ضرورة في مثل هذه الظروف حيث تتجمع نُذر الحرب في سماء العراق بينما هي حرب مستعرة ومتواصلة في فلسطين.
ويبقى من المهم التحرك بذات السرعة والفعالية والمسؤولية التي تتكالب بها مؤشرات الحرب على المنطقة.. والمطلوب دائماً خطة عمل، حيث كشف سمو ولي العهد لدى لقائه أول أمس ضيوف مهرجان «الجنادرية» عن أن المملكة وضعت تصورات لعقد قمة عربية تأخذ على عاتقها مسؤولية توحيد الصفين العربي والاسلامي مؤكداً سموه في هذا الصدد مسؤولية الجميع في السعي لجمع شمل الأمتين العربية والاسلامية.
إن المعطيات في العالم العربي والاسلامي تفيد بوجود كمٍّ سكاني هائل وامكانيات اقتصادية واسعة غير أن عدم وضع كل العناصر الايجابية وتكريسها لنصرة الحقوق العربية والاسلامية، من خلال التنسيق السياسي والاقتصادي المشترك في مختلف الساحات والمحافل الدولية، يجعل من هذه العناصر مجرد امكانيات معزولة بعضها عن البعض.. يصدق ذلك على الجهود السياسية وعلى الامكانيات الاقتصادية والقدرات البشرية.
إن لمَّ الشمل يعني ضمن ايجابيات كثيرة إسماع الصوت الواحد الذي يعبِّر عن الأمة جمعاء، كما يعني الاستقلال الأمثل للإمكانات والموارد بحيث تصب في صالح بناء الأمة وتنشيط التبادلات بينها.
وفي هذا الشأن فإن المطلوب خططاً طويلة الأمد وأخرى مرحلية تُعلي من شأن الثوابت من خلال جعل الأمة تلتف حولها لمواجهة تحديات الحاضر التي هي جزء من إثبات الوجود في ساحة التنافس الحضاري..
إن مجرد اجتماع كلمة الأمة وتوحدها يجعل الآخرين يراجعون خططهم وخطواتهم، فالثقل الذي يمثله العرب والمسلمون يستطيع أن يُحدث تحولاً حقيقياً إذا تَمَّ تفعيل هذه الروابط والإمكانيات وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
وهذا أمر مطلوب بشدة حاليا وهو كذلك مستقبلاً وفي كل وقت، وربما تكون الفرصة مواتية لإثبات الوجود ولإعطاء المثال الطيب والضروري والمهم لما ينبغي أن تكون عليه الأحوال.
|